منذ إعلان مشروع تطوير القرى، بتوجيه من الرئيس عبدالفتاح السيسى، أبدى ملايين المصريين أملهم فى أن تصل إليهم ثمار التنمية بشكل يعوض ما عانته القرى والأقاليم طوال عقود، خاصة أن تطوير القرى يتعلق بنصف المصريين تقريبا، ممن ينتظرون أن يجدوا انفسهم على خرائط التنمية، وهو أمر يصب بالفعل فى مصلحة التنمية الشاملة فى مصر، حسب ما هو معلن فى خطط الدولة، التطوير يتعلق بالخدمات الأساسية من تعليم وصحة ونقل وطرق، فضلا عن تبطين الترع وإعادة تطوير استخدام المياه من خلال إقامة محطات لإعادة استخدام مياه الصرف الزراعى بشكل لم يكن مستغلا من قبل.
وعلى رأس المطالب التى ينتظر المواطنون تحقيقها، الطرق والنقل، حيث يعانى الكثير من القرى، والمدن أحيانا، من مشكلات فى التنقل بسبب توقف صيانة أو توسيع الطرق طوال عقود، وينتظر أن تكون لدى نواب الدوائر دراية لمطالب دوائرهم من القرى، وأن يسعى النواب لدراسة ملفات المطالب، بالتعاون مع الجهات المختلفة ووزارات التعمير والنقل وأن يشعر المواطنون أن الدولة تلتفت بشكل واضح إلى الأقاليم، ويبدو ملف الطرق والنقل جزءا من خطط التنمية، خاصة مع توزيع مناطق صناعية فى المحافظات، يفترض أن ترتبط بالقرى ومنافذ الإنتاج والخامات.
وحسب ما أعلن، يتكلف مشروع تطوير القرى 515 مليار جنيه، وهو ما يجعل نصيب كل قرية وتوابعها أكثر من 100 مليون جنيه، وهو رقم ضخم فى حالة توظيفه بشكل مخطط، ويبدو أن رصف الطرق وتوفير وسائل نقل حديثة، هو قلب عملية التنمية، حيث تعانى بعض القرى، بل والمراكز، من نقص فى الطرق، أو ضيق الطرق القائمة بحجم الحركة عليها، أو أن بعض المراكز تفتقد إلى مواصلات تناسب أعداد السكان، ولا يمكن تطوير الخدمات الصحية والتعليمية من دون شبكات طرق.
وقد سبق وأشرنا إلى ملف الطرق فى محافظة الغربية و مراكزها، التى تعانى من ضيق الطرق، وهو ما يجعل انتقال السكان والمنتجات الزراعية أكثر صعوبة، خاصة للمدن والقرى التى لا تمر عليها خطوط السكة الحديدية، وبالفعل فقد استبشر سكان مركز بسيون بمحافظة الغربية، خيرا، وتقدموا بطلبات للمسؤولين يطالبون بإعادة النظر فى إمكانية إقامة خط سكة حديد، يمكن أن يخرج بسيون من عزلتها، التى بدأت منذ رفع قطار الدلتا فى ستينيات القرن العشرين، من دون توفير بدائل، مع ضيق الطرق التى تربط بسيون بطنطا أو دسوق أو كفر الزيات، وهى طرق شديدة الضيق وغير مناسبة للتوسع العمرانى والازدياد السكانى، وهى طرق لم تشهد أى نوع من التطوير طوال ثلاثة عقود على الأقل، ما يجعل انتقال عشرات الآلاف من الطلاب والعاملين من بسيون وقراها نوعا من العذاب.
وبالفعل، فقد توجه مواطنون بمطالبهم إلى الرئاسة والحكومة، انتظارا لأن تتضمن عملية التطوير الكبرى وخطة بناء مصر الحديثة، ملف النقل فى بسيون، وقد سبق وأشرنا إلى دراسات سابقة ومشروعات، تقدم بها نواب سابقون، لإقامة خط سكة حديد يربط بسيون بطنطا، أو حتى بقلين، التى تبعد نحو 15 كيلومترا فقط، سبق وأن تقدم بها الكاتب الراحل جمال بدوى، فى تسعينيات القرن العشرين، والنواب فتحى حبيب، والسيد زغاوة، ومحمود الشاذلى، وغيرهم، لكنها ظلت فى الأدراج، ويمكن العودة إلى هذه المشروعات والدراسات للاستفادة منها.
ويراهن السكان على أن يستكمل نائبا بسيون وكفر الزيات، سامح فتحى حبيب، ومحمد فايد، العمل فى هذا الملف، ويدرسوا ويساندا مطالب سكان بسيون فى إنهاء ملف النقل، المعقد، والذى يعد هو الأهم على مدى عقود.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة