ستون عاما قضاها ابن مدينة العريش الفنان والسيناريست "أحمد الخليلي" فى عالم الفن، خلالها شارك كبار الفنانين أعمالهم، وترك بصمته على كثير من الأعمال المسرحية والدرامية، ما بين دور أداه ونصوص أعمال فنية قام بتحويلها للهجة البدوية، وقام بدور فى تنظيم حفلات اضواء المدينة فى العريش وشاهد على كثير من وقائع وذكريات وصول الفنانين لشمال سيناء.
الفنان-احمد-الخليلى
على شاطئ مدينة العريش الذى عاد إليه الفنان "الخليلى" بعد غياب 10 سنوات، سرد لـ"اليوم السابع" جانب من ذكرياته، مستلها بالتأكيد ان بدايته الفنية كانت من مدرسته الابتدائية واسمها " الرفايعة " وسط العريش من خلال مسرح بسيط، و نمى موهبته فى المرحلة الثانوية والجامعية بعد انتقال والده للعمل فى محافظة الإسماعيلية، حيث أتيحت له فرص المشاركة فى فرق المسرح وتنمية مواهب الرسم والرياضة والقيام بنشاط التمثيل حتى أصبح نجم بفرقة " احمد حسن الشرقاوى"، أحد مشاهير الاسماعيلية فنيا فى ذاك الوقت، وشارك فى اول عمل مسرحى لاقى شهرة على مستوى الدولة وكان بعنوان " بنت الأكابر".
وأضاف أنه بعد تخرجه فى جامعة القاهرة عمل فى مشروع السد العالى بوظيفة مهندس مساحة فى أسوان وهناك خصص جزء من وقته للمسرح، وكون فرقة مسرحية بنادى مصانع كيما، ولفت هذا اهتام نجوم المسرح فى القاهرة الذين بدأوا فى استقطابه فكانت مشاركته فى مسرحية " بير القمح"، وكان لهذا الدور وأدوارا مسرحية أخرى صدى حتى أن كثيرين طالبوه بالتواجد فى القاهرة على رأسهم الكاتب المسرحى " نعمان عاشور".
اثناء-عمله-فى-مشروع-السد-العالى-بأسوان
وتابع الخليلى، أنه انتقل للعمل فى القاهرة فى حقبة السبعينيات، وانضم لفرقة "عادل خيرى المسرحية"، بعقد عمل 45 جنيها فى شهريا، ثم عمل مع الفنان "محمد عوض " بمسرحية " الطرطور"، أعقبه انضمامه لفرقة محمد عوض المسرحية، وكان من مؤسسى الفرقة الكوميدية المصرية على مسرح الزمالك، وشارك "عوض" كل مسرحياته التى كان ابرز نجومها فؤاد المهندس، ثم مشاركا فى فيلم " غرام فى الطريق الزراعى"، واعتمد فى عام 1974 مؤلف بإذاعة صوت العرب، خلالها كتب أكثر من 30 مسلسل بينها أعمال تخص سيناء، إضافة لنشاط مسرحى منوع، مابين عروض وتمثيل، تم تنفيذها بكافة مناطق تواجد ابناء سيناء فى المهجر بمختلف المحافظات .
وقال إن مسيرته الفنية فى القاهرة، كانت وراء اختياره ضمن فريق الفنانين المشاركين فى رفع العلم المصرى فوق مدينة العريش بعد تحريرها فى عام 1979، والذى ضم كثير من النجوم وقتها بينهم فؤاد المهندس والسيد الملاح، واختاره اللواء يوسف صبرى أبو طالب محافظ شمال سيناء وقتها بتشكيل المسرح السيناوى، وبدأ تكوين أول فرقة مسرحية بالعريش رسميا عام 1980، واعتمد على نواتها من فنانين ممن تم اكتشاف مواهبهم فى المهجر من الشباب العائدين لمدينتهم العريش بعد تحريرها .
وقال إنه خلال هذه الفترة دعم تواجده فى العريش بإنشاء مشروع سياحى صغير على شاطئ العريش، واستمر 8 سنوات فى المكان، حتى تقابل صدفة بالفنان والمخرج " نور الدمرداش" وكان يلقب وقتها بملك الفيديو، والذى يعرفه وفوجئ انه فى العريش، وقال له "انه يحتاج لعودته للقاهرة حالا لوجود دور لن يؤديه إلا الخليلى "، وهو دور القائد الإسرائيلي الذي احتل مدينة العريش فى مسلسل السقوط فى بئر سبع، و أداء هذا الدور اعاده مجددا لعالم الفن بأدوار متنوعة فى أعمال فنية منها " تفاحة "، " وكالة عطية"، " قليل من الحب"، ثم القيام بدور رئيسى فى مسلسل "زهرة برية"، الذى يتناول الحياة فى البادية وتم عرضه على إحدى القنوات العربية ،وفاز بجائزة اتحاد المنتجين العرب .
تكريمه-على-دوره-بمسلسل-زهرة-بريه
وتابع أنه نظرا لإجادته لهجات قبائل سيناء، لجأ إليه المخرجين لتحويل نصوص تتناول حياة أبناء البادية فى كثير من المسلسلات التى أدى فيها أيضا أدوارا، ومنها "عندما تتحرك الجبال"، وغيرها وكان آخرها مسلسل الاختيار الذى قام بتحويل لهجات لشخصيات ظهرت تؤدي أدوار بدوية .
وأضاف الفنان والسيناريست أحمد الخليلي، أن شمال سيناء بعد اكتمال تحريرها فى عام 1982، كانت واجهة لأهل الفن والمسرح، وكانت حفلات أضواء المدينة جاذبة سنويا للفنانين وتقام فى ابريل من كل عام، ولأنه قريب من مجتمع الفن كان له دورا رئيسيا فى تنظيمها ودعوة الفنانين للعريش التى استقبلت كبار النجوم المصريين والعرب، يذكر بينهم من ترك مواقف لاتنسى ومنهم المخرج المسرحى فهمى الخولى الذى قدم لها.
فى-احدى-المسلسلات
وأشار إلى أنه يتذكر فى أحد الحفلات أنهم فوجئوا بموظف التلغراف يطلب مقابلة فهمى الخولى وهو على خشبة المسرح، لأن معه تلغراف وصل يفيد بوفاة والدته ولابد أن يسلمه له مرسل من أهله بالقاهرة، قلنا له وكيف وصل التلغراف، قال لأن أهله شاهدوه على الهواء يذيع الحفل واتصلوا بالسنترال بالعريش لتوصيل التلغراف حالا، وأخبرنا المحافظ وقتها اللواء منير شاش، الذى أمر بتجهيز سيارة خاصة تضم طاقم من المحافظة لتتحرك به لمنزله ويقدمون واجب العزاء، ولم يتم إعلامه إلا بعد انتهاء الحفل.
فى-بداياته-بأسوان
وقال إن الفنانة الكبيرة وردة الجزائرية بعد وصولها للعريش برفقة الموسيقار حلمى بكر، فتحت نافذة غرفتها بالفندق لتشاهد البحر كانت مبهورة، وقالت "إنها تريد أن تعيش فى هذا المكان الذي سحرها"، وليلا تحركت لأداء دورها فى الحفلة، وكان يتزامن مع الساعة الثانية فجرا، ولأن حماس الجمهور قل قالت لهم " مالكم ماتعشيتوش ولا إيه" وكان رد فعل الجمهور غاضبا الذى هاج وماج عددا من الشباب بينهم، وقالوا كيف تقول علينا "وردة" هذا، وهذا جعلها تدخل فى حالة حزن استكملت فقرتها، وأغلقت الباب على نفسها وهى تبكى وظلت على هذا الحال حتى وصولها للقاهرة، واستطرد بقوله أنه عند اتصاله بالموسيقار حلمى بكر لمتابعة حالتها، قال إنها لا تخرج من غرفتها متأثرة ولابد من حل، وكان قراري ان أرسل لها من العريش أكثر من 100 تلغراف شكر وتقدير بأسماء الأهالى والشيوخ والمسئولين، وبالفعل نقل لها مدير أعمالها هذه التلغرافات التى أسعدتها، وعادت لحالتها الطبيعية .
الفنان-السيناوى-احمد-الخليلى
وتابع الخليلي أنه رغم بعده الجسدى عن العريش، إلا أنها مدينة لا تغيب عنه، ويحاول أن يصل بكل سيناء وعلى وجه الخصوص المجتمع البدوي من خلال أعماله الفنية، التى قدمها والتى يعد لتقديمها، لافتا أنه يجهز لعمل فنى متكامل يتحدث عن الحياة فى البادية بمختلف تفاصيلها، كما أنه حاليا يقوم بتصحيح لهجات فى مسلسل " هجمة مرتدة " بطولة أحمد عز والمنتظر أن يعرض شهر رمضان القادم .
مشاهد-مثلها-فى-مسلسل-السقوط-فى-بئر-سبع
ووجه الخليلى رسالة لكل الفنانين والقائمين على الإنتاج الفنى بضرورة أن تكون سيناء وجهتهم القادمة، لافتا أنه غاب سنوات عن العريش، وعندما عاد لها فوجئ بكم مافيها من حركة للتغلب على كل المصاعب، و التحرك لمشروعات كبرى تقام على أرضها .
وتابع قائلا: "على أرض سيناء كنوز وهى مقومات بكر وقوية لإنتاج أقوى الأعمال الفنية التى تحمل كل رسائل القيم والفن الهادف "، واستطرد ان الدعم " بالفن " للدولة من على أرض سيناء خطوة مهمة بل وواجب قومى للتوحد جهود محاربة كل فكر ضال والإسراع فى وتيرة التنمية والبناء، واختتم بقوله: "إنه يرى سيناء فى المستقبل وقد تغير حالها تماما، حتى أن البعض سيكون دخولها بالنسبة له أمنية وحلم من كثر ما سيكون على أرضها من فرص أفضل من أى مكان آخر بالعالم".
بداياته-مع-المسرح
لل
متابعة-انتاج-احدى-المسلسلات
مع-الفنان-محمد-عوض
مع-الفنان-محمد-عوض-دور-فنى
مع-الفنانين-فى-الستينيات
مع-النجوم-(2)
مع-النجوم
مع-بدايات-المسرح
مع-فؤاد-المهندس
مع-محرر-اليوم-السابع-على-شاطئ-العريش
ممثل-بالفطره
ميدلية-السد-العالى-تقدير-من-الزعيم-جمال-عبد-الناصر-اثناء-عمله-بمشروع-السد-العالى
يتذكر-رحلة-الفن
يروى-ذكرياته-ل-اليوم-السابع
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة