رغم التقدم، المعلن عنه، فى إنتاج وتوزيع لقاحات كورونا فى العالم، ما زال الفيروس يفرض نفسه على أخبار العالم، مع تقارير متضاربة بعضها يشير إلى تراجع أو ثبات فى أعداد الإصابات والوفيات، لكن بعض التقارير الأخرى تشير إلى أن التراجع إنما هو الاعتياد فيما يتعلق بأخبار كوفيد - 19 التى تهدأ أو تدخل فى سياقات الاعتياد. ولا يعنى تراجع التركيز على كورونا أنها تتراجع، وبالفعل فقد قالت أندريا أمون، مديرة المركز الأوروبى للوقاية من الأمراض والسيطرة عليها: إن على العالم أن يستعد لفرضية أن فيروس كورونا «سيبقى بيننا».
وأشارت فى تقرير نشرته قناة الحرة وصحف أمريكية، إلى أن بقاء «الفيروس» هو الأكثر ترجيحا، ويبدو أنه تكيف بشكل كبير مع الإنسان. علينا تاليًا أن نستعد «لفرضية» أنه باق بيننا. تصريحات مسؤولة الصحة الأوروبية تزامنت مع أنباء عن أن اللقاحات رغم أنها تقلل من خطر الإصابة، فإن العلماء لا يزالون يجهلون ما إذا كانت تحول أيضًا دون انتقاله من شخص إلى آخر. مع إشارة إلى الطفرات والنسخ المتحورة، خصوصًا المتحورين الجنوب أفريقى والبرازيلى. لم تكن المسؤولة الأوروبية هى أول من يشير إلى احتمالات بقاء الفيروس مثلما يجرى من فيروس الأنفلونزا. فقد سبق وتم الإعلان عن ذلك، والاستعداد لتكرار تلقى اللقاح سنويًا وموسميًا.
على جانب آخر، هناك خبراء وأطباء، يقولون إن الفيروس سوف يختفى، وأن ما يجرى ربما كان نوعًا من التخويف هدفه استمرار إنتاج وبيع اللقاحات لفترة حتى تستعيد الشركات المنتجة أرباحها، وما أنفقته على اللقاحات، وأن هذه الشركات قلقة من تكرار ما جرى، منع لقاحات سارس وميرس اللذان اختفيا قبل أن يتم توزيع اللقاحات عالميًا.
وفيما يتعلق باللقاحات فقد تواصلت عمليات تطعيم المواطنين فى أوروبا وأمريكا، مع استمرار إثبات الإصابات رغم تطعيم عشرات الآلاف، والبدء فى ضم اللقاح الروسى سبوتنيكV، إلى اللقاحات المستخدمة فى أوروبا، وفى نفس الوقت ثار الجدل حول لقاح استرازينيكا، قبل أن تحسم منظمة الصحة العالمية الأمر، وتوصى باستعماله على نطاق واسع حتى بالنسبة لمن هم فوق سن 65 عامًا.
هذا عن الجدل فى الخارج، لكن فى مصر لم يتوقف الأمر، وأعلنت وزارة الصحة استمرار تطعيم الأطقم الطبية قبل البدء فى تطعيم الفئات الأكثر احتياجًا من كبار السن والمرضى بأمراض مزمنة. خاصة مع استمرار نسب الإصابات بشكل متوسط، وما أعلنت عنه وزيرة الصحة، أن هناك توقعات بارتفاع الإصابات فى شهر إبريل، وتتراجع فى مايو، وتم تفسير هذا بأن إبريل يتزامن مع شهر رمضان، مما يرفع احتمالات العدوى. وبالطبع فإن رسم التوقعات من خلال لجنة مواجهة الفيروس، هو أمر جيد ويفترض أن تتكثف الدعاية لتقليل الاحتكاك والتزام الإجراءات الاحترازية بما يساهم فى خفض الإصابات مع دخول الصيف.
وزارة الصحة لم تمانع من عودة المدارس بعد انتهاء إجازة نصف العام خلال عشرة أيام، وهو ما سوف يحسمه اجتماع اللجنة العليا لمكافحة كورونا. ومع هذا فإن أعداد الإصابات تتجاوز 600 يوميًا مع وفيات بين 40 - 50، وهى نسب تتطلب الالتزام أكثر، خاصة أن تراجع الأرقام كثيرًا ما يكون خادعًا، أو يدفع البعض لعدم الاحتراز مما يعيد الدائرة إلى الإغلاق. وزيرة الصحة أكدت توفير 98% من أدوية علاج أعراض كورونا، ونتفاوض لتصنيعها محليًا. وهى خطوة مهمة لأنها تضاعف من الاطمئنان فى ظل تضارب متواصل لأخبار كورونا، فى العالم كله، وليس عندنا فقط.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة