لاشك أن الاتحاد الأوروبى يواجه وقتا عصيبا فى هذه الفترة، فبعد انتهاء واحدة من أصعب الأزمات التي واجهتها الكتلة منذ تأسيسها بإتمام خروج بريطانيا منها بعد سنوات شاقة من المفاوضات، لكم ما تلاها لم يكن أكثر هدوءً، بل تقول شبكة سى إن إن الأمريكية، إن الاتحاد الأوروبى يواجه أخطر أزمة فى تاريخه، مضيفة، أن الكثير يتساءلون عما إذا كان أي أحد يتولى المسئولية فى هذه الفترة الحرجة للكتلة.
وذكرت الشبكة، فى تقرير لها على موقعها الإلكترونى، أنه رغم مرور ستة أسابيع على بداية العام الجديد، إلا أن 2021 كشفت بالفعل عن القيود المتأصلة التي يواجهها.
ففي حين، أن الاتحاد الأوروبى ليس غريبا على الأزمات، إلا أن الأسابيع القليلة الماضية قد فجرت قضايا تسلط الضوء على الهوة بين الطموحات الكبرى لبروكسل وإمكانياتها.
فقد كانت الأمور سيئة للغاية، حتى أنه تمت مطالبة اثنين من أرفع مسئولي الكتلة بالاستقالة، فى حين أثيرت تساؤلات جدية حول الذراع التنفيذي للاتحاد الأوروبى، المفوضية الأوروبية.
والمشكلة الأكثر إلحاحا، هي فضيحة لقاحات كورونا، ففي وقت سابق، أدركت بروكسل أن الإسراع للحصول على اللقاحات يمكن أن يدفع الدول الغنية إلى شراء إمدادات ضخمة والدول الأكثر فقرا إلى الاعتماد على عملهم الخيرى، فتدخل وأمن صفقات مع المصنعين بأسعار أفضل من تلك التي يمكن أن تتفاوض عليها الدول كل على حدة.
وكانت أغلب الدول سعيدة بهذا الموقف، حتى بدأت بريطانيا فى تطعيم مواطنيها بوتيرة أعلى من الاتحاد الأوروبى، وقررت المفوضية معالجة هذا بإعلان سياسة تهدد بإنشاء حدود على جزيرة أيرلندا، والمخاطرة بعودة العنف الطائفى. وكانت الدول الأعضاء، ناهيك عن إيرلندا نفسها، غاضية لعدم استشارتها.
وقال نيل ريتشموند، عضو البرلمان الأيرلندى إنه كانت هناك إحباطات بشأن توزيع اللقاح، لكن عندما أثارت المفوضية احتمالية استخدام المادة 16، انفجر كل شيء.. أضاف، أنهم اعترفوا بانه كان خطأ وتراجعوا عنه، لكنه أضر بسلطة المفوضية.
وفى الأسبوع الماضى، وقفت رئيسة المفوضية الأوروبية يورسولا فوندرلين أمام البرلمان الأوروبى لتفسر الموقف، وسط مطالب متكررة باستقالتها. واعترفت لأعضاء البرلمان الأوروبى أن الكتلة ارتكبت أخطاء فى شرائها للقاحات، وقالت أنهم كانوا متأخرين فى الموافقة وكانوا مفرطين فى التفاؤل بشأن الإنتاج الضخم. وأعربت عن أسف عميق لإثارة المخاوف بشأن الاستقرار فى إيرلندا الشمالية.
ومما زاد من ألمها، أن مسئول السياسة الخارجية جوزيب بوريل واجه أيضا دعوات بالاستقالة بعد زيارته الكارثية لموسكو، على حد وصف الشبكة، والتي تعرض فيها الاتحاد الأوروبى لإذلال فى مؤتمر صحفى مشترك مع وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف، حيق تعرض بوريل لضغوط كى لا يزور موسكو بعد ساعات فقط من إصدار حكم بجسن المعارض أليكس نافالنى بأكثر من عامين.
ورأت سى إن إن، أن بوريل لم يكن مستعدا بشكل واضح لإجادة استخدام لافروف للإعلام، واستغل أسئلة لوصف الاتحاد الأوروبى بالشريك الذى لا يمكن الاعتماد عليه، بينما لم يقل الممثل الأعلى لبروكسل سيئا.
من ناحية أخرى، تتعرض المفوضية لانتقادات بسبب ماتقوله بشأن الدفاع عن الديمقراطية داخل الكتلة الأوروبية.
وكانت محكمة ببودابست، قد أكدت يوم الثلاثاء الماضى قرار المجلس الإعلامى للمجر لوقف آخر محطات الإذاعة المستقلة فى البلاد، ويتم انتخاب أعضاء مجلس الإعلام من قبل الجمعية الوطنية المجرية، التي يملك حزب رئيس الوزراء أوربان الأغلبية فيه.
وأعرب مفوض الاتحاد الأوروبى لحقوق الإنسان، عن فزعه من هجوم أوربان الأخير على الديمقراطية، لكن التغريدات وكما يقول كثيرون لا تدفع الحكام المستبدين على عكس سياستهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة