لا تزال حكومة لبنان الجديدة، في نفق التشكيل وسط غياب أفق الحل لاختلاف الرؤى بين قطبى التشكيل رئيس الجمهورية ميشال عون، ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريرى.
وفى سياق المناقشات الدائرة بين الطرفين، زار رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، الجمعة قصر بعبدا، حيث التقى رئيس الجمهورية ميشال عون واستعرض معه آخر المستجدات المتعلقة بالملف الحكومي.
ولكن يبدو أن النقاش لم يسفر عن نتائج إيجابية، فعقب الاجتماع قال الرئيس الحريري، إنه بعد الزيارات التي قمت بها الى تركيا ومصر، وخاصة خلال زيارتي الأخيرة لفرنسا، حيث لمست حماسا لتشكيل الحكومة من خلال خارطة الطريق التي وضعها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والتي وافقنا عليها في قصر الصنوبر لإنقاذ لبنان ووقف التدهور وإعادة اعمار مرفأ بيروت، وكل ذلك جاهز.
في المقابل أكدت رئاسة الجمهورية اللبنانية، أن العماد ميشال عون استقبل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بطلب منه، وتشاور معه في موضوع تشكيل الحكومة العتيدة بعد الجولات التي قام بها الى الخارج، حيث تبين أن الرئيس المكلف لم يأت بأي جديد على الصعيد الحكومي.
حكومة اختصاصيين
المشكلة كما لخصها الحريرى، أنه لطالما لا حكومة من الاختصاصيين غير التابعين لأحزاب سياسية، لا يمكننا القيام بهذه المهمة، وإذا كان هناك من يعتقد أنه إذا ضمت هذه الحكومة أعضاء سياسيين، فإن المجتمع الدولي سيبدي انفتاحا حيالنا، أو سيعطينا ما نريده فنكون مخطئين، ومخطئ كل من يعتقد ذلك.
وأضاف أن الفكرة الأساسية هي تشكيل حكومة تضم وزراء اختصاصيين، لا يستفزون أي فريق سياسي، ويعملون فقط لإنجاز المشروع المعروض أمامهم.
وقال الحريرى، تشاورت مع الرئيس وسأتابع التشاور، لم نحرز تقدما، ولكني شرحت له أهمية الفرصة الذهبية المتاحة أمامنا، لذا يجب علينا الإسراع في تشكيل هذه الحكومة، وعلى كل فريق سياسي أن يتحمل مسئولية مواقفة من الآن وصاعدا.
وشدد الحريرى، أن موقفه ثابت وواضح وهو حكومة من 18 وزيرا، جميعهم من الاختصاصيين ولا ثلث معطلا فيها، وهذا ما لن يتغير لديه.
زيارة الحريرى الخارجية
وعلى صعيد متصل قال الحريرى، لقد رغبت بزيارة رئيس الجمهورية بعد الرحلة التي قمت بها لعدد من الدول العربية، لكي أقول له أن سبب الرحلات هو استرجاع علاقة لبنان بهذه الدول التي كنا غائبين عنها كثيرا. وقد كانت في زيارتي الأخيرة لفرنسا خاصة حماسة لتشكيل حكومة، وخارطة الطريق التي وضعها الرئيس الفرنسي، والتي كنا وافقنا عليها في قصر الصنوبر لإنقاذ لبنان ووقف التدهور وإعادة إعمار مرفأ بيروت، كل ذلك جاهز بكاملة.
وكان الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون قد ناقش مع رئيس الحكومة اللبنانية المكلف سعد الحريري، التطورات الإقليمية والصعوبات التي تعترض تشكيل الحكومة وسبل تذليلها. وأفاد مكتب الحريري، بأن الأخير لبى دعوة ماكرون إلى عشاء عمل في قصر الرئاسة الفرنسية الإليزيه في باريس.
وأضاف أن اللقاء الذي دام ساعتين، تناول آخر التطورات الإقليمية ومساعي الحريري لترميم علاقات لبنان العربية، وحشد الدعم له في مواجهة الأزمات التي يواجهها، إضافة إلى جهود فرنسا ورئيسها لتحضير الدعم الدولي للبنان فور تشكيل حكومة قادرة على القيام بالإصلاحات اللازمة لوقف الانهيار الاقتصادي وإعادة إعمار ما تدمر في بيروت جراء انفجار المرفأ في أغسطس الماضي.
وفق وسائل إعلام لبنانية، فقد تداول طرح في الإليزيه، يقضي بأن يسمي الفرنسيون وزيري العدل والداخلية في لبنان، لتخطي المشكلة بين الرئيس ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري.
ونقلت قناة "الجديد" عن مصادرها، أن "العقبة الأساس تبقى على حالها، وهي تمسك الرئيس عون وفريقه متمثلا برئيس التيار الوطني الحر، النائب جبران باسيل بالثلث المعطل في الحكومة المرتقبة".
وكان مكتب الإعلام برئاسة الجمهورية اللبنانية، اتهم الحريري في 29 يناير الماضي، "بالتفرد في تشكيل الحكومة"، ورفض الأخذ بملاحظات الرئيس عون.
ومن جانبه، قال حسين الوجه المستشار الإعلامي للحريري، إن عون مصمم على فرض معايير غير دستورية والعودة بالبلاد إلى ما قبل الطائف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة