استضافت «اليوم السابع»، الدكتور محمد أحمد على أستاذ الفيروسات بالمركز القومى للبحوث ورئيس فريق البحث مبتكر اللقاح المصرى المضاد لفيروس كورونا «كوفى فاكس»، والدكتور أسامة عزمى رئيس لجنة التجارب السريرية على الإنسان بالمركز القومى للبحوث ورئيس لجنة متابعة المتطوعين الحاصلين على اللقاح المصرى «كوفى فاكس»، بحضور الكاتب الصحفى أكرم القصاص رئيس مجلس إدارة وتحرير «اليوم السابع» حيث كشفوا عن رحلة الوصول إلى اللقاح المصرى والحالة الصحية للمتطوعين الحاصلين على اللقاح، بالإضافة إلى مأمونية اللقاح وهل يمكن أن يكون اللقاح المصرى فعال فى مواجهة متحورات.
ورحب الكاتب الصحفى أكرم القصاص رئيس مجلس إدارة وتحرير «اليوم السابع» بأساتذة المركز القومى للبحوث، قائلا: «نحن أمام علماء مصريين قاموا بدور مهم فى التوصل إلى لقاح مصرى»، مؤكدا أن التوصل إلى اللقاح يمثل جهدا علميا مهما يضيف لمصر وللصحة سواء فى مصر أو العالم جزءا مهما فى مواجهة فيروس خطير أرهق العالم وبه كثير من الغموض حتى الآن، من جانبه قال الدكتور محمد أحمد على: «فيروس كورونا كان تحديا أمام العالم كله، وبدأنا كأى دولة متقدمة فى البحث للوصول إلى لقاح لفيروس كورونا، وكان عملنا يتسم بالمصداقية، وكانت لدينا ثقة فى أنفسنا ونسير وفق منهج علمى فى التفكير وفى قرار لدينا بأن تكون مصر على الطريق وليس لدينا أى عذر فى ظل توافر كل الأشياء والتمويل».. وإلى نص اللقاء:
ما هى تفاصيل رحلة الوصول إلى لقاح كوفى فاكس اللقاح المصرى المضاد لفيروس كورونا؟
فيروس كورونا كان تحديا أمام العالم كله، وبدأنا كأى دولة متقدمة فى البحث للوصول إلى لقاح لفيروس كورونا، وكان عملنا يتسم بالمصداقية، وكانت لدينا ثقة فى أنفسنا ونسير وفق منهج علمى فى التفكير وفى قرار لدينا بأن تكون مصر على الطريق وليس لدينا أى عذر فى ظل توافر كل الدعم والتمويل، وذلك ليس أول لقاح يقدمه ويصنعه المركز القومى للبحوث ففى عام 2006 مع انتشار أنفلونزا الطيور استطعنا إعداد لقاح وبتكنولوجيا عالية وتم تسليمه لوزارة الزراعة وبعض الشركات الخاصة واعتقد أنه ساهم كثيرا فى القضاء على الفيروس المصرى ونفس الأمر فى 2012 مع ظهور ميرس كورونا متلازمة الشرق الأوسط التنفسية فى الجزيرة العربية تم إعداد لقاح مضاد له أيضا وكان لقاحا بشريا وليس بيطريا مثل أنفلونزا الطيور.
من مكاسب كورونا هو وجود مصنع لإنتاج لقاحات بشرية فى الدولة المصرية وإلى حد كبير ندعم تلك المصانع بلقاحات مختلفة، موضحا أن كوفى فاكس اللقاح المصرى المضاد لكورونا 1 / 6 من التجارب واللقاحات التى عملنا عليها، نحن كنا فى سباق غريب وبمجرد سماعنا عن الفيروس فى مايو 2019 كانت كل المعلومات المتاحة أنه فيروس جديد سريع الانتشار ويؤدى إلى وفيات، وفى ظل ذلك دفعنا لعدم النوم كمتخصصين وبدأنا العمل ونبحث عن المعلومة وكنا ننتظر المعلومة من الصين نظرا لانتشار الفيروس بها وبدء الدراسة مبكرا، وبدأنا نبحث عن الفيروس فى الحيوانات البرية بمصر للعثور عليه وبدء إتاحة المعلومات من الصين عن التركيب الوراثى للفيروس من بنك الجينات وعملنا المواد التشخيصية ومن ضمن المشاكل التى واجهتنا عدم وجود عينة وتم إعدادها بناء على التركيب الوراثى المنشور وتم إعداد جزء كعينة تصنيعية وتم إرسالها لوزارة الصحة وأكثر من جهة لمراجعتها وكان قد بدأ الفيروس يظهر فى مارس فى شهر مارس وحصلنا على عينتين، من مصر للتعرف على التركيب الوراثى بعد وضعهما فى بنك الجينات وذلك أول تعريف للفيروس فى مصر.
السيطرة على الفيروس بهذا الشكل كانت أمرا صعبا فى ظل سرعة الانتشار وتم التحرك فى اتجاهين الأول البحث عن دواء من خلال الأدوية المعتمدة فى مصر وجمعنا أكثر من 150 دواء وتم تقسيمها حسب إمكانية تفاعلها وذلك بعد عزل الفيروس والتعرف عليه، واستطعنا الوصول إلى 7 أدوية لها تأثير على الفيروس منها مكملات غذائية، وكل ذلك تم نشره علميا وفى نفس الوقت بدأنا العمل على إيجاد لقاح وتم التفكير فى 4 اتجاهات من بينها لقاحان كان السير نحوهما بخطى سريعة ووصلنا إلى التجارب ما قبل الإكلينيكية وبدأنا عمل الملف، وتم الإعداد للقاح ثان، ولم نقم بتقديم ملف له ويعتمد على العامل الفيروسى.
كما فحصنا تطعيمات الأطفال فى ظل انتشار شائعة بأن هذه التطعيمات ذات تأثير على الفيروس بدليل عدم إصابة الأطفال وتم فحص تلك التطعيمات وتم التوصل إلى أنها ليست ذات تأثير على الفيروس، وتم نشر بحث بذلك، إلى جانب أكثر من 1500 من الأفراد قدموا مقترحات بشأن لقاح كورونا من بينهم من قدم أنه حلم برسول الله وأحضر نوعين من الأعشاب على اعتبار أنهما علاج لكورونا متابعا أن باب الخدمات كان مرهقا لأن يتم العمل على أى مقترح يقدم لنا من خلال باب الخدمات.
ما هى التحديات التى واجهت الفريق البحثى حتى الوصول إلى اللقاح المصرى؟
عملنا فى ظل تحديات كبيرة وذلك لإنقاذ الدولة المصرية فى ظل توقعات بأن كارثة كورونا وتداعياتها ستكون أكبر من ذلك، ومن واقع التجربة مع أنفلونزا الطيور وميرس كورونا دفعتنا لسرعة التحرك.
وبمجرد ظهور الفيروس تحركنا فى أكثر من اتجاه منها التوصل للقاح فى ظل الحركة السريعة للفيروس والوصول لكل الأعمار وبدأنا التفكير فى اللقاح وكان هناك تشجيع من الدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالى والدكتور محمد هاشم رئيس المركز وتم إمدادنا بكل ما نريد وكنا نواجه أزمة ثقة فى أننا نقدم شيئا من جانب بعض الناس وواجهنا تحديات عديدة وأعتقد الآن الثقة موجودة أننا استطعنا تقديم شىء.
كم يبلغ عدد الفريق البحثى مكتشف لقاح كورونا؟ وهل هناك إصابات بالفيروس بينهم؟
الفريق البحثى ضم 12 باحثا وكان بعضهم يقيم فى المركز القومى للبحوث أيام ورئيس المركز خصص غرفة فوق المبنى لإقامة الفريق البحثى.
المقصود بأن الفريق البحثى يضم 12 باحثا هم المجموعة الخاصة بالفيروسات التى عملت على الفكرة وكيفية عزل الفيروس وزراعته واستخراج اللقاح المناسب ضده ولكن حتى يصل حتى هذا المنتج للسوق ومنحه للمواطنين عمل أكثر من 80 عضوا يعملون فى هذا المكان بخلاف المصنع.
ما الفرق بين لقاح كوفى فاكس وغيره من اللقاحات المنتشرة عالميا مثل سينوفارم وأسترازينيكا وجونسون وفايزر؟
اتجاهات تصنيع اللقاح عديدة منها اللقاح المسبط للفيروس الميت مثل اللقاح الصينى سينوفارم، وفيه تحميل جزء من بروتينات الفيروس مصدر المشكلة على فيروس ثان للحصول على كمية كبيرة منه تكون غير معدية مثل لقاح أسترازينيكا، واللقاح المبنى على العامل الفيروسى مثل اللقاح الروسى وجونسون وهناك لقاحان مثل موديرنا وفايزر المعتمدين على الحامض النووى.
إلى أى ينوع ينتمى لقاح كوفى فاكس؟
عندما فكرنا فى مصر الوصول إلى لقاح، فكرنا فى حاجة سريعة لإيقاف نشاط الفيروس فى مصر وتم العمل فى 4 اتجاهات مرة واحدة وتم تسجيلها فى منظمة الصحة العالمية الاتجاه الأول كان اتجاه الفيروس المسبط وثانى اتجاه البروتين الفيروسى المحمل على فيروس آخر آمن، والاتجاه الثالث استخدام بروتين الفيروس نفسه والأخير استخدام حامض نووى.
واستطعنا الانتهاء من اللقاح المسبط وبعد فترة اكتملت الدراسات الخاصة باللقاح الثانى وتم البدء فى إجراء تجربة على اللقاح الأول على الحيوانات وكانت النتائج ممتازة من خلال استخدامه على 4 حيوانات أجازتها منظمة الصحة العالمية وسرنا فى الإجراءات بشكل منتظم وبدأنا تقديم ذلك لهيئة الدواء وحصلنا على اعتماد من هيئة الدواء المصرية.
ذكرت أن الفريق عمل على الوصول إلى 4 لقاحات مضادة لكورونا والآن أنتم بصدد لقاح واحد ما مصير باقى اللقاحات؟
كوفى فاكس واحد من ضمن الـ 4، ولدينا لقاح آخر جاهز وقريبا سيتم الإعلان عن تفاصيله.
هل الفريق البحثى لديه خطة استباقية للتعامل مع أميكرون حال ظهور الفيروس فى مصر وهل اللقاح المصرى قد يكون فعالا ضده؟
نتعاون مع وزارة الصحة فى دراسة كل الحالات الإيجابية المصابة بفيروس كورونا التى نقابلها لعلنا نجد أميكرون لدينا ونتابع حدوث أى طفرات للتعامل مع أى متحورات للفيروس وحتى الآن لم يعلن أن أوميكرون يؤدى زيادة فى الوفيات ولكنه يؤدى لزيادة فى الإصابات وهذا ما سجلته جنوب أفريقيا.
وبالنسة للقاح المصرى مثل كل اللقاحات الموجودة وغير متوقع أن يستطيع القيام بالحماية المطلوبة من أوميكرون بنسبة 100 % وتكون الحماية جزئية وأصبح لدينا تكنولوجيا، نستطيع أن نطوعها وتغيير السلالة ونعدل فى الفاكسين فى حالة انتشار أوميكرون فى مصر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة