حادث عارض ومصادفة وخطأ من سائق انتحارى أدى لمقتل 21 داعشيا بالعراق، يكشف عن استمرار وتمركز لخلايا وتجمعات تنظيم داعش فى بعض مناطق العراق وسوريا، بشكل يشير إلى أن التنظيم ما زال قادرا على إعادة تنظيم نفسه.
السلطات العراقية أعلنت أن داعشيا كان يقود سيارة مفخخة ويعتزم تفجيرها فى نقطة تفتيش للشرطة بمنطقة جلام سامراء جنوبى قضاء الدور جنوبى محافظة صلاح الدين شرق العراق، لكنه ضغط على آلة التنبيه بالسيارة، ما أدى لانفجار السيارة ومقتل 21 داعشيا.
الانفجار يكشف عن وجود تجمعات وخلايا نائمة لتنظيم داعش بعد عامين ونصف العام على إعلان العراق الانتصار فى الحرب على داعش، حيث يعود التنظيم للنشاط على الأراضى العراقية وتحديدا فيما يعرف بمثلث الموت بين محافظات ديالى وكركوك وصلاح الدين.
وفى العام الماضى تم رصد نحو 600 هجوم لداعش فى سوريا و1400 فى العراق، وتشير بعض تقارير الأمم المتحدة إلى أن هناك نحو 10 آلاف مقاتل من التنظيم فى سوريا والعراق، وأبدى فلاديمير فورونكوف، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، تخوفا من أن يمثل داعش مرة أخرى تهديدا متزايدا.
ونقلت «بى بى سى» عن شاهد سورى، أن التنظيم ينفذ عمليات الذبح وقطع الرؤوس والتفجيرات وعمليات انتحارية على متن الدراجات النارية والاغتيالات والخطف، فى منطقة صغيرة شرقى مدينة دير الزور، وأشارت على لسان شاهدها إلى أن مقاتلى داعش بعد هزيمتهم على الأرض فى العراق وسوريا عام 2019 بدأوا فى إعادة تشكيل هياكله فى شبكة سرية.
وحذرت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورنس بارلى، يناير الماضى، من أن تنظيم داعش قد يعود إلى الظهور مجددا فى سوريا والعراق، واعتبرت أن «داعش» لم يتم اجتثاثه بالكامل فى بلاد الشام.
فيما تؤكد تقارير أمريكية أن تنظيم داعش ما زال يمتلك الكثير من الأموال، وقدرت وزارة الخزانة الأمريكية فى تقرير لها الاحتياطيات النقدية لداعش فى تركيا بنحو 100 مليون دولار، يستخدمها التنظيم بكل سهولة، لأن النظام المالى التركى يغض الطرف عن تهريب الأموال، وقد تم رصد تحويل أموال من تركيا إلى عناصر داعش فى سوريا سبقه إدراجها لأتراك على قائمة دعم الإرهاب فى يوليو 2020 يقدمون الدعم المالى واللوجستى للتنظيم الإرهابى.
وفى نوفمبر 2019 كشفت الوزارة أسماء 6 شركات وأشخاصا فى تركيا متورطين فى تقديم الدعم إلى داعش، وتم فرض عقوبات عليهم، وكل هذا يعيد النظر إلى الدور التركى فى استمرار التنظيم بقوته، لكونه يتلقى الدعم ويدير أمواله بشكل آمن متعاونا مع أطراف داخل تركيا، التى مثلت أهم نقاط دخول وخروج المقاتلين من دول العالم إلى سوريا والعراق، فضلا عن تقديم تركيا لملاذات آمنة لعدد من قيادات التنظيم فى أعقاب هزيمته فى مارس 2019.
وقد تزامنت تقارير عودة داعش، مع ما أعلنه قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال كينيث ماكنزى، فى السابع من فبراير، أمام مؤتمر معهد الشرق الأوسط، من أن تنظيم داعش سيستمر وربما يتطور حال عدم مواجهته، وحذر من ظهور جيل جديد من الموالين للتنظيم من خلال انتشار أفكاره فى أماكن احتجاز أعضاء التنظيم بسوريا والعراق.
ويقول ماكينزى: «هناك نحو 10 آلاف من مقاتلى داعش فى المعسكرات بينهم 2000 من الأجانب، وهناك إمكانية للهروب، مما قد يعيد نشاط داعش، خاصة أن دولا أوروبية رفضت استقبال أعضاء داعش، فضلا عن ضلوع تركى فى تهريب بعضهم فى المناطق التى تقع تحت الاحتلال التركى».
وكلها إشارات إلى أن داعش قد يكون قادرا على إعادة تنظيم نفسه مع وجود خلايا يمكن تجميعها، لتشكل خطرا جديدا، وهو ما يظهر فى عمليات وتفجيرات تكررت فى سوريا والعراق بشكل كبير.