نبهت القيادة المركزية الأمريكية إلى خطورة الامتلاك المنفلت لتكنولوجيا الطائرات المسيرة التى بات فى مقدور الجماعات المتمردة امتلاكها فى كثير من مناطق العالم الساخنة.
وقال قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال البحري كينيث ماكينزى ، في مداخلة له لمعهد الشرق الأوسط في واشنطن حول الطيران المسير و خطورته العسكرية إن انتشار الطائرات المسيرة الصغيرة والزهيدة السعر يعد "أكثر تطور تكتيكي مثير للقلق" وهى لا تقل قلقا للجيش الامريكى عن مرحلة تصاعد عمليات العبوات الناسفة المزروعه فى الطرق العراقية .
وأضاف " أن الطائرات المسيرة طالما كان يُنظر إليها على أنها مجرد ألعاب في أيدي محبيها من الهواة، وقد باتت الآن من أكثر مصادر الإزعاج للجيش الأمريكي تكتيكياً منذ التحدي الذي واجهته القوات الأمريكية في العراق أثناء تصاعد تكنولوجيات العبوات الناسفة ".
و يؤكد الجنرال ماكينزي أن القلق يتضاعف في ضوء الافتقار إلى معايير مواجهة يُعتمد عليها لمواجهة مثل تلك الطائرات المسيرة، قائلاً "أنا لا أتحدث هنا عن المنصات الكبيرة للطائرات بدون طيار، التي بوسع طياري المقاتلات رؤيتها والتعامل معها بوسائل الدفاع الجوي العادية. لكني أتحدث هنا عن تلك التي يكون بمقدورك الذهاب إلى ‘كوستكو‘ (أحد متاجر التجزئة الأمريكية الشهيرة) وشراء واحدة من هناك الآن بسعر 1000 دولار."
ويقول الخبراء ان الطائرات المسيرة التجارية ليست مرتفعة الثمن نسبياً ويسهل للجماعات المسلحة والتنظيمات الإجرامية تعديلها لتتلاءم مع احتياجاتها ، فقد اوردت دورية الجيش الأمريكي "أرمي تايمز" في تقرير نشرته اليوم مقاطع فيديو مصورة من أرض المعارك في العراق وسوريا وأوكرانيا أظهرت كم المخاطر المحتملة التي تنطوي عليها الطائرات المسيرة الصغيرة التي بوسعها القيام بمهام إطلاق النار أو إلقاء قنابل على مواقع مكشوفة.
وقد اكتشف مقاتلون سوريون مصانع محدودة تابعة لـ"تنظيم داعش" ISIS لتصنيع طائرات مسيرة في مناطق محررة كانت تحت سيطرة الجماعة الإرهابية المتطرفة.
و يقول معد تقرير "دورية الجيش الأمريكي"، الصحفي كايل ريمبفير، إن الجيش لديه نهج تعاوني ومتشابك على المدى الطويل، يستهدف استخدام الذكاء الاصطناعي، وآلات التعلم لرصد التهديدات المحتملة والتعاطي معها. وكشف أن "مركز اتقان الرماية" التابع للجيش الأمريكي في فورت سيل، بولاية أوكلاهوما يتوقع أن يشيد مدرسة للقوات المشتركة يركز فيها على قتال الطائرات المسيرة الصغيرة ومحاربتها بحلول عام 2024.
ويتابع الجنرال ماكينزي حديثه "حتى الآن نحن نقف في الموقع الخاطئ من حيث منحنى التكلفة لأن تلك التكنولوجيا تغري المهاجمين، وليس المدافعين" وشدد ماكينزي فى مداخلته التى نقلت دورية ديفنس نيوز الامريكية المتخصصة فى الشأن الدفاعى مقتطفات منها على أن هذه المشكلة حظيت بـ"اهتمام مباشر" من قادة في البنتاجون وقامت قوات الجيش، المكلفة بالإشراف على برامج وزارة الدفاع الأمريكية بشأن مواجهة الطائرات المسيرة الصغيرة، بنشر استراتيجية جديدة في يناير الماضي أبرزت فيها هذا التحدي.
و يتمتع الجيش الأمريكي في الوقت الراهن بقدرات لمواجهة الطائرات بدون طيار تتمثل في منظومات الحرب الإلكترونية، معظمها يستخدم أشعة الليزر والإشعاعات المتناهية الصغر لإعاقة الاتصالات بين الطائرات المسيرة ومَن يشغلونها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة