سعى البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية جاهدا منذ توليه الكرسى المرقسى، عام 2012 لإعادة تطوير وهيكلة الكنيسة القبطية بشكل مؤسسى ليستحدث لوائح وقطاعات وإيبارشيات جديدة لتسهيل الخدمة، وتقسيم الإيبارشيات الكبيرة لعدة إيبارشيات أصغر لسهولة الخدمة بها، كما اهتم بإيبارشيات المهجر ليستحدث عددا منها، كما دشن كنائس جديدة لم يكن للكنيسة القبطية تواجد بها من قبل مثل اليابان والصين وبعض دول أوروبا.
تقسيم إيبارشية الإسكندرية
وفى محافظة الإسكندرية، بدأ البابا تواضروس خطته الإدارية حيث قسمها إلى 4 مناطق: "قطاع المنتزة ويشرف عليه الأنبا بافلي ويقيم في كنيسة مارمينا بالمندرة، وقطاع شرق ويشرف عليه الأنبا هرمينا ويقيم في كنيسة مارمينا فلمنج، وقطاع غرب ويشرف عليه الأنبا إيلاريون ويقيم في كنيسة مارجرجس بالمكس، وقطاع وسط ويشرف عليه القمص أبرآم إميل وكيل البطريركية بالإسكندرية ويقيم بالدار البطريركية المرقسية بالإسكندرية".
تقسيم إيبارشية المنيا
وقسم البابا تواضروس الثاني إيبارشية المنيا لـ 3 إيبارشيات بعدما عقد عدة اجتماعات مع الأنبا مكاريوس أسقف المنيا في يناير الماضي، وأعقبه لقاءات أخرى مع كهنة المنيا، وتم الاتفاق بعدهما على تجليس الأنبا مكاريوس أسقفا علي كرسي مدينة المنيا، والأب سرابيون السرياني أسقفا لإيبارشية شرق النيل، والأب ثاؤفيلوس المحرقي أسقفا لإيبارشية أبو قرقاص، على أن يتم طقس سيامات الأساقفة والتجليس فى عشية يوم السبت 6 مارس المقبل، وصباح الأحد، الذى يليه بكاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية.
تقسيم إيبارشية القاهرة لـ8 قطاعات
يعرف كنسيا مصطلح "إيبارشية البابا"، بكنائس القاهرة والإسكندرية، وقد قسم البابا إيبارشية الإسكندرية لـ 4 قطاعات والقاهرة لـ 8 آخرين، حيث قسم شبرا إلى إيبارشية شبرا الشمالية والجنوبية، وإيبارشيات مصر القديمة والمعادي وميت غمر.
إيبارشيات المهجر
فتم تقسم فرنسا إلى إيبارشيتين، بحيث تكون باريس إيبارشية وجنوب فرنسا ومدن أخرى خارجها إيبارشية، وكذلك في أمريكا فهناك إيبارشية شرق أمريكا وكندا، وإيبارشية جيرسى سيتى ونيوجيرسى، وغيرها العديد من الإيبارشيات شملت أوروبا وأمريكا.
استحداث إيبارشيات وكنائس في إفريقيا واليابان والصين
عام 2018، ظهرت خطة البابا تواضروس الثاني، للعلن لخدمة أقباط المهجر كنسيا حتى عام 2040، وهي الخطة التي تأتي معها الزيارات الرعوية للبابا خارجيا وتحركاتها لتصب في تحقيق أهدافها. ومن أبرز ملامحها افتتاح كنائس قبطية في الدول التي لا وجود للكنيسة القبطية بها، مثل افتتاح أول كنيسة قبطية في اليابان حملت اسم كنيسة السيدة العذراء مريم والقديس مارمرقس، وكنيسة في الصين وكذلك ، افتتاح كنيسة أرثوذكسية بدولة مالاوى في القرن الإفريقى، وكذلك كنيسة "كنيسة السيدة العذراء والقديس مار مرقس الرسول القبطية الأرثوذكسية في أوغندا مُلحق بها مجمع خدمات، وأيضا افتتاح كنيسة السيدة العذراء مريم والقديس مارمرقس الإنجيلي كأول كنيسة قبطية فى ليبرفيل عاصمة الجابون.
أسباب التقسيم
عرض البابا تواضروس فكرتة في التقسيم في مقاله بافتتاحية مجلة الكرازة الناطق الرسمي باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، في العدد الصادر يوم 25 يناير 2019 الماضي، حيث قال "الرعاية هي المهمة الأولى في عمل الأسقف والكاهن والخادم والخادمة في أي مكان، وأن العمل الرعوي هو الاهتمام الأول في منظومة الخدمة الكنسية بكل ما تشمله من افتقاد وتعليم ونشاط وخدمات نوعية"، دفعه لاتخاذ تلك الخطوات" مضيفا: "أتابع الخدمة بالقاهرة والإسكندرية مع الأساقفة العموم ونسعى لتوفير الاحتياج الرعوي في كل مكان وهدف التقسيم تجديد الرعاية".
وتأتي خطوات تقسيم الإيبارشيات في إطار نهج البابا تواضروس في تنظيم شئون الكنيسة إداريا، والاعتماد على التنظيم المؤسسي، حيث عمدت الكنيسة خلال السنوات الماضية على ترسيخ التواجد القبطي في الخارج، عبر استغلال البابا علاقاته الدينية ومقابلاته العامة مع عدد من رؤساء الدول والحكومات المختلفة.