أكرم القصاص - علا الشافعي

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 3 ديسمبر 2013..وفاة «الفاجومى» أحمد فؤاد نجم.. الشاعر الذى عاش حياة غير عادية وكتب شعرا جعله حديث الناس من المحيط إلى الخليج

الجمعة، 03 ديسمبر 2021 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 3 ديسمبر 2013..وفاة «الفاجومى» أحمد فؤاد نجم.. الشاعر الذى عاش حياة غير عادية وكتب شعرا جعله حديث الناس من المحيط إلى الخليج أحمد فؤاد نجم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان الشاعر أحمد فؤاد نجم، فى الثانية والثلاثين من عمره عام 1961 (مواليد 22 مايو 1929)، حين بدأ يكتب الشعر، وفى 3 ديسمبر، مثل هذا اليوم، 2013 توفى بعد حياة عاشها حرا باختياره، وشجاعا بطبعه، ولأن للاختيار الحر ثمنا، فإنه دفع ما يكفى وأكثر، ما جعله شاعرا فذا فى تاريخنا، و«حديث الناس من المحيط إلى الخليج أو فى أى مدينة أو قرية على كوكب الأرض فيها ناس بتتكلم عربى»، حسبما يرى هو نفسه فى مذكراته «الفاجومى.. السيرة الذاتية الكاملة»، ويراه الآخرون كذلك.
 
حياته «سيرة غير عادية»، بوصف الكاتب صلاح عيسى، فى كتابه «شاعر تكدير الأمن العام، الملفات القضائية للشاعر أحمد فؤاد نجم»، وفيها وفقا لـ«عيسى»: «ولد فى عزبة «نجم» إحدى القرى التابعة لمركز العباسية، بمحافظة الشرقية، وكان والده «محمد عزت نجم، لايزال يعمل ضابطا للشرطة، حين تزوج ابنة عمه «هانم مرسى نجم»، وحملها معه إلى القاهرة التى كان آنذاك يعمل بشرطتها، لتنتقل معه بعد ذلك إلى الإسكندرية وطنطا والسويس، وأخيرا بنها، وفى أواخر سنوات عمره، ترك العمل بالشرطة، وعثر على وظيفة مدنية بوزارة المالية، وعين رئيسا لخزينة محكمة الزقازيق، فعاد إلى «عزبة نجم» التى لا تبعد عنها سوى 24 كيلومترا، وبنى لأسرته منزلا، بينما أقام هو بالقرب من عمله بالزقازيق».
 
يضيف «عيسى»: «كان أحمد فؤاد الذى أطلق عليه أبوه هذا الاسم تيمنا باسم الملك أحمد فؤاد، فى السادسة من عمره، حين مات أبوه فى عام 1935، تاركا غيره بنتين هما مديحة وصفية، وثلاثة أبناء من الذكور هم عبدالعزيز ومحمد ونجم، فضلا عن شقيقه الأكبر الذى اختفى فى زحمة السفر والتنقل بين البلاد».
 
حين مات الأب لم يترك وراءه ثروة تحمى أسرته من غوائل الزمن فارتبكت حياة الأسرة، يذكر «عيسى»: «ترك أحمد فؤاد الكُتاب، وبدلا من أن يواصل التعليم به ليلتحق بعد ذلك بالأزهر الشريف، التحق بالعمل فى الحقول، وبعد عام وفى عام 1936 ألحقته الأسرة بملجأ الزقازيق الخيرى، ضمن مائة وخمسين طفلا من الأيتام والفقراء، وكان الملجأ يوفر لهم إقامة كاملة، فضلا عن التعليم العام والتدريب المهنى، وخلال السنوات التسع التى قضاها فى الملجأ، تعلم مهنة تفصيل الملابس».
 
غادر الملجأ عام 1945 ليتنقل من عمل إلى آخر، من الحقول إلى «صبى تزرى» فى القاهرة، حيث نقله معه أخوه الذى التحق بالعمل فى «مطبعة مصر»، ثم بائعا متجولا بين عربات الترام، ثم عاملا فى مصنع للغزل، وفى عام 1948 عمل ترزيا لثلاث سنوات بمعسكرات القاعدة البريطانية بمنطقة قناة السويس، وخلالها تفتح وعيه السياسى من خلال الاحتكاك المباشر بقوات الاحتلال، وبزملائه العمال، وبعناصر الحركة الوطنية المصرية التى كانت تهتم اهتماما خاصا بكل ما يجرى داخل القاعدة».
فى عام 1959 قُبض عليه بتهمة الاشتراك مع زميل له فى تزوير استمارات حكومية، ليحصلا بمقتضاها على بضائع يبيعانها ويحصلان على ثمنها وحكم عليه بالسجن ثلاثة سنوات ليخرج بعدها إنسانا آخر.. يتذكرها فى سيرته: «ثلاث سنين قضتهم فى سجن أرميدان بتهمة التزوير غيروا خط سيرى، وقلبوا حياتى، وخلقوا منى كائن جديد.. كائن إيجابى بقت له اهتمامات عامة تأثر بها وأثر فيها فى حدود إمكانياته»، يذكر عيسى: «تعرف على ثلاثة من الكتاب الشيوعيين هم الروائى «عبدالحكيم قاسم، والناقد سامى خشبة، والصحفى حسين شعلان، واستمع منهم ما يحفظونه من شعر فؤاد حداد، الذى كان معتقلا هو الآخر آنذاك بمعتقل الواحات».
 
صدر ديوانه الأول «من الحياة والسجن» بعد الإفراج عنه فى 11 مايو 1962، ووفقا لـ«عيسى»: «كان صدور ديوانه الأول هو المناسبة التى تعرف فيها على الشيخ إمام عيسى، وخلال السنوات الخمس التالية التفت حولهما مجموعة من الشعراء والفنانين والمثقفين، وجدوا فيما يقدمانه فنا جيدا يستلهم الموروث الشعبى فى الشعر والموسيقى، وخلالها كتب نجم، عددا من القصائد لحنها إمام، كان من بينها على حسب واد قلبى، وعصفور وصياد، وأبوك السقا مات، والحمام الإمرى، فضلا عن قصائد أخرى كتبها الشاعر فؤاد قاعود».
 
بعد ديوانه الأول انطلق «نجم» إلى براح الشعر، ليكون أحد رموز عاميته الكبار، معبرا به عن أوجاع الوطن، لا يخشى فى ذلك سيف السلطة، ولا يخضع لإغراءاتها، ولا يستجيب لنداهتها، ولهذا كان ضيفا على سجون عبدالناصر، رغم حبه له كزعيم انحاز للفقراء، وسجون السادات الذى قال فيه هجائيات كثيرة، وبين أحضان البسطاء عاش حياته، يلبس جلبابهم، ويكتب صوتا لهم، فبادلوه حبا بحب.   









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة