قضت المحكمة الكبرى الجنائية الأولى فى مملكة البحرين، بمعاقبة 8 متهمين بالسجن المؤبد لإدانتهم بتشكيل خلية إرهابية مدعومة من الحرس الثورى الإيرانى بغرض تنفيذ عدة عمليات إرهابية في البحرين، حيث ضمت القضية 18 متهما بينهم هاربون، كما قضت المحكمة بالسجن 15 سنة على متهمين و10 سنوات على آخرين، والسجن 5 سنوات على خمسة متهمين و7 سنوات على متهم.
وكانت النيابة العامة البحرينية قد باشرت التحقيق على أثر القبض على بعض المتهمين في النصف الثاني من شهر يناير من عام 2020، وعلى ضوء ما أسفرت عنه التحريات من أن بعض المتهمين الرئيسيين الموجودين في إيران ويتلقون الدعم المالي واللوجيستي من الحرس الثوري قد قاموا بتأسيس جماعة لارتكاب عمليات إرهابية داخل المملكة، وتجنيدهم بقية المتهمين الذين انضموا إلى تلك الجماعة، وأن المتهمين قد قاموا بارتكاب جرائم في إطار ذلك النشاط بهدف بث الرعب بين الناس وإشاعة الفوضى في أوساط المجتمع وإضعاف مقومات الدولة، حيث خططوا لإحداث تفجيرات في المملكة واستهداف أفراد قوات الأمن، وقد تلقى بعضهم التدريب على استخدام الأسلحة النارية والمتفجرات لاستعمالها في تنفيذ مخططاتهم، فيما ثبت بالتحقيقات صحة ما توصلت اليه التحريات، وقيام المتهمين في إطار تلك الجماعة بجمع الأموال وتدبير التمويل اللازم لارتكاب العمليات الإرهابية، وحيازتهم لعبوات متفجرة وأخرى قابلة للاشتعال ومواد وأدوات مما تستخدم في تصنيعها، كما أنهم شرعوا بالفعل في تنفيذ ما خططوا له حيث زرعوا عبوات متفجرة في أماكن عامة بقصد استهداف رجال الأمن.
وكشفت التحريات الأمنية، أن بعض القيادات الإرهابية التابعة لسرايا الأشتر وهو الذراع العسكرية لما يسمى تيار الوفاء الإرهابي استطاعوا تجنيد عدد من العناصر الإرهابية في البحرين بدعم وإشراف من عناصر الحرس الثوري الإرهابي، إذ تمكن 4 عناصر إرهابية من ضم 14 آخرين خضعوا لتدريبات عسكرية في معسكرات خارجية وقاموا برصد ومراقبة القواعد العسكرية الأجنبية والوطنية والمنشآت الأمنية في البحرين ومراقبة العاملين بها وتحديد نقاط تجمعاتهم تمهيدا لاستهدافهم بالإضافة إلى تصوير المنشآت الاقتصادية والحيوية ومستودعات النفط وإرسال الصور للخارج، كما تم تكلفيهم باستلام عبوات متفجرة عن طريق البريد الميت، وذلك لتنفيذ عدة عمليات إرهابية متلاحقة ونسبها للتنظيم الإرهابي الجديد.
واعترف أحد المتهمين بتلقي تدريبات عسكرية في معسكرات حزب الله في العراق وبعد عودته قام بتدريب بعض المتهمين على استخدام الأسلحة في مسكنه بمنطقة سار مضيفا أنه تسلم عدة مرات عبوات متفجرة ومبالغ مالية عن طريق البريد الميت وقاما بتخزينها في مسكنه وأضاف أنه تم تكليفه بالقيام بعمليات إرهابية في 2019 حيث قام وآخرين بسرقة لوحات السيارات من أجل القيام بعملية تمويه.
واعترف آخر بالاشتراك في محاولة لتفجير أنبوب النفط بمنطقة الهملة بواسطة عبوة متفجرة، كما خطط لاستهداف دورية شرطة أسفل كوبري الكوينز وتم إلغاء العملية لعدم مرور أي دوريات يوم الواقعة، كما شارك في محاولة لاستهداف دورية شرطة متحركة على شارع البديع، ولكن تم العثور على العبوة وهربوا من موقع الجريمة، واعترف باقي المتهمين بالاشتراك في عدة عمليات شغب وتجمهر والاعتداء على قوات الأمن بالإضافة إلى تسلم أموال ومعدات تستخدم في عمليات إرهابية عن طريق البريد الميت.
كما كشفت التحقيقات، عن أن المتهمين كانوا قد أعدوا وخططوا لأحداث التفجيرات في الأماكن العامة واستهداف قوات حفظ النظام، كما ثبت من خلال التحقيقات انه بعد مقتل الإرهابي قاسم سليماني في مقتبل العام الجاري طلب أحد المتهمين من قياديي الجماعة الإرهابية الانتقام لمقتله وتسمية جماعتهم بـ (سرية الشهيد قاسم سليماني) وتمت الموافقة على تلك التسمية.
النيابة أسندت للمتهمين أنهم ما بين 2017 وحتى غضون 2020 بدائرة أمن مملكة البحرين وخارجها من الأول حتى الرابع جماعة إرهابية وجنوا وآخرين وحددوا أنشطتهم عبر استلام الأموال والعبوات المتفجرة وتولوا التنسيق والتخطيط لأعمال الجماعة الإرهابية بهدف إسقاط وتعطيل عمل مؤسسات الدولة، كما أسندت للمتهمين من الخامس إلى الثامن عشر الانضمام إلى الجماعة الإرهابية والانخراط في أعمالها، وللمتهمين الخامس والسادس الشروع في استعمال المفرقعات بشأن تعريض حياة الناس للخطر وزراعة العبوات المتفجرة بقصد إرهاق أرواح رجال الأمن واستهداف الأماكن العامة وحيازة أسلحة نارية وعبوات متفجرة، كما أسندت لباقي المتهمين تهم التدرب على استعمال الأسلحة والمتفجرات وجمع أموال وتسليمها لصالح جماعة إرهابية وحيازة مفرقعات والاشتراك بالتحريض على ارتكاب جرائم وحيازة زجاجات مولوتوف لأغراض إرهابية والاشتراك في تجمهر في أماكن عامة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة