مشوار محمد هاني ظهير الأهلي مع الكرة لم يكن ممهدا بالورود، فاللاعب الذي جاء من قطاع الناشئين ليتم تجهيزه لخلافة أحمد فتحي، أحد أبرز من لعبوا في مركز الظهير الأيمن بتاريخ الكرة المصرية، واجه انتقادات كثيرة قبل أن يصبح واحدا من أبرز اللاعبين في الجبهة اليمنى.
جاءت بداية محمد هاني مع الفريق الأول بعد تصعيده من قطاع الناشئين مبشرة بفضل انطلاقته المميزة وثقته بنفسه، وهو ما سمح له بالبقاء في القلعة الحمراء دون الخروج للإعارة مثل غيره من اللاعبين، ولكنه خلال فترة اكتساب الخبرات والوصول للمستوى المثالي كظهير أيمن لم يسلم من الانتقادات.
جاءت مشاركات هاني متفاوتة في بعض المباريات بحيث يقدم مستويات مرضية في بعضها ومستويات مهزوزة في البعض الآخر، جعلت الكثير يوجه له سهام النقد ويجعل التمهيد لإخراج خليفة لأحمد فتحي مهددة بالفشل.
التباين في مستوى هاني وضعه في مرمى الانتقادات، وخرج البعض لوصفه بأنه لا يزال يعيش في عباءة "اللاعب الناشئ" ولا يشعر بحجم المسئولية الملقاة على عاتقه، ولا يتحمل ضغوط الواجبات الخاصة بمركزه واستمر النقد ملازما لهاني، حتى كان الموسم الماضي بداية حقيقية لظهور محمد هاني بشكل مختلف، والتأكيد على أنه يملك مواصفات خاصة تؤهله لتعويض رحيل الجوكر.
وانتاب القلق قلوب جماهير الأهلي بعد رحيل أحمد فتحي إلى بيراميدز بنهاية الموسم الماضي، متوهمين أن يتأثر مركز الظهير الأيمن بالسلب، لاسيما وأن مستوى هاني لم يكن ثابتاً، وعانى من تذبذب في بعض المباريات وإجادة في مباريات أخرى، ولكن كان للسويسري رينيه فايلر دورا كبيرا في تطوير أداء اللاعب على الشقين الدفاعي والهجومي.
ورغم بصمة فايلر في تطوير أداء هاني، إلا أن المدرب السويسري قدمه كبش فداء للجماهير الحمراء، بعدما تركه وحيدا في مباراة قمة الدوري ضد الزمالك بالموسم الماضي دون تقديم الدعم والمساندة من باقي اللاعبين، ولعب عليه الثنائي أشرف بن شرقي ويوسف أوباما ومن خلفهما محمد عبد الشافي، حيث حملته الجماهير المسئولية الأكبر في النتيجة التي خرج عليها اللقاء وهزيمة فريقه بثلاثة أهداف لهدف.
وقد تكون المواقف الصعبة نقطة تحول في تعلم اللاعب من أخطائه والعودة أقوى، حيث كانت مباراة القمة نقطة تحول في أداء هاني، واستغل الانتقادات إلى عامل إيجابي لمساعدته على تطوير نفسه وتقديم أفضل ما لديه، ليظهر بشكل مختلف في المباريات المتبقية من عمر الدوري.
واستمر تألق محمد هاني حتى جاءت مباراة فريقه ضد الدحيل القطري بربع نهائي كأس العالك للأندية، لتعيد باب الانتقادات للاعب، بعدما كانت جبهته هي الثغرة التي تمثل خطورة وإزعاج لدفاع الأهلي والتي لعب عليها البرازيلي ادميلسون جناح الفريق القطري، وكادت تكبد الفريق الأحمر استقبال أهداف، لولا إدراك الجهاز الفني لتلك الثغرة ومعالجتها.
ورغم قلق الجماهير من مشاركة محمد هاني في مباراة بايرن ميونخ بنصف نهائي كأس العالم للأندية، إلا أن موسيماني أصر على منحه الثقة الكافية، ليترجمها اللاعب إلى تألق بشدة والحد من خطورة ألفونسو ديفيز ظهير أيسر الفريق البافاري وكان رجل المباراة باختيار الجماهير الحمراء.
تألق محمد هاني لم يستمر عند هذا الحد بل واصل تألقه في مباراة بالميراس بلقاء تحديد المركزين الثالث والرابع، وكذلك في مباراة المريخ السوداني بافتتاح دوري المجموعات لبطولة دوري أبطال إفريقيا، ليصبح واحدا من أبرز لاعبي الجبهة اليمنى في الدوري المصري، والمرشح الأول لقيادة الجبهة اليمنى لمنتخب مصر.
وقدم محمد هاني أداء رائعاً وكان محور تحركات وهجمات فريق الأهلي قبل استبداله باللاعب أحمد رمضان بيكهام. ونال محمد هاني التقييم الأفضل في مباراة الأهلي ضد المريخ من قبل المركز الدولي للدراسات الرياضية السويسري cies الشريك التعليمي للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" بواقع 7.9 درجة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة