تاريخ أم كلثوم غنى جدا ليس فيما يتعلق بأدائها، ولكن فى كواليس هذه الأغنيات، ومن ذلك ما ذكرته مجلة الكواكب فى سنة 1933 تحت عنوان "بائع زيتون يلحن طقطوقة لأم كلثوم".. فما القصة.
تقول المجلة:
نعم هو بائع متجول وليس صاحب حانوت معروف، ذلك الذى لحن لأم كلثوم طقطوقة من أحسن أغانيها. ولم يكن ذلك فى مستهل حياتها الفنية، بل فى الوقت الذى بلغت فيه أوج عظمتها.
كان هذا منذ سنتين تقريبا حين تقدم "رامى" إلى "سومة" بقطعته التى مطلعها "تراعى غيرى وتتبسم.. و أنا ذنبى إيه.. وتسيبنى من غير ما تسلم.. ما أعرفش ليه"، وقرأت المطربة القطعة فراقتها وجلست تفكر فيمن تعهد إليه أمر تلحينها، إلى أن وقع الاختيار على الموسيقى المشهور الأستاذ محمد القصبجى، وهو الذى يقوم الآن بوضع أغلب ألحانها وأغانيها.
وتسلم القصبجى الطقطوقة على أن يعيدها إليها فى اليوم التالى ملحنة معدة للغناء، ولكن الوحى لم يشأ أن يهبط عليه لا فى الموعد المحدد ولا بعده بأيام.
واستحثت المطربة ملحنها وراح هو يجهد قريحته دون أن تسعفه "السيكا" بنغمة، واللحن كالشاعر لا يوافيه شيطانه إلا حين يشاء الشيطان نفسه.
وطال المدى بالقصبجى حتى كاد يعتذر للآنسة عن المهمة، ولكن بأى عذر يتقدم لها؟ وسار فى ظهر أحد الأيام قرب منزله بشارع الخليج المصرى وهو يفكر جديا فى طريقة للاعتذار وفيما هو على حالته هذه مر به بائع زيتون يحمل سلعته فوق رأسه وهو ينادى على بضاعته بصوت فيه عذوبة وله نغم استطابته أذنا القصبجى، فتبع البائع خطوة خطوة من باب الخلق إلى الحلمية ثم المنشية حتى انتهى بهما المطاف إلى قلعة الكبش. وهناك كان القصبجى قد استوعب النغمة تماما فسار يترنم بها عائدا إلى بيته، حيث أمسك بالعود وظل يداعب أوتاره وهو يغنى أغنية ذلك البائع المتجول "زيتون أخضر، يا حلو يا أسمر، تعالى عندى ودوق الزتون" وهنا طرأت الفكرة لماذا لا يلحن كلمات رامى على هذا اللحن وقد كان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة