شهد عام 2021 العديد من الظواهر الطبيعية والفلكية على مدار أيامه، بدأت بظاهرة "زخة شهب الرباعيات"، مرورا بالخسوف الكلى للقمر والقمر الدموى ثم أطول خسوف للقمر منذ 580 عاما، كذلك ظاهرة كسوف الشمس النادرة التى شهدتها القارة القطبية الجنوبية، وأيضا ظواهر الزخات والشهب.
خسوف كلى للقمر وأطول خسوف جزئى منذ 580 سنة
فى عام 2021، حدث خسوفا للقمر مرتين، منه أطول خسوف جزئى للقمر خلال القرن الواحد والعشرين، الذى لم يحدث منذ القرن الخامس عشر، وكان الخسوف الأول الذى شهدته الكرة الأرضية، يوم 26 مايو الماضى، وكان مشاهدا بالعين المجردة فى جميع إنحاء المحيط الهادئ وأجزاء من شرق آسيا واليابان وأستراليا نيوزيلندا وغرب أمريكا الشمالية، لكنه غير مشاهد فى سماء الوطن العربى.
خسوف القمر العملاق في سيدني
وفى 19 نوفمبر الماضى، بدأ أطول خسوف للقمر منذ 580 عاما، وهو الخسوف الذى جعل القمر يظهر باللون الأحمر لمدة تصل إلى ثلاث ساعات ونصف الساعة، حيث إن المشهد المعروف تقليديا من قبل قبائل الأمريكيين الأصليين باسمBeaver Moon، كان غير مرئيا عبر أجزاء كبيرة من الكرة الأرضية، بما فى ذلك أمريكا الشمالية وجزئيا فى المملكة المتحدة.
كسوف حلقى للشمس وآخر نادر فى القارة القطبية الجنوبية
شهد العالم، يوم 10 يونيو الماضى، أول كسوف للشمس فى عام 2021، حيث بدأت الظاهرة السماوية فى تقدمها عبر شمال شرق الولايات المتحدة بالإضافة إلى أجزاء من كندا وجرينلاند، وأوروبا وآسيا، وعلى طول مسار الكسوف، شاهد الناس فى شمال كندا وجرينلاند وسيبيريا، حلقة من النار حيث يحجب القمر مركز الشمس لإنشاء هامش دائرى مشرق من ضوء الشمس حوله قرص مظلم.
كسوف جزئي للشمس يرتفع فوق أفق بالتيمور
وفى المملكة المتحدة والولايات المتحدة، كان هناك كسوف جزئى للشمس مرئي، مع حجب حوالى 30 فى المائة من الشمس فى اسكتلندا، و 20 فى المائة فى جنوب إنجلترا، وما يصل إلى 70 فى المائة فى دول شرق الولايات المتحدة، وهذا الكسوف الشمسى هو ما يُعرف بالكسوف الحلقى، الذى يرى القمر يتحرك عبر وجه الشمس، تاركًا شظية رقيقة من الضوء تتألق كحلقة متوهجة من النار فى السماء.
نوع نادر من كسوف الشمس يخلق حلقة من النار
وفى 4 ديسمبر الجارى، شهدت القارة القطبية الجنوبية " أنتاركتيكا"، كسوفا كلياً للشمس، وهو حدث فلكى نادر لم تشهده تلك المنطقة منذ عام 2003، ولن يتكرر قبل حلول العام 2039، حيث أوضح الخبير والباحث التشيلى راؤول كورديرو، بجامعة سانتياجو، أن الرؤية كانت واضحة تماماً، لافتاً إلى أن مدّة "حلقة النار استمرت لأكثر من أربعين دقيقة.
كسوف الشمس
وتحدث ظاهرة كسوف الشمس عند مرور القمر بين الشمس والأرض، ويكون الكسوف كليا حين تصبح الأرض والقمر والشمس على خط واحد.
Yesterday, #NatGeoEndurance was in the path of #solareclipse2021 in the Southwest Atlantic Ocean near #Antarctica. Experts were on hand to provide scientific context & photographers braved the challenging conditions to capture the event.
— Lindblad Expeditions (@LindbladExp) December 5, 2021
🎥: Dexter Searhttps://t.co/Ia9cT7qAfB pic.twitter.com/VWKkFfIxHx
زخة الشهب الرباعية والقيثاريات والجباريات
زخة الشهب
وتنشأ زخات الشهب السنوية، عندما تمر الكرة الأرضية أثناء دورانها حول الشمس خلال تجمعات كثيفة من الغبار والحصى المتناثرة على طول مدارات المذنبات والكويكبات، حيث تصطدم بأعلى الغلاف الجوى للأرض وتحترق على ارتفاع يتراوح بين 70 و100 كيلومتر وتظهر كشريط من الضوء، وهذا يؤدى إلى حدوث زخات شهابية تتكرر على أساس سنوى.
وفى شهر إبريل، أضاءت زخة شهب القيثاريات، سماء مصر والوطن العربى بالتزامن مع ذروة نشاطها من منتصف ليل 21 أبريل وخلال الساعات قبل شروق شمس 22 أبريل فى ظاهرة مشاهدة بالعين المجردة.
وتعتبر القيثاريات واحدة من أقدم زخات الشهب المعروفة التى رصدت منذ 2700 عام، ومصدرها الحطام الذى خلفه المذنب C / 1861 G1 تاتشر، وهى تنشط فى الفترة من 16 إلى 28 أبريل وتقع نقطة اشعاعها (منطقة فى السماء حيث تنطلق الشهب منها) بالقرب من ألمع نجم فى كوكبة القيثارة وخامس ألمع نجم فى سماء الليل - النَّسْر الوَاقِع.
وتشتهر القيثاريات بإنتاج شهب شديدة السطوع وسريعة وأحيانًا كرات نارية، وتترك ألمع شهبها غبار متوهج خلفها يمكن رؤيته لعدة ثوان، وهى تنتج عند ذروتها عادة ما بين 10 إلى 20 شهابا فى الساعة، وهى تندفع بسرعة حوالى 49 كيلومتر بالثانية، ومع ذلك، من وقت لآخر يمكن أن تفاجئ القيثاريات مراقبى السماء بتساقط ما يقرب من 100 شهاب فى الساعة ولكن لا يتوقع حدوث ذلك هذا العام.
كما شهدت الأرض، زخة شهب الجباريات ذروة تساقطها هذه السنة من منتصف ليل وخلال الساعات قبل شروق شمس 21 أكتوبر، وكان القمر فى هذه السنة فى طور البدر، ما يعنى بأن نوره سيغمر السماء طوال الليل بالتزامن مع ذروة شهب الجباريات.
وتعبر الكرة الأرضية في هذا الوقت من السنة خلال الأجسام النيزكية المنتشرة على طول مدار المذنب هالي مصدر هذه الشهب، والتي تضرب الغلاف الجوي للأرض وتحترق على ارتفاع حوالي 70 إلى 100 كيلومتر، وتظهر لنا في صورة شهب وليس لها تأثير على كوكبنا.
الكسوف في لندن
القمر العملاق في التشيك
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة