أفادت منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة ، أنه أبلغ 13 بلدا في إقليم شرق المتوسط، الذي يضم دولا عربية، عن حالات إصابة بنسخة متحورة واحدة على الأقل من التحورات الثلاثة الجديدة لفيروس كورونا التي أبلغ عنها عالميا، ومنها التي قد تكون معدلات سريانها أعلى.
وترتبط بعض هذه التحوّرات الجديدة بزيادة العدوى ويمكن أن تؤدي إلى ارتفاع الإصابات ومعدلات دخول المستشفيات ومن جانبه قال المدير الإقليمي بمنظمة الصحة العالمية، د. أحمد المنظري، إنه حتى اليوم أُعطِي أكثر من 6.3 مليون جرعة من لقاحات كـوفيد-19 إلى أشخاص في 12 بلدا من بلدان الإقليم. لكنّه أشار إلى الشعور بقلق بسبب هذه الطفرات الجديدة التي قد تؤثر على الاستجابة للقاحات.
وأضاف: "يمكن أن تؤثر الطفرات على الاستجابة للقاحات، وعلينا أن نستعد لتكييف اللقاحات حتى تظل فعّالة. ويسلط هذا الوضع الضوء على ضرورة تطعيم أكبر عدد ممكن من الأفراد قبل أن يتعرّضوا للتحورات الجديدة للفيروس".
وتتوقع منظمة الصحة العالمية وصول الإمدادات الأولى من اللقاحات ضد كوفيد-19، من مرفق كوفاكس (المعني بالإتاحة العادلة للقاحات) إلى الأرض الفلسطينية المحتلة وتونس في الأسابيع المقبلة، وستحصل الدول المتبقية في الإقليم على ما يُقدّر بنحو 46 إلى 56 مليون جرعة من لقاح أسترازينيكا/أكسفورد من مرفق كوفاكس خلال النصف الأول من هذا العام.
وتابع د. المنظري يقول: "من المهم بمكان أن تواصل البلدان في الإقليم استقصاء هذه التحوّرات وإبلاغ المنظمة بها، حتى نستطيع تنسيق الجهود المبذولة لرصد آثارها وإسداء المشورة إلى البلدان بشأنها بناء على ذلك".
ولفت المنظرى الى انه يمتلك 14 بلدا في الإقليم قدرات لتسلسل الجينوم، وتجري بعض البلدان عمليات تسلسل للفيروس أكثر من غيرها في الوقت الحالي، لكن منظمة الصحة العالمية تساعد البلدان التي تفتقر إلى قدرات التسلسل لتحديد التحوّرات الجديدة ونقل العيّنات إلى المختبرات المرجعية الإقليمية.
وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى أنه بعد مرور أكثر من عام على أول حالة إصابة بمرض كوفيد-19، لا يزال الوضع حرجا في منطقة شرق المتوسط، إذ أصيب بالمرض ما يقرب من 6 ملايين شخص، وتوفي نحو 140 ألف شخص في الإقليم الذي يعاني باستمرار من ويلات الحرب والكوارث الطبيعية وفاشيات الأمراض.
وأشار المدير الإقليمي لمنطقة شرق المتوسط إلى وجود استقرار عام في عدد الحالات، ولكن بالنظر إلى إحصائيات الدول، لا تزال عدّة بلدان تبلغ عن زيادات تبعث على القلق.
وأضاف د. المنظري يقول: "سجلت دول في الخليج زيادات جديدة، وفي لبنان وصلت وحدات الرعاية المكثفة في بعض المستشفيات إلى 100% من طاقتها الاستيعابية مما أدى إلى علاج المرضى في أجنحة بمستشفيات أخرى أو في أماكن فارغة أخرى".
تمثل اللقاحات نقلة نوعية هائلة في التصدي للجائحة، غير أنها وحدها لا تكفي بحسب المسؤولين في منظمة الصحة العالمية. ودعا د. المنظري إلى الالتزام بتدابير الصحة العامة والتدابير الاجتماعية كركيزة أساسية من أجل وقف انتقال المرض وإنقاذ الأرواح والحيلولة دون إنهاك النظم الصحية المثقلة بالأعباء أصلا.
وقال د. المنظري: "تتضمن هذه التدابير ترصّد الأمراض، والفحوص المختبرية وعزل جميع الحالات وعلاجها والحجر الصحي وتتبع المخالطين وارتداء الكمامات والتباعد البدني وممارسات النظافة الجيدة وتجنب التجمعات الجماهيرية، وكلها تدابير لا تزال تتسم اليوم بالقدر نفسه من الأهمية التي اتسمّت بها في جميع الأوقات أثناء الجائحة".