من سنين طويلة جدا، كنت أتابع ملف ذوى الهمم، وكنت دائما أشعر أن لهم حقا علينا، نحن الإعلاميين، في منحهم مساحة عبر وسائلنا الإعلامية لطرح قضاياهم ومشاكلهم وإيجاد حلول لها، وكنا نحارب بمعنى المحاربة من أجل نشر تفاصيل تخصهم، وكان إعجاز حين نقتنص مساحة في جرنال لكتابة موضوع أو نقطة تميز لأحدهم.
فكانت معركتنا في البداية كيف نعدل كلمة المعاقين، وذوى الاحتياجات، وخاصة في ظل تميزهم المبهر في كافة المجالات، وكيف كانوا يتفوقون على الكثير مما يسمون أنفسهم أسوياء، وكان لفظ "معاق" من باب أولى أن يطلق علينا نحن، من نهدر نعم الله ونبقى محلك سر دون تحقيق تميز حقيقى، هم كانوا يحققون التميز ويبهرون الجميع، بما منحهم الله من قدرة فائقة على ضرب الحائط بكل قوة ليثبتوا للجميع أن الإعاقة إعاقة فكرة وليس إعاقة شخصية أو جسدية.
ومر الكثير من المعارك وأتذكر، حين خرج أول كتاب عن الآثار مطبوع بطريقة برايل، كم كانت الفرحة في وسط المهتمين بهذه الشريحة من الأبطال الذين يتحدون الثقافة والقوانين والبشر، ويتمسكون بأحلامهم لآخر نقطة فيها، ودخول الدكتور حسام الجزار البرلمان ليكون لهم متحدث باسمهم في المطالبة بتغيير القوانين للحصول على حقهم في الحياة والسكن والعمل.
كل هذه التفاصيل كانت عام 1993 وحتى بداية عام 2000 ووصلت لـ2010 كانت الخطى أشبه بخطى السلحفاة، كم يحرثون في الماء وسط كم من الجهل والتجاهل لهذه الشريحة من المجتمع، فكان لى الحظ أن أكون قريبة منهم وبينهم صديقى رامز عباس ابن المحلة الكبرى، الذى كتب أول مسلسل في الوطن العربي يناقش فيه قضيته هو وأقرانه تحت اسم القضية "404".
وكعادتنا في بلادنا حين يأخذ المسئول الكارت الأخضر من القيادة، فإنه يتحرك بحماس وينجز دون "تلكيك" بالقوانين أو غيرها لنفسه أو للمستفيد من الخدمة، وهذا بالفعل ما حدث في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى، حين أعطى الضوء الأخضر لكافة أجهزة الدولة ووزرائها، إنه الراعي الأول لملف ذوى الهمم والقادرون باختلاف، ليحصد هذا الملف مكاسب لم يحصدها على مدار قرون مضت، ليتصدروا المشهد محليا وعالميا، وتنطلق أحلامهم لتعانق السماء، وتحلق عالية، فكان الرئيس هو الأب والانسان الذى منحهم الأمان والسند، وترجمت هذه الروح في مشروعات قوانين، ومكتسبات نفخر نحن وهم بها.
وسطرت كل الصحف والمواقع الالكترونية الاف القصص والحكايات حول أحلام زوى الهمم الذين دوما قادرون باختلاف، ومميزين بهبة من الله، وكانت البسمة الحقيقة للحياة رسمها لهم الاب الرئيس عبد الفتاح السيسى، هذا الرجل الذى يخاطبهن بلغة بسيطة تمنحهم الثقة والامل والقوة فشكرا سيادة الرئيس لأنك أدركت أن العطاء ليس مالا ولا منحة ، وإنما العطاء روح تخاف وترعى، فما أجمل أن تكون قائدا، إنسان يمنح الأمل والفخر، وها نحن اليوم نكتب بكل أريحية، عن نماذج أحاطها الله بملائكته، لتمنحهم هالة من نور والصفاء تجعلهم دوما قادرون باختلاف وتحقق أحلامهم وتمنح أهاليهم طاقة جديدة للاستمرار.