وجدت صعوبة في التعامل مع صديقتها من ذوي الهمم وفهم ما تريد قوله فقررت أن تتعلم لغة الإشارة لسهولة التواصل فيما بينهم حتي أصبح التعامل أكثر سهولة وبالإشارة امتدت روابط التواصل فيما بينهم، وكان ذلك منذ 6 سنوات لتتعلم الفتاة اللغة شيئًا فشيئًا وتصبح في الأخير مترجمة إشارة تساعد زملائها الطلاب في التواصل مع المجتمع الخارجي وكذلك في التعامل مع زملائهم وأصدقائهم في الكلية.
تطوعت الطالبة لتحويل إشارات زملائها من الصم والبكم إلي كلام يفهمه الحاضرين ليصبح التواصل سهلا فيما بينهم ولا يشعر زملائها بحرج في التواجد مع الآخرين والاختلاط مع الأسوياء من الأقران، وترافقهم الطالبة إذا احتاج أصحاب الهمم من الصم والبكم ذلك ولاسيما في أوقات التكليفات العملية بالكلية وحضور ورش العمل أو الفعاليات التي تحتاج إلي مترجم يرافق هؤلاء الطلاب.
بابتسامة كبيرة وروح مرحة تتعامل الطالبة مع زملائها من الصم والبكم لتشعر أثناء التواجد أن التواصل أصبح سهلًا برفقتها لهم، وتشجع الطالبة العشرينية زملائها كلما قدموا عملًا جديدًا لإيمانها بقدراتهم وما يقومون به وقدرتهم علي الإبداع والعطاء كونهم لا يختلفون عن الأسوياء بل تدفعهم طاقات كامنة تتفوق علي أقرانهم في مجالات عديدة وتساعدهم في التغلب علي إعاقتهم والاندماج مع من يتواجد حولهم.
قالت هايدي راجي، طالبة في الفرقة الثانية بجامعة جنوب الوادي، إنها تواصلت مع زملائها من الصم والبكم في الصف الأول من الكلية وذلك بعد صداقة طويلة امتدت لـ 6 سنوات مع صديقتها من الصم والبكم بدأت خلالها في تعلم لغة الإشارة لتسهل التواصل فيما بينهم وكذلك تساعدها علي التواصل مع الآخرين حولها من الأصدقاء وزملائها في المدرسة والجامعة.
وأشارت هايدي، إلي أنها كانت تراقب صديقتها سارة وهي تتواصل معها وبدأت في التعلم خلال عام كامل لمعرفة حركات اليد وما تقوم به، وتواصلت مع أصدقاء سارة للتعلم أكثر لغة الإشارة والتعامل مع الصم والبكم وهذا ساعدها في تكوين صداقات مع الصم والبكم عند دخول الجامعة والتعامل معهم دول صعوبات أو تكلف، لافتًا أن أصدقائها من الصم والبكم يساعدونها دائما فيما تحتاجه داخل الجامعة وخارجها دون خوف أو تردد.
" الإعاقة السمعية لا تمثل عائق لهم" هكذا تابعت هايدي حديثها عن أصدقائها من الصم والبكم مؤكدة أنه لا فرق بينهم وبين الأسواء سوي حاسة السمع ولكنهم يتفوقون علي ذلك في الدراسة والعمل وهذا تعويض الله لهم، لافتة أن عمل الطلاب في الجامعة يحظي بتشجيع كبير من المدرسين والطلاب وذلك لما يقدموه من أعمال فنية مميزة تفوق أعمال أقرانهم من الطلاب.
ولفتت هايدي راجي، أنها حريصة علي المشاركة في ورش العمل والملتقيات التي يتواجد فيها الصم والبكم لمساعدتهم وكذلك تساعدهم في الكنيسة لتسهل التواصل بينهم، كما أن الطلاب في الكلية والجماعة يطلبون منها أن تعلهم لغة الإشارة لكي يتواصلون مع أصدقائهم من الصم والبكم الذين يفضلون التواجد معهم دائما وتكوين صداقات معهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة