اليوم العالمى للغة الأم.. ما لغة المصريين الأصلية المصرية القديمة أم القبطية؟

الأحد، 21 فبراير 2021 04:00 م
اليوم العالمى للغة الأم.. ما لغة المصريين الأصلية المصرية القديمة أم القبطية؟ اللغة العربية - أرشيفية
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى 21 فبراير من كل عام يحتفل عدد كبير من دول العالم بما يعرف باليوم العالمى للغة الأم، وهوَ الاحتفال السَنوى فى جَميع أنحاء العالم لِتعزيز الوَعى بالتَنوع اللغوى وَالثقافى وَتعدد اللُغات، وقد اعتُبر 21 فبرير اليَوم العالَمى للغة الأُم، وقد أُعلن للمرة الأولى من قبل منظمة اليونسكو فى 17 نوفمبر 1999م، ومن ثُمَ تم إقراره رسمياً من قبل الجَمعية العامة للأُمم المُتحدة، وقد تَقرر إنشاء سَنة دَولية للغات فى عام 2008م.
 
ولعل المصريون أحد الشعوب التى تحدثوا على مدار تاريخهم أكثر من لغة، وكانت هناك عصور طويلة سادت فيها لغات بعينها حتى اختفت وجاءت مكانها لغات أخرى، وكانت اللغة العربية هى أخرها.
 
وخاضت الثقافة المصرية كثيرا من المناقشات حول لغتها الأم ما بين اللغة المصرية القديمة التى تحدث بها الإنسان المصرى على مدى آلاف السنين والتى سجل رسومها على جدارن معابده وتماثيل ملوكه، وبين اللغة العربية التى جاءت مع الإسلام واستقرت فى البلدان وصار بها الكتابة والتأليف، ومن أجل ذلك سنتذكر معا واحدة من المعارك التى دارت فى الثلث الثانى من القرن العشرين بسبب هذه المسألة.
 

اللغة العامية

ويعتقد عدد من الباحثين أن اللغة المصرية المنطوقة هى خليط من اللغة العربية الفصحى واللغة الشعبية الدارجة مع تغيرات بسيطة فى النطق بين محافظات مصر وهذه هى اللغة المصرية المنطوقة التى لم تتبدل على مر العصور وإلى ما قبل الأسرات المصرية لأكثر من 12000 سنة ق.م وحتى اليوم.
 
ويرون أن المصريين يتحدثون الآن بنفس الطريقة التى كان أجدادهم المصريون القدماء يتحدثونها دون تغير، وبمراجعة أحد القواميس الهيروغليفية العالمية مثل القاموس الهيروغليفى الجامع لعالم المصريات العبقرى "واليس بدج"، سنجد أن هناك آلاف الكلمات المدونة بالعلامات الهيروغليفية ولها نطق مصرى أو عربى مماثل للسان المصرى اليوم تماماً.
 

عربية أم هيروغليفية

وكان عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين، أشعل فتيل هذه المعركة عندما كتب بجريدة كوكب الشرق عام 1933 مقالة قال فيها "إن المصريين قد خضعوا لضروب من البغض وألوان من العدوان جاءتهم من الفرس واليونان وجاءتهم من العرب والترك والفرنسيين" ودخل معه على الخط السياسى عبد الرحمن عزام فكتب مقالة "أليست مصر عربية؟" نشرها فى جريدة البلاغ المصرية، رد فيه على طه حسين، وطالبه بـ"أن يتفضل بذكر بعض الحوادث التى تدخل العرب المسلمين فى زمرة البغاة المعتدين".
 
وأكد عزام على عروبة المصريين قائلاً: "قبل المصريون دين العرب وعادات العرب ولسان العرب وحضارة العرب وأصبحوا عرباً فى طليعة العرب" وأضاف: "والذى نعلمه من البحث عن أنساب أقاليم مصرية بأكملها أن أكثرية دماء أهلها ترجع إلى العرق العربى"، ونفى أن يكون الشعب المصرى الحالى من سلالة المصريين القدماء اللهم إلا فئة قليلة وقال إن الأمة المصرية غمرها سيل من الهجرة العربية. وختم مقاله بانتقاد جميع النزعات القومية المخالفة للقومية العربية.
 
ورد طه حسين على مقال عزام بمقال نشرته جريدة كوكب الشرق انتقد فيه جريدة البلاغ التى تزعمت الحملة الشرسة ضده، ونفى أن يكون خصماً للعرب أو منكر لمجدهم البائد، وقال: "إنى أبعد الناس عن الإساءة إلى العرب"، لكنه استدرك أن تاريخ الحكم العربى لمصر "كان كحكم العرب لجميع البلاد الإسلامية مزاجاً من الخير والشر والعدل والجور وقد ضاقت مصر به وثارت عليه وجدت فى الثورة".
ودخل المعركة الأديب إبراهيم المازنى فى مقال نشرته جريدة البلاغ، انتقد فيه طه حسين فقال إن "حكم الإنسان للإنسان يكون فيه الخير والشر والعدل والجور، وإن كل أمة قديمة أو حديثة فى كل مكان من هذه الأرض لقيت هذه الألوان من حكامها".
 

القبطية

يرى الراحل، أحمد رشدى صالح، الباحث فى الفلكلور، فى كتابه الأدب الشعبي، أن دخول العرب مصر شهد اصطدام العربية بالقبطية، لتتراجع العربية فى بادئ الأمر ويقتصر التعامل بها على المعسكرات وعلى المناطق التى استقرت بها القبائل العربية.
 
وحتى عام 706 م كانت القبطية تستعمل باعتبارها اللغة الرسمية لمصر، ويبدو أنها نجت من المواجهة الأولى للعربية، واحتاج الأمر لقرون حتى تتراجع القبطية أمام العربية، وكان آخر عمل عظيم كتب بالقبطية، قصيدة طويلة ألفت مطلع عام 1300 باسم "تريادون"، ومع ذلك فقد احتاج المصريون لمائة عام أخرى ليتحدثوا العربية بعد تلك القصيدة، بحسب نيكولاس أوستلر، فى كتابه إمبراطوريات الكلمة.
 

لغة خاصة

يعد سامى حرك، الباحث فى التراث، أحد أكثر المدافعين عن اللغة المصرية باعتبارها لغة خاصة وليست مجرد لهجة، يقول مرت اللغة المصرية بأربع مراحل تغير منذ اللغة المصرية القديمة وحتى الآن بنفس القواعد مع احتفاظها بآلاف الألفاظ، كانت المرحلة الأولى هى الهيروغليفية، ثم اللغة المصرية بالحرف الديموطيقي، ثم بالحرف القبطى المتأثر باليونانية، ثم المرحلة الحالية وهى مرحلة الحرف النبطى أو العربي، ويعتبر أن المصرية الحالية هى لغة كاملة بها شروط اللغة وهي، النحو والصرف، والألفاظ، والأصوات، وهذه الشروط تتصل بشكل مباشر بمراحل تطور اللغة المصرية القديمة، حتى أن تركيب الجمل المصرية الحالى يشبه تركيب الجملة المصرية القديمة.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة