أسدل البرلمان الألمانى"البوندستاج" اليوم الستار على 16 سنة حكمت فيهم المستشارة أنجيلا ميركل ألمانيا وأوروبا بقبضة من حديد، جعلت أعداءها قبل الحلفاء يطلقون عليها المرأة الحديدية، لتقف اليوم على مدرجات المشاهدين تتابع انتخاب خليفها الجديد، أولاف شولتز وزير مالية حكومتها، بعد أن فاز حزبه فى الانتخابات البرلمانية، وحصل على تحالف إشارة المرور ليصبح رسميًا المستشار الجديد لألمانيا الاتحادية.
وبعد أسابيع من مفاوضات ماراثونية، حصل أولاف شولتز على تزكية البرلمان ليصبح مستشارا لألمانيا، وانتخب المشرعون الديمقراطي الاشتراكي أولاف شولتز، ممهدين الطريق لتشكيل حكومة ائتلافية موالية لأوروبا وعدت بتعزيز الاستثمار الأخضر.
وبذلك يصبح شولتس المستشار التاسع لجمهورية ألمانيا الاتحادية، والمستشار الرابع من الحزب الاشتراكي الديمقراطي بعد فيلي برانت وهيلموت شميت وغيرهارد شرودر، أما التحالف الحكومي الأولى فيجمع لأول ما بين الخضر والليبراليين في تاريخ ألمانيا الحديث.
وقالت رئيسة البوندستاج بربيل باس إن شولتز، الذي شغل منصب نائب المستشار ووزير المالية في ائتلاف مع ميركل حصل على أغلبية واضحة بلغت 395 صوتًا من المشرعين في مجلس النواب في البرلمان الألماني.
وحصل شولتز على 395 صوتا، مقابل 303 وستة امتنعوا عن التصويت، بنما ألغيت ثلاث أصوات، ووكان شولتز بحاجة إلى 395 صوتا، فيما يبلغ إجمالي المقاعد التي حصلت عليها الأحزاب الثلاثة المشكلة للائتلاف الحاكم الجديد (الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر والحزب الديمقراطي الحر) 416 مقعدا.
ولوح شولتز، الذي كان يرتدي قناع وجه أسود ، بينما تلقى ترحيبا حارا من المشرعين وتسلم باقات من الزهور وسلة تفاح من قادة الكتل البرلمانية.
وتمسكًا بالإجراءات الديمقراطية المنصوص عليها في القانون الأساسي لألمانيا ، رشح الرئيس فرانك فالتر شتاينماير رسميًا شولتز في قصر بلفيو القريب قبل أن يعود إلى البرلمان لأداء اليمين الدستورية أمام المشرعين.
وبعد الظهر ، ستسلم ميركل المستشارية رسميًا إلى الزعيم الجديد لبلد يواجه موجة رابعة وحشية من الإصابات بفيروس كورونا وتحديات لنظامها الديمقراطي .
وبعد انتخابه يتوجه أعضاء الحكومة إلى قصر "بيليفو"، الذي لا يبعد عن مقر البرلمان سوى بكيلومتترين ومن المنتظر أن يتوجه أعضاء الحكومة الجديدة إلى المقر الرئاسي على الأقدام
يذكر أن الوزراء الستة عشر يعينون بدورهم من قبل الرئيس الاتحادي، ليكتمل تشكيل الحكومة الاتحادية الجديدة بعد نحو عشرة أسابيع من الانتخابات العامة التي جرت في 26 سبتمبر الماضي.
وسيقود شولتز ائتلافًا حاكمًا ثلاثيًا غير مسبوق على المستوى الفيدرالي مع الخضر المؤيد للإنفاق والمدافعين عن البيئة والديمقراطيين الأحرار الأكثر تحفظًا مالياً ، والذىن كانوا رفقاء سياسيون غير محتملين في الماضي.
وشولتز هو مفاوض ذو خبرة وسياسي مخضرم ، حيث دافع بصفته الأمين العام لحزب SPD من عام 2002 حتى عام 2004 عن إصلاحات سوق العمل المثيرة للجدل وخفض الرعاية الاجتماعية في عهد المستشار السابق جيرهارد شرودر.
وكوزير للعمل من 2007-2009 في أول ائتلاف حاكم برئاسة ميركل ، دفع شولتز من أجل خطة عمل سخية قصيرة المدة ساعدت في حماية ملايين العمال من تداعيات الأزمة المالية العالمية.
بعد أن شغل منصب عمدة مدينة هامبورج الساحلية الشمالية من 2011 إلى 2018 ، عاد شولتز إلى برلين كوزير لمالية ميركل - وهو الدور الذي تخلص فيه من هدف الميزانيات المتوازنة ومكّن الاقتراض القياسي الجديد لحماية الشركات والموظفين من التأثيرمن جائحة الفيروس التاجي.
وعلى المستوى الأوروبي ، عمل عن كثب مع فرنسا وأقنع ميركل بدعم صندوق الإنعاش الأوروبي الممول بالديون بقيمة 800 مليار يورو لمساعدة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الأكثر تضررًا من COVID-19..
Olaf-Scholz-und-Frank-Walter-Steinmeier-im-Schloss-Bellevue
تعيين اولاف شولتز
سلة تفاح
عائلة شولز
والدا المستشار الألمانى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة