يظل التعليم هو أهم وأول خطوة فى بناء الدول الحديثة، وهو لا يتوقف على إتاحة التعليم للجميع، لكن على جودة ما يقدم من تعليم، ومدى القدرة على أن يكون الخريج قادرا على التعامل مع مستجدات وتقنيات تقفز يوميا، فلم يعد الحصول على شهادة كافيا ليحصل الخريج على عمل، لكن الأمر يتطلب مهارات معرفية وتقنية أساسية تمثل أهمية كبيرة، من هنا كانت مناقشة ثرية شارك فيها عدد من الوزراء والخبراء، فى افتتاح مؤتمر المنتدى العالمى للتعليم العالمى والبحث العلمى.
«التعليم أساس بناء الدول، هنفضل نقاتل من أجل المعرفة والتعليم الحقيقى فى بلادنا»، كلمات لخص بها الرئيس عبدالفتاح السيسى بها رؤية مصر للحاضر والمستقبل باعتبار، وأكد فى الجلسة النقاشية «تحديات وظائف المستقبل»، ضمن فعاليات المنتدى أن التعليم الجيد حق من حقوق الإنسان، واستعرض جهود مصر فى إقامة جامعات حديثة لاستيعاب الشباب، مؤكدا أن دول المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة «إيسيسكو» تضم ما يقرب من مليار نسمة، بهم نحو 400 مليون شاب فى مراحل التعليم، ما يجعلنا نتساءل عن جودة التعليم فى هذه الدول.
الرئيس تحدث عن أهمية الارتقاء بجودة التعليم، باعتباره التحدى الأهم فى بناء المستقبل.
استمع الرئيس إلى المشاركين فى الجلسة التى أدارها وزير التعليم العالى خالد عبدالغفار، حول ارتباط التعليم العالى بسوق العمل، واستعرض جهود الدولة فى تطوير التعليم العالى فى الإتاحة والجودة.
وتحدثت الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط عن التحولات التكنولوجية، وتأثيرها على سوق العمل، والمهارات المطلوبة، واحتياجات كل دولة ومدى قدرة التعليم على تقديم كفاءات للمهن المطلوبة، وأن المهارات المطلوبة الآن هى علوم البيانات الضخمة، والروبوت والذكاء الاصطناعى، والمهارات السلوكية الخاصة بالقيادة وعلوم الفضاء، فكلها مطلوبة لوظائف المستقبل.
مشيرة إلى أن منظمة التعاون الاقتصادى، تقول إن 14% من الوظائف معرضة للخطر، و32% من الوظائف تحتاج إلى تغيير مهارات لتواكب سوق العمل الجديد.
وتحدث الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام لمنظمة العالم الإسلامى للتربية والعلوم، داعيا إلى بناء الشراكات من أجل اعتماد سياسات علمية تبنى وتستوعب عالم الذكاء الاصطناعى، وكل ما يتعلق بهذه العلوم الجديدة، وحث الجامعات على استيعاب علوم الغد،
وتحدث فى الجلسة عدد من خبراء «اليونسكو» ورابطة الجراحين الملكية البريطانية، الرئيس التنفيذى لمنصة «كورسيرا» للتعليم العالى عن بعد، والذى أكد أنه أثناء كورونا استقبلت المنصة ملايين لكونها منصة تتيح للدارسين والجامعات فرصة التعليم مجانا، وأن كورونا فرضت على أكثر من مليار طالب فى العالم، البقاء فى المنازل، وكان الحل فى التعليم عن بعد، وهو ما كشف عن أهمية التكنولوجيا فى حل مشكلات التعليم.
وكان الرئيس السيسى مدركا لما يواجه بناء الدولة، وأكد إصرار الدولة المصرية على التحديث من خلال التعاون مع الدول المتقدمة، مخاطبا هذه الدول عن مدى الاستعداد للتعاون، كما أكد أهمية دعم المتفوقين فى التعليم، ليكونوا كوادر صناعة المستقبل، وتحدث - بصراحة - عن حال التعليم، وسرعة التقدم فى الثورات الصناعية والتقنية، وحجم التمويل المطلوب لتقديم تعليم بجودة تناسب ما هو موجود فى العالم الحديث، لكنه أكد الإصرار على خوض معركة المعرفة حتى الوصول لهدف «مصر متقدمة وحديثة».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة