أكرم القصاص

أبطال الفرق الطبية.. الكفاءة أم الحظ فى مواجهة كورونا؟

الأربعاء، 17 فبراير 2021 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الفرق الطبية عندنا تستحق التحية على ما بذلته من جهود فى مواجهة فيروس كورونا، فى ظل توقعات أكثر تشاؤما أطلقها، ولا يزال، بعض من اعتادوا هذا.
 
 ومن أول ظهور فيروس كورونا، هناك دول كثيرة قررت الإغلاق الكلى أو الجزئى، وهذه الدول واجهت، وما تزال، أزمة فى أرقام الإصابات والوفيات، بالنسبة لنا هناك إصابات ووفيات، لكنها لا تقارن بدول أخرى مقارنة بالسكان أو بطبيعة الخدمة الطبية، لدرجة أن هناك من استمر فى حالة عدم التصديق، ويقاومون الاعتراف بأن هناك وضعا أفضل كثيرا فى مصر، من حيث الإصابات أو التعامل مع الجائحة، فقد توقعوا ورسموا سيناريوهات سوداء للأزمة، لم تتحقق، وهو ما جعلهم يشعرون بالحيرة، لأن الواقع يكذب توقعاتهم، الحيرة فى تقييم الأمر «يا ترى إحنا كويسين علشان فيه ناس بتبذل مجهود؟ ولا إحنا كويسين بالبركة وإن حظنا حلو؟».
 
لا يمكن تجاهل جهد الدولة والحكومة منذ البداية فى سيناريوهات التعامل مع الأزمة، من دون إغلاق كلى، كما كان البعض يطالب، أو فتح كلى كما كان آخرون يقولون، وتم توفير الأدوية والمستشفيات، واتضح حسب تقارير بريطانية، ومن منظمة الصحة العالمية، أن الإغلاق الكلى له أضرار نفسية وجسدية.
 
 ولا يمكن تجاهل جهود آلاف الأطباء والممرضين والممرضات، فى المواجهة، خصوصا فى مستشفيات العزل والحميات والعامة والمركزية، والتى كانت فرقها تعمل تحت ضغط، وتواجه أحيانا ارتفاعات فى الإصابات تتجاوز أى إمكانات، ومع الأخذ فى الاعتبار أن أنظمة طبية فى دول كبرى أصابتها الصدمة، كل هذا يكشف عن كفاءة لدى الفرق الطبية، خاصة فى المستشفيات العامة، وظلت المؤسسات الخاصة نقطة ضعف تحتاج لمراجعة، لأن بعض هذه المؤسسات حولت الأزمة لتجارة، واستغلت المرضى.
 
الشاهد أن الدولة تعاملت بشكل مسؤول ساهم بالطبع فى مواجهة فيروس أربك دولا متقدمة، لكنه لم يصل فى أسوأ فترات انتشار العدوى إلى كارثة، مع الأخذ فى الاعتبار أن المجتمع لم يكن كله يلتزم بالإجراءات الاحترازية، ولا بالكمامات، إلا فى الفترات التى شهدت ارتفاعا فى أعداد الإصابات، أو أمام فرض غرامات فى وسائل النقل، لدرجة أن البعض كان يخاف من غرامة الخمسين جنيها، أكثر مما يخشى الفيروس. 
 
وكل هذا لا يمكن اعتباره نوعا من الحظ، بالطبع هناك عوامل مختلفة تحكم انتشار الفيروس، بعضها يتعلق بالجينات أو الطقس، لكن حتى هذه الافتراضات ما زالت تخضع لأبحاث ودراسات، لكون بعض الدول المجاورة تشهد ارتفاعا فى الإصابات أكثر منا، فلسطين المحتلة مثلا نسبة الإصابات بها مرتفعة بشكل لافت، وتم تطعيم مئات الآلاف بسرعة، ومع هذا بقيت الإصابات مرتفعة، بما يشير إلى عوامل متعددة تحكم هذا الفيروس وطريقة انتقاله. 
 
مع «كوفيد - 19»، نحن أمام فيروس ما زال يحمل الكثير من الأسرار، ربما بقيت مصر فى الدول المتوسطة، بالرغم من أنها لم تلجأ للإغلاق التام إلا فى الشهور الأولى، وبالرغم من أن القطاع الصحى لدينا يواجه تراكمات عقود من الإهمال، فقد نجحت الدولة خلال السنوات الأخيرة فى تطوير القطاع، نجحت مبادرات كمثل القضاء على الفيروس الكبدى سى، والذى مثل أزمة طوال ثلاثة عقود، وقتل مئات الآلاف، وهم أضعاف ضحايا كورونا أو غيرها، اختفى الفيروس وبشهادة منظمات دولية كانت مصر من أوليات الدول التى قضت على الفيروس، ربما كانت هذه الخطوات تساهم فى مواجهة كورونا حتى الآن، ربما لا تكون منظومة مثالية لكنها فعالة بشكل يفوق الإمكانات المتاحة.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة