فتاة عزيمتها من حديد ولا تعرف اليأس، رغم ظروفها الصعبة إلا أنها تضرب مثالا لأحد النماذج الطموحة لسيدات الوادى الجديد وهى من قرية مرزوق التابعة لمركز بلاط، والتى نجحت فى تنفيذ أول مزرعة لإنتاج تقاوى القمح المعتمدة لدى محطة التقاوى كزراعة تعاقدية مع وزارة الزراعة على مساحة 40 فدانا، وهى مزرعة تستأجرها من صاحبها بالنسبة بعد أن فشلت فى الحصول على قطعة أرض فى موقع مناسب بنطاق محل إقامتها.
وهى سيدة لها ظروف خاصة وتعيش برفقة ابنها الذى يدرس فى الصف الأول الإعدادى ويساعدها فى العمل، حيث تتنقل من منزلها إلى مزرعتها على تروسيكل وتعمل بمفردها فى متابعة ورعاية هذه المزرعة غير التقليدية وهى ثان تجربة تحقق نجاحا كبيرا بعد أن نفذت مشروع الصوب الزراعية المنتجة، والتى كانت عبارة عن مشروع لعدد من الشباب، ولم يستمر فيه سواها وتوسعت فى المشروع حتى بنت أكثر من 10 صوب زراعية تنتج الخضر والفواكه والشتلات المعتمدة ومنها شتلات الكاكا والقشطة وتفاح الأنا والنبق العمانى ومانجو الكيت وأصناف أخرى عديدة.
ورصدت عدسة "اليوم السابع"، جانبا من نشاط سامية والتى درست فى التعليم الفنى بمدرسة الثانوية الفنيةن ولكنها كانت تهوى الزراعة فكان حضورها تطوعيا فى مدرسة الثانوية الزراعية بالداخلة نظرا لعدم موافقة أسرتها على دخول المدارس الزراعية أنذاك، وبعد التخرج بدأت فى محاولاتها لتنفيذ مشروع زراعى، وصقلت دراستها بدخول التعليم المفتوح وحصلت على مؤهل متخصص فى الزراعة من أحد المعاهد المعتمدة وتستكمل دراستها للحصول على دبلومة من معهد الدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة .
وتعمل سامية فى مزرعة على مساحة تبلغ حوالى 80 فدانا، قامت بتخصيص نصفها لزراعة القمح المنتج للتقاوى المعتمدة، وذلك بعد أن نجحت فى تنفيذ تجربة على مزرعة صغيرة المساحة، وحققت أعلى إنتاجية على مستوى المنطقة التى تزرع فيها بما يعادل حوالى 22 أردب للفدان، وهو ما شجعها على الاستمرار فى التجربة ولم يتسن لها الحصول على مساحة من الأراضى الجاهزة للزراعة سوى تلك القطعة التى تقوم بزراعتها بنظام المشاركة مع صاحب المزرعة .
وتقول سامية عيد فى لــ"اليوم السابع"، إنه حتى الآن لم تحصل على مساحة من الأرض الزراعية سواء فى مشروع الصوب الزراعية أو مشروع إنتاج تقاوى القمح، وذلك على الرغم من موافقة المحافظ على التخصيص بالأمر المباشر لحفر عين سطحية لها، حيث أنها تعتمد فى رى الصوب الزراعية الكائنة على مساحة فدانا على مياه التنقية من محطة مياه الشرب كسبيل وحيد لرى تلك المساحة، ولم يوفقها الحظ فى تفعيل تلك التأشيرة حتى الآن حيث أنها كلما تحدد موقع لتنفيذ مشروع عليه يتضح أنه مخصص لأحد المستثمرين والتى كان آخرها مساحة من الأرض تم تخصيصها لمستثمر فى مدخل مدينة بلاط وغيرها من المناطق التى يتم تخصيصها لصالح جمعيات خيرية أو تنموية.
وتضيف سامية أن القيادات التنفيذية بدءا من المحافظ وانتهاء بكل الموظفين بمركز بلاط والوحدة القروية المحلية التابعة لها يقدمون لها كافة سبل الدعم لكى تحقق نجاحا فى تخصصها ولكن الإجراءات المستندية والروتين هو السبب فى تأخر تنفيذ تأشيرة المحافظ لتنفيذ عين سطحية فى موقع يناسب ظروفها كسيدة حيث أنها لا تستطيع الانتقال إلى مناطق نائية فى طريق المطار أو الطريق الدائرى فهى لا تملك سيارة وليس لديها سوى تروسيكل غالبا ما يقوده نجلها الصغير.
وتوضح سامية، أنها تتحمل كافة نفقات رعاية مزرعة تقاوى القمح حيث تدفع شهريا ما لا يقل عن 10 آلاف جنيه تكلفة استهلاك الكهرباء للبئر بجانب نفقات وتكاليف الزراعة وتتمنى أن تحقق نجاحا فى هذه المشروع كتجربة فريدة من نوعها والتى تعتمد فيها على ترشيد النفقات وتقديم أفضل مستوى من الخدمة الزراعية للمحصول وتستفيد من كافة الطاقات المحيطة بها لدرجة أنها تستعين بثلاثة دواب (حمير) يقومون بجز العشب الضار فى المحصول بدلا من استئجار عمال لإزالتها وهى الحشائش التى تنتشر فى مناطق متفرقة من المزرعة.
وتؤكد سامية أنها بعد أن فشلت فى استكمال تنفيذ مشروع الصوب الزراعية بقرية مزرق نظرا لعدم تواجد مصدر مناسب للمياه اضطرت لتقليص حجم المشروع وخصصته لإنتاج شتلات أشجار الفاكهة والزينة وزراعة بعض المحاصيل الخضرية وينتابها حزنا شديدا لكونها مضطرة لنقل موقع المشروع إلى مكان آخر بعد أن قضت فيه سنوات تحاول تنميته وكانت تستعين بعدد كبير من العمالة النسائية كفرص عمل لهم واضطرت أيضا للاستغناء عنهن بسبب تجميد نشاط المشروع جزئيا.
وتشير سامية إلى أنها طلبت من المهندس عبد الحكم جبالى، رئيس المركز تخصيص مساحة من الأرض لتنفيذ مشروعها وهى منطقة اختارتها لكونها مناسبة من حيث المواصفات والموقع لتنفيذ المشروع، ولكنها فوجئت بتخصيصها لصالح جمعية خيرية وما زالت تحاول لكى تحقق الاستقرار الإنتاجى فى مشروعها لكونها تعتمد كليا على هذا العمل كمصدر للزرق لأنها تعتمد على نفسها ولديها ابنها فى الدراسة ويحتاج لتوفير أفضل مستويات المعيشة شأن أى طفل وهى على يقين أن الله سيوفقها فى عملها لأنها تغلب المصلحة العامة فى المقام على الأول على مصلحتها الشخصية وتقصد بها تحقيق المنفعة لكل من يحيطون بها وتعزيز الإنتاج المحلى من المحاصيل والخضروات وتوفير الاستشارات الزراعية للمزارعين والفلاحين مجانا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة