لماذا بدأ الحوثيون معركة"مأرب"الآن؟ ..مأرب المحافظة التى كانت أكثر استقرارا كونها فى يد الشرعية اليمنية فى الشمال الشرقى ، وتأوى نحو مليونى نازح، أصبحت مؤخرا مسرحا جديدا من مسارح المعارك بين الحوثيين والشرعية اليمنية، وذلك لعدة أسباب منها تمتعها بأهمية استراتيجية من فهى غنية بالنفط والموارد الاقتصادية، كما أن لها أهمية جغرافية حيث تربط بين ثلاث محافظات رئيسية وهى الجوف وشبوة والبيضاء، وترتبط جغرافيا بالسعودية.
مارك لوكوك
ورغم الخسائر التى تتكبدها ميلشيا الحوثى يوميا فى تلك المعركة إلا أنها متمسكة بالاستمرار فيها ، ربما لأن الحل السياسي ينتظر نتائج تلك المعركة، فإما أن يسيطر الحوثيون ويتمدد جنوبا، أو يتم حسم المعركة لصالح الشرعية، وفق تاكيدات مراقبون .
إن تلك المعركة مهمة لجميع أطراف الحرب في اليمن، لأنه بإحكام الحوثي قبضته على مأرب سيكون بذلك بسط سيطرته على كل الشمال تقريبا ويصبح الأقوى في أي مفاوضات قادمة.
إن المعركة التي تدور في مأرب وفق توافقات إقليمية سياسية تأتي في إطار ترتيبات التفاوض للوصول لحل سياسى فى اليمن السياسية لذا فهى معركة حسم للحرب ككل، فإذا انتصر الحوثيون سيكونون في مرحلة متقدمة ويفرضون شروطهم في أي تسوية قادمة.
تحذيرات
وعلى الصعيد نفسه حذر نائب رئيس البرلمان اليمني عبد الرحمن الجماعة من سقوط مأرب في يد الحوثيين ، داعيا لاجتماع عاجل لمجلس الدفاع الوطني اليمنى.
وفى وقت سابق أكد وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، أن ميليشيات الحوثي قصفت مخيم الزور بمديرية صرواح، بصاروخ باليستي وعدد من الكاتيوشا، واصفاً استهداف الحوثيين للتجمعات السكنية ومخيمات النزوح بمحافظة مأرب بأنه عمل إرهابي وجريمة حرب.
الموقف الأممى
وفى تعبير عن الموقف الاممى من معركة مأرب ، أكد مارك لوكوك منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، أن أي هجوم عسكري في مأرب سيعرض حوالي مليوني مدني للخطر، وفقا لمصادر إعلامية.
وأضاف منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، أن أي هجوم عسكري في مأرب سيؤدي إلى عواقب إنسانية لا يمكن تصورها ونزوح مئات الآلاف.
وتابع منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة: حان الوقت للتهدئة وليس مضاعفة البؤس للشعب اليمني.
اليمن أولوية بايدن
يأتى هذا فى الوقت الذى تولى فيه الإدارة الأمريكية أهمية خاصة لحرب اليمن، فقد شددت على أهمية الملف اليمنى بالنسبة لها وكونه أولوية فى قائمة الملفات الموضوعة على طاولة الرئيس الامريكى الجديد جوزيف بايدن، وما يؤكد هذا القرارات التى اتخذتها الإدارة وأهمها إنهاء الدعم الأمريكى للعمليات العسكرية في اليمن، في وقت أعلن وزيرخارجيته أنتوني بلينكن، عن إلغاء قرار ترامب بتصنيف الحوثيين منظمة إرهابية.
موقف السعودية من القرارات الأمريكية
وفيما يعد رد فعل سعودى تجاه القرار الأمريكى بإلغاء تصنيف الحوثى كمنظمة إرهابية ، قال عبد الله المعلمى مندوب المملكة لدى الأمم المتحدة: لا نحتاج للإذن للدفاع عن مصالحنا، موضحا أن الحوثي منظمة إرهابية ونتعامل معها على هذا الأساس، وأضاف مندوب السعودية لدى الأمم المتحدة، أن المبعوث الأمريكي في اليمن يعمل مع المبعوث الأممي لحل أزمة اليمن، لافتا إلى أن دور إيران في اليمن تخريبي.
وأوضح مندوب السعودية لدى الأمم المتحدة، أن الحل في اليمن يكمن في تفاهمات اليمنيين، لافتا إلى الحل في اليمن لن يتم إلا دبلوماسيا.
الوضع العسكرى بمأرب
وعلى الأرض يبدو أن هناك حشد من الجيش الوطني والقبائل والمقاومة الوطنية لمواجهة التمدد الحوثى،وفيما تواصل القوات المشتركة المسنودة بقبائل المحافظة تقدمها في جبهات صرواح، غرب محافظة مأرب، تحدثت مصادر عسكرية عن ظهور أسلحة تشارك لأول مرة في المعارك مثل العربات المدرعة والصواريخ الحرارية المضادة لها من طراز «كورنيت» والمئات من صغار السن الذين قبض عليهم وأفادوا بأنهم تدربوا على يد عناصر من الميليشيا، وتم تعبئتهم على أنهم سيقاتلون قوات أمريكية في مأرب.
وأوضحت المصادر أن الكثافة التي تستخدم في الهجوم سواء من العتاد أو الأفراد جعل هذه الحشود فريسة سهلة لمقاتلات التحالف ومدفعية القوات المشتركة.
ووفق مصادر عسكرية يمنية، فإن فاعلية مقاتلات التحالف في المعركة وحجم الخسائر التي كبدتها للميليشيا دفعت بقيادة هذه الميليشيا إلى إطلاق مناورة جديدة هدفها تحييد الطيران في المعركة من خلال مطالبتهم بوقف عمل مقاتلات التحالف مقابل وقف إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة على أراضي المملكة العربية السعودية، مؤكدة أن هذه المناورة مكشوفة وهدفها واضح وأن متطلبات السلام تستدعي وقف شامل لإطلاق النار والذهاب إلى محادثات سلام وفقاً للخطة التي اقترحتها الأمم المتحدة، وما عدا ذلك فهي مناورات لا تنطلي على أحد.
وفي حين انكسرت شوكة الميليشيا في جبهات مديريات مدغل ورغوان شمال غرب مأرب، فإن الجبهة الجنوبية للمحافظة شهدت انكسارات مشابهة، حيث تمكنت القوات المشتركة من استعادة مديرية جبل كراز من قبضة الميليشيا، وأحبطت خطتها للسيطرة على الطريق الرئيسي الذي يربط مديريات جنوب المحافظة بعاصمتها، بالتزامن ووصول تعزيزات عسكرية إضافية من محافظتي شبوة وحضرموت لتعزيز القوات التي تخوض المواجهة مع ميليشيا الحوثي.
وأضافت المصادر أن التصريحات التي أطلقها قادة الميليشيا باستكمال وضعهم خطة لاقتحام مأرب ليست إلا محاولة لرفع الروح المعنوية لمقاتليهم بعد مضي عام على الهجوم الذي بدأته ولم تتمكن من خلاله من تحقيق أي تقدم، رغم الخسائر البشرية الهائلة التي خسرتها في هذه المحاولات طوال الأشهر الماضية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة