حالة من الجدل آثارها هوارد كيرين صهر الرئيس الأمريكي جو بايدن، بسبب ما اعتبرته شبكة إية بى سى، تضارباً للمصالح، رغم التعهد السابق الذي أطلقه البيت الأبيض بمنع عائلة بايدن من استخدام المكتب لتحقيق مكاسب شخصية.
وأثيرت تساؤلات من قبل دوائر سياسية وإعلامية داخل الولايات المتحدة حول ما إذا كانت شركة استثمارية شارك في تأسيسها صهر بايدن يمكن أن تمثل مجموعة من التحديات الأخلاقية للإدارة، وذلك بعدما واجه بايدن قبل أشهر أسئلة حول ما إذا كان ابنه، هانتر، أو شقيقه فرانك، يمكن أن يتسبب في تضارب المصالح بشأن تعاملاتهم التجارية.
وبعد تراجع ملف هانتر بايدن، ظهر ملف "صهر بايدن" علي السطح، فبحسب الشبكة الأمريكية، تزوج كيرين من آشلى بايدن فى عام 2012، وهو جراح والمسؤول الطبى الرئيسى فى شركة رأس المال الاستثمارى للرعاية الصحية ستارت آب هيلث.
وعلى مر السنين ، قدم كيرين نصائح لبايدن بمجموعة متنوعة من قضايا الرعاية الصحية، حيث اتصلت به شركته التي عمل بها مستشارًا لمبادرة محاربة السرطان التي أطلقها نائب الرئيس آنذاك في ظل عمله بإدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما ، والتي بدأت في أعقاب وفاة بو بايدن بسبب سرطان الدماغ، واستمرت نصيحة كرين عندما ترك بايدن منصبه العام ، حيث خدم في مجلس إدارة مبادرة بايدن للسرطان من 2017 إلى 2019، وكان كيرين من بين الذين قدموا المشورة لحملة بايدن الرئاسية بشأن سياسات الرعاية الصحية الخاصة بها خلال جائحة فيروس كورونا.
وذكرت قناة ABC News أن الرئيس التنفيذي لشركة Yosi Health طلب مساعدة كيرين وشركته وطلب تقديم برنامجهم، الذى يهدف إلى تبسيط جهود لقاح فيروس كورونا، وقال هاري براساد ، الرئيس التنفيذي للشركة إن الهدف من العمل مع StartUp Health هو "تعزيز علاقاتهم والعمل مع الوكالات الحكومية والفيدرالية"، كما سلطت الشركة الضوء على علاقات كرين مع بايدن منذ يوم التنصيب.
وقال روبرت وايزمان ، رئيس إحدى مجموعات المراقبة: "النزاعات المحتملة التي يشكلها هذا الوضع هي أوامر من حيث الحجم أقل خطورة من الفساد في إدارة ترامب ، لكن المشاكل المحتملة حقيقية. يجب على الرئيس بايدن وإدارته اتخاذ تدابير استباقية لمنع المشاكل المتوقعة في المستقبل" وأضاف أن بايدن "يجب ألا يدخل في محادثات مع كيرين حول السياسة الصحية ، ولا ينبغى للآخرين فى إدارة بايدن".
وعلى الجانب الاخر قالت جينيفر هانكين ، رئيسة الموظفين في StartUp Health ، إن دور صهر الرئيس في الشركة هو "فقط توفير منظور الطبيب حيث لا يتخذ دكتور كيرين قرارات استثمارية ولا يقدم المشورة أو يساعد الشركات بشأن الحصول على عقود حكومية ".
وقال مسئول في البيت الأبيض الأسبوع الماضي إن هناك عملية قائمة تشمل مكتب مستشار البيت الأبيض وممثلي الأسرة لمعالجة القضايا التي قد تنشأ بشأن أى أسئلة تتعلق بتضارب مصالح محتمل.
وفي رد مباشر على روايات حول كيرين، قالت السكرتير الصحفى للبيت الأبيض جين بساكى: "لقد أوضح الرئيس أنه سيكون هناك جدار مطلق بينه وبين أى شركة مرتبطة بأفراد عائلته، وهذا ينطبق على صهره وينطبق على كل فرد من أفراد عائلته".
وتتبع أسئلة تضارب المصالح التي أثيرت حول عائلة بايدن رئاسة معروفة بالأعمال العائلية، حيث عين الرئيس دونالد ترامب آنذاك ابنته إيفانكا وصهره جاريد كوشنر في مناصب عليا في البيت الأبيض، وواجه ترامب تدقيقًا لزيارته المتكررة لممتلكاته الخاصة خلال أوقات فراغه.
وتعهد بايدن في مقابلة مع مجلة People Magazine الأسبوع الماضي بأن البيت الأبيض بايدن "سيدير هذا مثل إدارة أوباما وبايدن" وتابع: "لن يشارك أى فرد فى عائلتنا أو أسرتنا الكبيرة فى أى مشروع حكومى أو سياسة خارجية".
ولكن خلال الفترة التي عمل بها بايدن داخل إدارة باراك أوباما، كان يتصرف بشكل إيجابى تجاه شركة كيرين، وعلى العكس من ذلك، سعت الشركة إلى إبراز علاقاتها مع بايدن.
وأخبر كيرين صحيفة فيلادلفيا بيزنس جورنال فى عام 2015 أن بايدن ساعد في جلبه وشركائه فى العمل إلى المكتب البيضاوى للاجتماع مع الرئيس باراك أوباما.
وبعد أيام من إعلان أوباما عن مبادرة محاربة السرطان خلال خطابه عن حالة الاتحاد، جلس كيرين بالقرب من نائب الرئيس لحضور مائدة مستديرة لبدء البرنامج. في عام 2016، كما رافقه إلى المنتدى الاقتصادى العالمى فى سويسرا ولقاء البابا فرانسيس فى الفاتيكان لمناقشة مبادرة إطلاق القمر.
سعت StartUp إلى تسليط الضوء على الروابط الأسرية لكرين مع بايدن على مر السنين وفي أيامه الأخيرة في البيت الأبيض في عهد أوباما ، تحدث بايدن من وراء ختم نائب الرئيس لإلقاء ملاحظات فى مهرجان السنوى للشركة، كما تحدث بايدن أيضًا في مهرجان الشركة بعد أن ترك إدارة أوباما.
