ألقت وفاء عبد السلام، الواعظة بوزارة الأوقاف، محاضرة دينية بعنوان: "فضائل وأعمال شهر رجب"، في إطار فعاليات القافلة الدعوية المشتركة بين مصر والسودان، قالت فيها: "سيهل علينا بعد أيام قليلة (شهر رجب) وهو شهر عظيم من الأشهر الحرم ؛ التي أمر الله سبحانه وتعالى بتعظيمها ، وإجلالها ؛ فقال جلّ وعلا: "إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ " ، وقال (صلى الله عليه وسلم) : "السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا؛ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ؛ ثَلاَثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ : ذُو الْقَعْدَةِ، وَذُو الْحِجَّةِ، وَالمُحَرَّمُ ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ".
وتابعت الواعظة وفاء عبد السلام: "كما يقول الرسول (صلى الله عليه وسلم) ، "إن لربكم في أيام دهركم نفحات، فتعرضوا لها، لعله أن يصيبكم نفحة منها فلا تشقون بعدها أبدًا" ، كما أن شهر رجب حدثت فيه الرحلة برسول الله (صلى الله عليه وسلم) ليلة الإسراء والمعراج ، وفي هذه الرحلة تجلى مقام العبودية في أسمى معانيها ، وسما الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم) إلى أعلى درجات الرقي والكمال البشري , يقول تعالى : ” سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ” ، ويقول سبحانه : ” وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى * ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى * وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى * ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى * فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى” ، وفي هذه الرحلة المباركة فرضت الصلاة فلنحافظ عليها فإن فيها انشراح الصدر والوقوف بين يدي الله (عز وجل).
من جانبها أكدت الواعظة مرفت عزت أن الله (عز وجل) قد شرع العبادات لحكم عظيمة ومقاصد سامية تدور في مجملها حول تزكية النفس والتحلي بمكارم الأخلاق ، فالحركات والأفعال وحدها لا تكفى ، فحينما تحدث الله (عز وجل) عن الصلاة قال : "اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ" ، فالعبادة على وجه العموم تقوم الأخلاق والسلوك والصلاة من أهم هذه العبادات التي تزكي النفس، ولذلك اختصها الله تبارك وتعالى عن سائر العبادات بفرضها على نبيه (صلى الله عليه وسلم) في هذه الرحلة المباركة ، مضيفة أن الرحمة تتجلى في العبادات والتشريعات التي شرعها الله (عز وجل) على عباده ، فقد أرسل الله نبيه (صلى الله عليه وسلم) رحمة للعالمين.