بمجرد أن يذكر اسمها تستدعى كل مخزون البهجة والضحك والسعادة، تقفز أمام عينيك ابتسامتها التى تدخل القلوب بلا أى حواجز، ترى فيها صورة الأم وبنت البلد والهانم والمدرسة، تشعر أنك تعرفها وتحدثت معها وعاشرتها وشاركتك جزءًا كبيرًا من حياتك وذكرياتك.
إنها الفنانة الكبيرة سهير البابلى، التى تحتفل اليوم بعيد ميلادها الموافق 14 فبراير، الذى يتزامن بالمصادفة مع عيد الحب.
سهير البابلى التى ابتعدت منذ سنوات بعد أن قدمت آخر أعمالها مسلسل قلب حبيبة عام 2005، إلا أنها لم تغب عن ذهن ووجدان الملايين وكأنها تعيش فى كل بيت، يستخدم الكبار والصغار مصطلحاتها وإيفيهاتها ويستمتعون بأعمالها، وتطل علينا بين حين وأخر بصورة أو رسالة أو ظهور لها بين الجمهور.
وتحتل مكانة خاصة فى قلوب الجميع كبارًا وصغارًا، يشعرون بأن ما يربطهم بها ليس مجرد علاقة جمهور بفنانة، ولكنهم يرون فى روحها وابتسامتها وقربها أمًا تحمل قلب حبيبة الذى يسع الجميع، وقدرة وصبر أبلة عفت على استيعاب الاختلافات وتقويم المشاغبين، وخفة ظل وشعبية سكيننة فى "ريا وسكينة"، وبرجوازية بكيزة هانم التى لا يملك من يتعامل معها إلا أن يحبها ويعشق خفة ظلها ومواقفها.
فنانة وإنسانة صادقة ومحبة للحياة والناس، لذلك ارتبط بها الملايين الذين يتلهفون لرؤيتها ويشعرون بأنها قريبة منهم.
عطاء فنى ضخم وثرى لسهير حلمى إبراهيم البابلى ابنة فراسكور بمحافظة دمياط، الطفلة التى ظهرت مواهبها الفنية مبكرًا، ورغم معارضة أسرتها التحقت بمعهدى الفنون المسرحية ومعهد الموسيقى بعد حصولها على الثانوية العامة، والتى أثرت الفن بعطاء استمر أكثر من 60 عامًا قدمت خلاله العديد من الروائع والأعمال التى لا تنسى والتى أصبحت علامات فى تاريخ الفن والمسرح والسينما والتليفزيون.
بدأت سهير البابلى حياتها الفنية منذ عام 1957 بعدد من الأعمال المسرحية ومنها، شمشون وجليلة، سليمان الحلبى، واستمر هذا الارتباط والعشق للمسرح حتى أصبحت ملكة بلا منافس.
كانت المحطة الفارقة فى مشوار نجومية سهير البابلى عام 1973 بمسرحية "مدرسة المشاغبين" أحد أهم المسرحيات التى غيرت موازين الكوميديا وفتحت الطريق أمام نجوم المسرح الجدد من أبطال المسرحية.
ومع بداياتها المسرحية شقت سهير البابلى طريقها فى السينما، وشاركت فى عدد كبير من الأفلام، منها "لن أعود" و"المرأة المجهولة" و"ساحر النساء" و"حياة امرأة" و"يوم من عمرى" و"أنا ومراتى" و"الحلوة عزيزة" و"نهر الحب" و"جناب السفير"، وغيرها، وفى عام 1975 شاركت فى فيلم "أميرة حبى أنا" مع سعاد حسنى وحسين فهمى، وقدمت دور "أمانى" الزوجة المتسلطة الشريرة، وأثبتت البابلى قدرتها على أداء أدوار مختلفة.
انطلقت الفنانة الكبيرة وقدمت عددًا من أهم الأعمال المسرحية التى حققت نجاحات مذهلة ومنها: نرجس، على الرصيف، نص أنا ونص أنت، الدخول بالملابس الرسمية، وعطية الإرهابية، ووصلت إلى قمة التألق فى مسرحية «ريا وسكينة» التى شاركتها البطولة فيها النجمة شادية عام 1983 وحققت نجاحًا منقطع النظير واستمر عرضها لفترة طويلة.
وبالتزامن مع التألق المسرحى للنجمة الكبيرة تألقت فى عدد من الأعمال السينمائية والتليفزيونية المحفورة فى الأذهان، ومنها: "ليلة عسل، استقالة عالمة ذرة، أخطر رجل فى العالم، الشاهد الوحيد، توالت الأحداث عاصفة، وعم حمزة".
وكانت النقلة الحقيقية لها على مستوى التليفزيون فى مسلسل «بكيزة وزغلول»، والذى شاركت فى بطولته مع النجمة إسعاد يونس، وحقق نجاحًا جماهيريًا منقطع النظير جعل صناع العمل يحولونه إلى فيلم سينمائى.
وفى قمة نجاحها عام 1997 وأثناء عرض مسرحية "عطية الإرهابية" قررت النجمة سهير البابلى اعتزال الفن وارتداء الحجاب، وفاجأت الجميع بهذا القرار.
وفى تصريحات سابقة، قالت البابلى عن قرار الاعتزال إنها كانت ترى ابنتها الوحيدة نيفين الناقورى التى تشبهها كثيرًا وقد ارتدت الحجاب وتحرص على دراسة وحفظ القرآن وتدريسه، فقررت ارتداء الحجاب والاعتزال عام 1997.
وكانت سهير البابلى تلتقى بالشيخ الشعراوى والدكتور مصطفى محمود وتسأل كثيرًا عن أمور الدين.
وكان الشيخ الشعراوى يناديها باسم "سكيننة"، وأوضحت النجمة أن الشيخ قابلها فى الحج فقال لها: "وماله لو مثلتى وإنتى بالزى ده، وتوصلى رسالة مفيدة وهادفة للناس، الناس بتشوف التليفزيون أكتر مابتروح الجامع، وممكن تسمع منك أكتر ما تسمع منى».
وبعد اعتزالها لمدة تجاوزت تسع سنوات قررت سهير البابلى العودة للتمثيل بشروط، فقدمت مسلسل "قلب حبيبة" عام 2005 مرتدية الحجاب.
وبعدها دخلت البابلى تجربة فنية أخرى فى مسلسل «قانون سوسكا» ولكنه لم يكتمل بسبب مشكلات الإنتاج.
وحتى وقت قريب كانت سهير البابلى تتلقى عروضًا بتقديم برامج اجتماعية إذاعية وتليفزيونية ولم ترفض الفنانة العودة للتمثيل ولكنها كانت تشترط أن يكون العمل هادفًا يخلو من الإسفاف.
ورغم ابتعادها عن الأضواء منذ سنوات لم تبتعد سيدة المسرح الفنانة سهير البابلى عن الجمهور ، فكانت تخرج بين حين وآخر مع ابنتها الوحيدة نيفين للتسوق أو لحضور بعض المناسبات، وتفرح بالحفاوة والحب فى عيون الشباب والأطفال والكبار حين يرون نجمتهم المحبوبة، وتبادلهم الحديث الضاحك والقفشات، ولكنها حالياً ومنذ انتشار وباء كورونا تلتزم بالبقاء فى المنزل، حيث تحرص ابنتها نيفين الناقورى على اتباع كافة الإجراءات الاحترازية خوفاً على والدتها.
وتعيش الفنانة الكبيرة مع ابنتها الوحيدة نيفين وأحفادها وتقضى معظم أوقاتها فى العبادة وقراءة القرآن.
وفى عيد ميلاد سكيننة حبيبة الملايين ندعو لها بالصحة والسعادة كما أسعدتنا ونشرت بأعمالها وفنها البهجة والحب والابتسامة ونضم صوتنا لأصوات الملايين من محبيها ونقول لها وحشتينا ياسكيننة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة