هنا فى قلب مدينة المنصورة مشهد يزهر ويثرى الوجدان.. حب وعمل وكفاح تفوح رائحتهما فى الأرجاء، طموح وأحلام حرة تحلق وتحط بأجنحتها على زهرات الحياة، قلوب يغشاها الأمل والصفاء، نظرات لامعة تضيىء العتمة وتملأ الدنيا بهجة وضياء، أصوات تغرد خارج السرب وتشدوا بألحان الكفاح والرضا، هامات تعانق السماء، إرادة تقتل الآلام وترفض الاستسلام، شباب أبطال يتغنون بالحياة، يصنعون المجد، ويشيدون قلوبنا شموخا وفخرا.
إسلام وسيا ونيرة.. ثلاثة شباب استطاعوا بارادتهم وعزيمتهم أن يكتبوا بسطور من ذهب قصة كفاح تتنفس حياة، أرادوا أن يثبتوا ذاتهم، ويبنوا مستقبلهم، ويحققوا أحلامهم وآمالهم، ويكون لهم بصمة إيجابية فى المجتمع بالعمل على عربة متنقلة لبيع البطاطا بالشوكولاتة والمكسرات، وجميع أنواع المشروبات الساخنة، وذلك بجانب دراستهم الجامعية وعملهم بوظائف أخرى.
وقال إسلام عاطف (26 عاما)، ممرض بمستشفى الباطنة التخصصي، لـ"اليوم السابع"، إنه فكر فى افتتاح مشروع خاص لا يحتاج لرأس مال كبير، يكون باسمه وأصدقائه وخاص به، يحسن به دخله ومستواه المعيشى بجانب عمله كممرض بالمستشفى، فاهتدى لافتتاح مشروع عربة متنقلة لبيع البطاطا بالمكسرات والشوكولاتة، رغبة منه فى التميز والاختلاف وتحسين مستوى معيشته، بمشروع خاص يثبت فيه إمكانياته وقدراته بأقل التكاليف.
وأضاف أن عمله على العربة المتنقلة لم يؤثر على عمله كممرض بالمستشفى، فاستطاع أن يوفق بينهما دون تقصير، حيث يذهب للمستشفى يوميا منذ ساعات الصباح الباكر ويظل بها حتى ينهى عمله عصرا، وبعدها يتحرك بعربته المتنقلة بمنطقة حى الجامعة بمدينة المنصورة ليستقبل طلاب الجامعة بأشهى أطباق البطاطا والمشروبات، مشيرا إلى أن حبهم للعمل على عربة طعام متنقلة، واستمتاعهم بإعداد أشهى أطباق البطاطا لتقديمها لأهالى مدينة المنصورة أنساهم أى تعب أو شقى قد واجههم أثناء افتتاح المشروع، وجعلهم يصرون على المواصلة بكل عزم وإرادة وقوة للتوفيق بين عملهم على العربة المتنقلة وأعمالهم الأساسية.
واستطرد أنه من البداية أراد التميز والاختلاف بالعمل على عربة طعام متنقلة، رافضا تماما فكرة افتتاح مطعم أو مقهى اعتيادى يستلزم توفير رأس مال كبير ويخاطب فئة محددة من الجمهور، موضحا أنه استطاع من خلال العربة المتنقلة وبأقل التكاليف أن يخاطب جميع الفئات المجتمعية بطهى أشهى أطباق البطاطا المزينة بالفواكه وصوصات الشوكولاتة والفانيليا والعسل، وبأسعار معقولة تتناسب مع الأطفال وطلاب الجامعة.
وقالت نيرة فهمى (22 عاما) طالبة بالفرقة الرابعة بكلية التربية الرياضية، إنها اهتدت لمشاركة أصدقائها كفاحهم بالعمل على العربة المتنقلة، رغبة منها فى دعمهم ومساندتهم، وتحقيق حلمها فى التفوق المهني، فضلا عن رغبتها فى توفير دخل خاص بها باجتهادها وتعبها، مشيرة إلى أن المشروع بمثابة متنفس لهم يعبر عن طموحهم وأحلامهم فى بناء كيانهم وإثبات إمكانياتهم اللا محدودة.
إسلام ونيرة وسيا
وأضافت أنها استطاعت أن توفق بين دراستها الجامعية وعملها كممثلة فى قصر ثقافة المنصورة، وبين عملها على عربة الطعام المتنقلة، مشيرة إلى أن الأمر ليس متعبا وشاقا عليها، كما أنها وجدت تشجيعا ودعما من أسرتها وأصدقائها لاستكمال خطوة العمل التى اتخذتها وهى لا تزال تدرس، واستطاعت أن تنظم وقتها وتعطى لكل مجال حقه دون أى تقصير أو كلل وملل، واضعة نصب عينيها النجاح هدفا.
وأشارت إلى أنهم يقومون بإعداد البطاطا بأنفسهم فى المنزل، حيث سلق كمية البطاطا المطلوبة بالماء واللبن، ثم يقوموا بهرسها وإضافة كمية من السكر عليها وخلطهما سويا، ثم يقوموا بتعبئتها فى الأطباق، ووفقا لرغبة الزبون وذوقه يقوموا بإضافة صوص الشوكولاتة أو العسل أو المكسرات وجوز الهند والفواكه، مضيفة أن المشروع أعطى الفرصة لكل محبى الحلويات والأكلات السريعة أن يحصلوا على مبتغاهم بجودة عالية ومذاق شهى وبأقل التكاليف، حيث يتراوح سعر طبق البطاطا من 10 إلى 20 جنيها، أما المشروبات الساخنة فتتراوح أسعارها من 5 إلى 10 جنيهات.
أما سيا جمال الطالبة بالفرقة الثانية بكلية التربية الرياضية، فقالت لـ"اليوم السابع"، إنها قررت أن تشارك زملائها العمل بمشروع العربة المتنقلة بجانب دراستها الجامعية وعملها الأساسى كمدربة قيادة، رغبة منها فى العمل فى مجال تحبه وتجد نفسها فيه، وتحقق من خلاله أحلامها، مشيرة إلى أنها تنسى هموم الحياة وإرهاق الدراسة والعمل، عندما تلمس سعادة الزبائن وإشادتهم بطبق البطاطا اللذيذ.
ثلاثة شباب يعملوا على عربة بطاطا متنقلة
وأضافت أنها لم تتردد لحظة فى مشاركة أصدقائها مشروع العربة المتنقلة، فكان بالنسبة لها حلم راودها منذ سنوات وأرادت تحقيقه حبا فيه ولطبيعة العمل عليه، مشيرة إلى أن الانسان قادر على تحقيق التفوق والنجاح فى أى مجال وبأقل التكاليف بسهولة شديدة، حيث استطاعوا أن يفتتحوا مشروع العربة رغم معاناتهم ومحاولاتهم المتواصلة لتوفير رأس مال يعينهم على شراء العربة وتزويدها بكافة معدات طهى البطاطا، فضلا عن قدرتهم على تحقيق عنصر الجودة والنظافة والمذاق الشهي.
وأشارت إلى أنها تداوم على حضور محاضراتها فى الكلية، وفى أيام الأجازة تذهب صباحا لتعليم الفتيات قيادة "الاسكوتر"، وفى المساء تقف على العربة المتنقلة مع أصدقائها لتحضير المشروبات الساخنة من شاى وقهوة وشوكولاتة ساخنة، مؤكدة أن فكرة افتتاح مشروع مميز ومختلف وتتوفر به الأمكانيات والمعدات التى تعينهم على الإنطلاق من خلاله نحو التفوق وتعريف أهالى مدينة المنصورة بهم لم يكن أمرا يسيرا عليهم وهم شباب لا يزالوا فى مقتبل العمر يتعلمون ويعملون فى وظائف أخرى تأخذ كل وقتهم ولا تعطيهم متنفس للتنزه أو محاولة البحث عن الرفاهية، ولا يتوفر لديهم المال الذى يعينهم على افتتاح مشروع حتى وإن كان صغيرا كعربة البطاطا المتنقلة.
وأكد الشباب أنهم سيواصلون الكفاح والعمل على عربة البطاطا المتنقلة، وتحقيق حلمهم بسلسلة عربات متنقلة لبيع البطاطا والمشروبات الساخنة، تحمل اسمائهم وبصمتهم الإبداعية وتعبر عن أحلامهم فى جميع محافظات مصر.
ثلاثة شباب يفتتحوا مشروع عربة متنقلة لبيع البطاطا بالشوكولاتة
سيا جمال طالبة بكلية التربية الرياضية وتعمل على عربة بطاطا متنقلة
شباب المنصورة يكافحوا بالعمل على مشروع عربة متنقلة
شباب المنصورة
شباب يفتتحوا مشروع عربة متنقلة لبيع البطاطا بالشوكولاتة بالمنصورة
شباب يكافحوا بالعمل على عربة بطاطا متنقلة
عربة بطاطا متنقلة بمدينة المنصورة
عربة متنقلة لبيع البطاطا بالشوكولاتة في المنصورة
مشروع شبابي لبيع البطاطا بالشوكولاتة بمدينة المنصورة
ممرض وكابتن ومدرب قيادة يعملوا على عربة متنقلة لبيع البطاطا بالشوكولاتة
نيرة فهمي طالبة بكلية التربية الرياضية وتعمل على العربة المتنقلة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة