ملحمة بطولية يعرضها"اليوم السابع" بطلها السيدة فتحية الأخرس الشهيرة بـ"أم على" التى تميزت من بين بنات جنسها بالفراسة والذكاء والجرأة.
ويقول المؤرخ ضياء الدين القاضى فى كتابه الأطلس التاريخى لبطولات شعب بورسعيد 56 إن فتحية الأخرس الشهيرة بـ" أم على" استغلت عملها كممرضة فى عيادة الجراح المشهور الدكتور جلال الزرقانى التى تقع فى مكان متميز وسط بورسعيد وبالتحديد بجوار مسجد الرحمة ليكون مآوى آمن للفدائيين.
ومن ثم انتهزت "أم على" رحمها الله العيادة الخاصة نظراً لظروف العدوان، وقامت بالتنسيق مع قائد المقاومة الشعبية المرحوم مصطفى كمال الصياد بإيواء الفدائيين وأسلحتهم داخل العيادة ليختفوا فيها نهاراً وينتشروا فى المساء، وأثناء حظر التجوال يذيقوا العدو الويل.
وأضاف القاضى أن "أم على" إتخذت العيادة مآوى آمن للفدائيين فألبستهم زى المرضى الأبيض، فضلا عن إخفاء أسلحتهم أسفل الأسرة التى يجلسون عليها، بجانب تقديم الخدمات التى امتدت إلى نقل الأسلحة والذخيرة لهم من قريتها بالقابوطى عبر بحيرة المنزلة بواسطة صيادى الأسماك.
ويحكى القاضى أن "أم على" أثناء تواجدها فى العيادة مع الفدائيين سمعت طرقا على الباب الخارجى الخاص بعيادة الدكتور جلال الزرقانى، ومن ثم استشعرت أن هناك تفتيشا من قبل القوات المعتدية على منازل المدينة، وعلى الفور قامت بتنبيه الفدائيين الذين قام كل منهم بإرتداء ملابس المرضى البيضاء واتخذوا مضاجعهم على الأسرة وتظاهروا بمعاناة الألم.
وعلى الفور تدخلت البطلة "أم على" بفتح الباب وتظاهرت أمام الضباط الإنجليز بمنتهى الثبات والشجاعة، وأخذت تصرخ بصوت عال بأن أحد المرضى توفى وعليه إبلاغ الجهات المصرية، حتى نتمكن من إتخاذ الإجراءات اللازمة بمراسم الدفن.
بالفعل نجحت فى إقناع الضابط الإنجليزي والذى أمر جنوده بالانسحاب دون استكمال إجراءات التفتيش، وعند خروج قوات الاحتلال التف الفدائيون حولها يقدمون لها التحية والتقدير لشجاعتها على ماقدمته من مواقف بطولية حفاظاً على أرواحهم.
البطلة فتحية الأخرس الشهيرة بأم على فى معركة 56
البطلة فتحية الأخرس الشهيرة بأم على تجلس يمين الفدائى محمد مهران