قدم منتخب مصر واحدة من أروع مبارياته خلال الفترة الأخيرة بالفوز على السودان بخماسية تاريخية فى كأس العرب، لعب المنتخب كرة جميلة وأمتع الجمهور فأعاد لنا ذكريات الجيل الذهبى للفراعنة، وتبقى شجاعة كيروش هى الأبرز بعدما قرر الانعزال بعيداً عن ضغوط السوشيال ميديا، ومنح الفرصة للعديد من اللاعبين لأول مرة فمنهم من تألق وأبهر الجمهور ومنهم من ينتظر.
كيروش منح فرصة ذهبية لبعض اللاعبين فوجدوا أنفسهم بين ليلة وضحاها يلعبون بقميص المنتخب، ومنهم حسين فيصل الذى فاجأنا به كيروش بإشراكه أساسياً في مباراة السودان، ليتألق هذا اللاعب الشاب ويسجل هدفاً ويصنع آخر فضلاً عن مجهوده وتمريراته الساحرة فى المباراة فاستحق في النهاية التتويج بجائزة رجل المباراة، بالإضافة إلى أحمد رفعت الذى شارك أساسياً أيضاً وأحرز هدفاً عالمياً أبهر الجميع فى الدقائق الأولى.
كيروش مازال يجرى عملية استكشاف النجوم فى الدورى المصرى للوقوف على إمكانيات الجميع وتحديد أفضل العناصر، لذا قرر الاعتماد على بعض الوجوه الشابة، ومنحهم فرصة إثبات جدراتهم بارتداء قميص المنتخب، ومنهم مروان حمدى، ومروان داوود، وأحمد رفعت، وأحمد ياسين، وغيرهم، لم يلتفت المدرب العجوز- بكل ما يملكه من خبرة - إلى صيحات السوشيال ميديا المنددة مثلا باستبعاد طارق حامد، وحسين الشحات وصلاح محسن، أو حتى رمضان صبحى، وإنما تمسك بقراره ودافع عن لاعبيه ومنحهم جرعات الثقة فى كل مناسبة لإثبات الذات وإظهار مواهبهم، وهو ما تحقق حتى الآن.. ولكن.
أصبح المنتخب على بعد خطوات من مباراة مهمة وحاسمة واختبار حقيقى، عندما يواجه الجزائر، أقوى فرق المجموعة والمدجج بالنجوم، لحسم صدارة المجموعة بعدما تقاسم المنتخبان كل شيء، لذا أصبح المدرب البرتغالى مطالباً بتثبيت التشكيل في الأيام القادمة واختيار أفضل العناصر، فضلاً عن علاج أزمة إهدار الفرص، والتى وضحت كثيراً فى مباراة السودان، بإضاعة العديد من الأهداف المحققة، والتي كانت كفيلة بوضع الفراعنة على صدارة المجموعة والاكتفاء بالتعادل مع الجزائر لحسم الصدارة.
أما أهمية جرعات الثقة التي يجب أن يمنحها كيروش لكتيبة الفراعنة قبل مواجهة الجزائر، وعدم استرجاع ذكريات 2010، لرفع أى ضغوط نفسية عن لاعبيه، والتفكير فقط فى تحقيق الفوز وخطف صدارة المجموعة واستكمال طريق تحقيق بطولة كأس العرب والتى تعد دافعاً قوياً لتحقيق الحلم الأكبر بالتتويج بأمم أفريقيا فى الكاميرون، والتى ينتظرها ملايين المصريين.
وتبقى النقطة الأهم فى مباراة مصر والجزائر أنها "اختبار حقيقى" لمنتخب كيروش، وفى هذا التوقيت المهم، بعيداً عن كأس العرب، كونها تأتى قبل شهرين من إجراء قرعة الدور الفاصل فى التصفيات النهائية لكأس العالم، باعتبار الجزائر واحداً من منتخبات التصنيف الأول والمرشحة لمواجهة الفراعنة في التصفية النهائية للمونديال، بجانب تونس والمغرب ونيجيريا والسنغال، وهو ما يزيد من أهمية المباراة لأنها ستكون نقطة فاصلة لكيروش مع المنتخب، فإما تمنحنا ثقة فى المنتخب الوطنى لمواجهة أى من منتخبات التصنيف الأول مهما كان اسمه أو نجومه، أو ستكشف كيروش واختياراته، فتمنحه فرصة لترتيب الأوراق واستعادة الثقة من جديد قبل المرحلة الفاصلة فى رحلة الفراعنة لحلم المونديال.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة