تنتشر حول معاصر إنتاج زيت الزيتون بشمال سيناء، تلال من مخلفات ما تبقى من طحن حبوب الزيتون المقطوفة من أشجار تروى على مياه الأمطار والآبار تزرع على امتداد مناطق سيناء، تسمى " التفلة"، التى يطلق عليها خبراء إنتاج الزيتون " الثروة المهدرة الغير مستغلة حتى الآن ".
قال الدكتور، تهامى حمودة، أحد خبراء وأصحاب مشروعات انتاج زيت الزيتون، بشمال سيناء، لـ"اليوم السابع"، إن مخلفات عصر زيت الزيتون تسمى " التفلة " وهى التى تتواجد بجوار كل مصنع ومعصرة زيتون، وهى نتاج طحن حبة الزيتون لاستخلاص زيت الزيتون، وتتكون " التفلة " من خليط اخشاب ولب الحبوب، وهى ناتج طبيعى لعملية العصر، ويتم خروجها من أنابيب تدفع بها لخارج كل معصرة، وتجمع على هيئة تلال تحت ضوء الشمس الطبيعى.
وأضاف أن الاستخدام المحدود المتوارث لها فى سيناء وبشكل محدود جدا، تقديمها غذاء للحيوانات ذات القدرة على التحمل منها الإبل والأبقار، لأنها تحتوى على سعرات حرارية عالية، ولا تتحملها الدواب الأصغر كالأغنام والماعز، كما تستخدم فى معاصر زيت الزيتون، كمصدر حرارة لتسخين الماء، ويتم حرقها فى فرن تمر عليه وحدات تسخين وتوفر مصدر ماء فى المعصرة درجة حرارته تتراوح ما بين 30 إلى 100 درجة مئوية، ويستخدم الماء الساخن فى حالة برودة الأجواء وفى أعمال التنظيف المختلفة داخل المعصرة.
وأشار خبير إنتاج الزيتون بشمال سيناء، أن لاستخدام "تفل" حبوب الزيتون بشكل ناجح 3 مجالات رئيسية معروفة حتى الآن وهى "إنتاج الفحم النباتى" من خلال جمع أكوام التفل وتنشيفها وتمريرها على مناخل لعزل اللب عن الخشب، ثم يكبس الخشب فى قوالب تستخدم كفحم بجودة عالية جدا بعد مروره بمراحل تسخين وتجهيز للتخزين والتداول، واستخدامه لاستخراج علف للحيوانات خصوصا الإبل والابقار بعزل اللب عن الخشب وتجميعها وكبسها لتكون علف حيوانى ذو جودة، كما يستخدم اللب نفسه بعد التنشيف الجيد للرش فى مزارع إنتاج الأسماك كمصدر تغذية طبيعى غنى بالعناصر الغذائية المطلوبة لنمو الأسماك وتكاثرها.
وأضاف أن قوة أخشاب ثمر الزيتون ذات قدرة قوية على الاشتعال، لذلك تستخدم أيضا مخلفات تكسيرها وطحنها، كمصدر حرارة قوى فى مصانع إنتاج الأسمنت لتجهيز الجير الداخل فى مكونات الأسمنت.
وقال، إن نسب إنتاج التفلة يكون بوفرة فى كل مواقع عصر الزيتون، والتى تخلف نسبة إنتاج تفلة بنسبة تتراوح من 30 إلى 50 % من وزن الحبوب قبل عصره، مشيرا أن معاصر مدينة العريش، تستقبل فى موسم إنتاج مزارع سيناء من كل مناطقها التى فيها يزرع الزيتون، لعصر حبوبه، وجميعها معاصر مجهزة على أحدث النظم، وبطاقة تصل لـ3 أطنان فى الساعة، بمعدلات إنتاج عصر زيت زيتون تقارب 70 طنا يوميا فى حالة وجود إنتاج يغطى.
وأكد الدكتور، تهامى حمودة، أحد خبراء وأصحاب مشروعات انتاج زيت الزيتون، بشمال سيناء، أنه حتى الآن هذا الإنتاج يعتبر ثروة مهدرة لا يتم الاستفادة منه، بل وقد يلجأ البعض للتخلص منه واعتباره مخلفات.
وأشار أن يرى ضرورة أن يستثمر بشكل جيد، موجها الدعوة لكل المستثمرين المعنيين باستغلال هذه الثروة، واقامة مصنع خاص لإنتاج الأعلاف والفحم النباتى، لتوفير مصدر غذاء حيوانى جديد من نوعه وبمواصفات موفرة للمزارع وتوفير مصدر طاقة طبيعى يفيد مواقع الإنتاج فى المصانع والمستهلك العادى الباحث ع الفحم.
وقال إن هذا الانتاج متوفر وبكثرة فى شمال سيناء، ومكانه بجوار كل معصرة فى مدينة العريش، التى تصل فيها عدد المعاصر لـ5 معاصر ما بين أهلية وحكومية.
وتابع انه يتمنى أن تعتنى الجهات المروجة للاستثمار فى سيناء لاستغلال هذا المنتج الطبيعى، مشيرا أن التفلة المستخرجة من نتاج عصر الزيتون فى شمال سيناء، هى ما يخرج من انتاج زيتون سيناء المعروف بمواصفات حبوبه التى منها المروى على المطر وعلى مياه آبار طبيعية، وبالتالى تمتاز هذه التفلة انها سريعة فى عملية التنشيف ولا تحتاج لوقت طويل قد يتسبب تكويمها فى تخميرها وعفونتها، كما انها بعد تجهيزها كمنتج سواء فحم أو سماد أو علف حيوانى تحمل مواصفات طبيعة سيناء الخالية من أى تدخل زراعتها وتعرضها للمبيدات.
وقال إن هذه المخلفات هى نتاج حبوب تطرحها أشجار الزيتون التى تروى على مياه الأمطار ويسمى " زيت بعلى "، ويأتى بعدها الزيتون المنتج من مزارع تروى على مياه من الآبار والأمطار يتم قطفه ثم نقله مباشرتا ليتم عصره، والزيتون ينقل فى عبوات مفتوحه بلاستيكية وفى اكياس بها تهوية مناسبة ومن ثم يصل للمعصرة وبرفقته المزارع الذى نقل من مزرعته، والذى يقوم بوزنه ثم تسليمه لفرق العصر التى تتولى نقله وإدخاله مراحل العصير، لافتا أن الزيت المستخرج من أشجار الزيتون فى سيناء يحمل 3 انواع وهى تحدد جودته نقائه بنسب حموضة 1% ويسمى إكسترا فيرجن، ونوع بنسب حموضة 2% ويسمى فيرجن، والزيت الخام العادى.
استخدام جيد كفحم
اكوام بجوار كل معصره بالعريش
الانتاج الغير مستغل
الدكتور تهامى حمودة احد منتجى الزيتون بجوار كوم من التفلة
تنشيفه لاستخدامه كفحم نباتى
جانب من الانتاج
خليط من اخشاب ولب الزيتون المطحون بعد اتخلاص الزيت منه
خليط من اخشاب ولب بذور الزيتون المكسوره
كميات انتاج كثيرة وغير مستغلة
لاتزال الاكوام دون استغلال
مخلفات عملية عصر زيت الزيتون
يخرج من المعصره
يستخدم لانتاج الفحم وسماد وغذاء حبوانات
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة