"نشعر بالفخر للمشاركة فى بناء إنجاز جديد يضاف إلى الدولة ضمن المشروعات العملاقة التى تنفذها فى مختلف مصر".. بهذه الكلمات بدأ عدد من العاملين فى مشروع الطاقة الشمسية بمحافظة أسوان، الحديث لـ"اليوم السابع"، عن هذا المشروع القومى الذى يتفقده الرئيس عبد الفتاح السيسى الاثنين.
قال إسماعيل عبد الحافظ، أحد عمال المشروع، الحديث لـ"اليوم السابع"، قائلاً: "يعد مشروع بنبان واحداً من أكبر المشروعات فى مجال توليد الكهرباء من الطاقة النظيفة وهى الطاقة الشمسية التى يزداد سطوعها خاصة على محافظة أسوان على مدار السنة وليس فصل الصيف فقط، فهذا المشروع القومى الضخم سينتج نحو 2050 ميجا وات من الكهرباء وهو ما يعادل إنتاج السد العالى".
وتابع: هذه الأرقام الكبيرة فى المشروع، وبعد حصوله على أفضل مشروع من مشروعات البنك الدولى على مستوى العالم، يجعلنا نفتخر بأننا أحد السواعد العاملة فى المشروع، وأننا نساهم فى إنجاز مثل هذا المشروع إلى يمكن وصفه بالقومى لمصر، لأن الطاقة المولدة من المشروع هى طاقة نظيفة تعتمد على البيئة، وتم اختيار هذه البقعة من أسوان لأنها أكثر بقاع الأرض سطوعاً للشمس وفق دراسات فلكية لوكالة ناسا الفضائية".
وأضاف مصطفى أحمد، أحد العمال أيضاً، أن المشروع استطاع أن يوفر فرص عمل كثيرة للشباب وبالأخص فى محافظة أسوان، والتى عانت خلال الفترة الماضية من تزايد نسبة البطالة نظراً للركود الذى حدث فى قطاع السياحة فى الفترة ما بعد ثورة 25 يناير 2011، وكان أبناء أسوان يعتمدون بشكل أكبر على العمل فى هذا القطاع إلى بدأ أن يتعافى تدريجياً، لافتاً إلى أن المشروع خلق الآلاف من فرص العمل للشباب وللفتيات أيضاً فى بعض الأعمال، بجانب توفير التدريبات الخاصة للعاملين فى المشروع قبل البدء فى العمل.
وحول الخدمات التى يوفرها المشروع، قال محمد صالح أبو الشيخ، من العاملين فى المشروع، إن الشركات المنفذة للأعمال الإنشائية للمشروع توفر جميع الخدمات للعاملين، من وجبات وانتقالات نظرا لأن المشروع يقع فى منطقة صحراوية تبعد نحو 50 كيلومتراً عن مدينة أسوان، وأيضاً توفر الزى الخاص بالعمل والمهام الأخرى من الخوذة والحذاء وغير ذلك، بجانب توفير سكن أيضاً للعاملين والمهندسين المغتربين، بجانب الرواتب المجزية التى توفرها الشركات للعاملين جميعاً.
موسى محمد محمود، مسعف بمشروع الطاقة الشمسية، تحدث عن طبيعة عمله قائلاً: نعمل على مدار اليوم فى مشروع الطاقة الشمسية لنقل الحالات المصابة من المشروع إلى المستشفيات القريبة، مشيراً إلى أن الشركات توفر سيارات إسعاف مجهزة على أعلى مستوى للتعامل مع الحالات الطارئة فى أى وقت، موضحاً بأنهم يتعاملون أحياناً مع بعض الحوادث على الطريق الصحراوى والقريبة من مشروع الطاقة الشمسية ونقلها إلى المستشفيات القريبة، وليس العمل قاصراً على المشروع فقط، ولكن لخدمة البيئة المحيطة بالمكان، وعلق قائلاً: "مستعدون دائماً لنقل أى حالات بين العمال سواء إغماء أو لدغات عقارب أو ثعابين أو غير ذلك".
لا يقتصر الأمر على الشباب فقط، ولكن هناك بعض الفتيات العاملين فى المشروع العملاق، المهندسة زينب رمضان عبد المنعم، هى أحد النماذج الناجحة التى عُرضت قصتها ضمن الفيلم التسجيلى "بطل كل يوم" فى افتتاح مؤتمر الشباب الوطنى بالعاصمة الإدارية الجديدة بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسى، تحكى "زينب" عن قصتها لـ"اليوم السابع"، قائلةً: أنا أول مهندسة تشتغل فى العمل الميدانى بأكبر مشروع للطاقة الشمسية بنبان بمحافظة أسوان، ولم يكن الأمر بالسهولة التى يظنها الكثير ولكن هناك عقبات وعراقيل تعرضت لها فى بداية المشوار، حتى وصلت لتكريم الرئيس فى المؤتمر الوطنى للشباب.
وتابعت زينب قصتها قائلة: تخرجت من كلية الهندسة شعبة الكهرباء، وكنت أحصل على تقدير الامتياز خلال السنوات الخمس للكلية مما جعلنى الأولى على دفعتى، وكان هدفى بعد التخرج هو العمل فى أكبر مشروع للطاقة الشمسية وخاصة أنه على أرض بلدتى "دراو".
وأوضحت المهندسة زينب، بأنها لم تحصل على فرصة عمل داخل مشروع الطاقة الشمسية رغم أنه كان هدفها الأساسى بعد التخرج وأن المشروع على أرض مدينتها دراو، إلا أن العراقيل التى واجهتها فى بداية المشوار باعتبار أنها فتاة ولا يمكن لها أن تعمل فى المشروع الذى يقع فى منطقة صحراوية وسط العمال، ولكن مع إصرارها على العمل وتحقيق أهدافها وافقت إحدى شركات المشروع على العمل، بعد محاولات عديدة لرفض العمل المكتبى "على حد قولها"، مشيرة إلى أنها عملت مهندسة فى العمل الميدانى للمشروع، وأسند إليها مهمة "قسم الاختبارات" وكان من أصعب الأقسام الموجودة فى مشروع الطاقة الشمسية بسبب أن العمل فيه يكون مسئولية الإشراف الكامل على المحطة والتأكد من توصيل الكابلات واختبار المحطة قبل التشغيل النهائى وكافة تفاصيل المحطة من بدايتها وحتى نهايتها.
وتحكى الفتاة الصغيرة "إسراء حامد" البالغة من العمر 23 سنة، عن قصتها قائلةً: "كنت طالبة بكلية التجارة جامعة أسوان، عندما التحقت بالعمل فى أكبر مشروع للطاقة الشمسية بمصر بمنطقة بنبان بالظهير الصحراوى بمحافظة أسوان، ورغم ما يتردد من كل الموجودين بعدم قدرة الفتيات على العمل فى مثل هذه الأعمال وهذا المشروع الذى يقع فى قلب منطقة صحراوية ومعظم العاملين فيه من الشباب، إلا أننى تحديت الظروف وأثبت أن الفتاة لها مجال فى العمل داخل مثل هذه المشروعات القومية التى ستفيد البلاد بشكل كبير"، وتابعت قائلةً: "قالولى هيبقى صعب عليكى، والصحراء مش للبنات، وعمرك ما هتقدرى توفقى بين العمل ودراستك وتحققى حلمك".
وأوضحت إسراء، بأنها تشعر بالسعادة والفخر بين صديقاتها الفتيات بأنها واحدة من المساهمين فى إنجاز هذا المشروع، موضحةً بأنها ليست الفتاة الوحيدة التى تعمل فى المشروع ولكن إصرارها على العمل شجع فتيات أخرى للعمل أيضاً، لافتةً إلى أن زملائهم الشباب من العاملين فى المشروع يعاملونهم بكل احترام وثقة وعلقت قائلةً: "يخافون علينا زى أخواتهم البنات بالظبط"، وعلقت قائلةً: أنا مبسوطة جداً لأنى حصلت على الفرصة العظيمة للعمل فى هذا المشروع العملاق".
العمل-فى-مشروع-الطاقة-الشمسية-(1)
ألواح-الطاقة-الشمسية-(2)
ألواح-الطاقة-الشمسية-(3)
جنود-مجهولة-بمشروع-الطاقة-الشمسية-(2)
جنود-مجهولة-بمشروع-الطاقة-الشمسية-(3)
جنود-مجهولة-بمشروع-الطاقة-الشمسية-(7)
جنود-مجهولة-بمشروع-الطاقة-الشمسية-(8)
محطة-بنبان-من-الداخل
مشروع-الطاقة-الشمسية-بنبان-(2)
مشروع-الطاقة-الشمسية-بنبان-(5)
مشروع-الطاقة-الشمسية-بنبان
موقع-مشروع-الطاقة-الشمسية
وفد-البنك-الدولى-يزور-المشروع
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة