تناولت مقالات صحف الخيج، اليوم الاثنين، العديد من القضايا الهامة أبرزها، دعوة مديرة منظمة التجارة العالمية رئيس الوزراء البريطاني، للتبرع بالتطعيمات ضد فيروس كوفيد19، فوراً والآن، وعدم الانتظار لحين توفر فائض من التطعيمات لدى البريطانيين.
سام منسى: سذاجة التفاهمات ووسطية بايدن والتشدد الإيراني
قال الكاتب في مقاله بصحيفة الشرق الأوسط، إن وسائل الإعلام تعجّ بالتحليلات والتقارير التي تحاول استشراف ما تعتزم الإدارة الأمريكية الإقدام عليه بالنسبة لعلاقتها بطهران لا سيما الملف النووي، ويبدو أنَّ أغلبها إن لم يكن كلها يصب، عن خطأ أو صواب، في صالح الاتجاه نحو تفاهمات أمريكية إيرانية مقبلة.
في الوقائع، الأكثر أهمية هي الأنباء المتعلقة برفع واشنطن حركة "أنصار الله" الحوثية في اليمن من لوائح الإرهاب، وسحب واشنطن إعلان "استئناف" كل عقوبات الأمم المتحدة على إيران، وقبولها دعوة من الاتحاد الأوروبي لحضور اجتماع للموقّعين الأصليين على الاتفاق النووي لمناقشة مسار دبلوماسي مستقبلي حوله.
وتبرز أيضاً تسريبات أكثر منها معلومات حول تفاهمات تقول إن إيران ستقابل إزالة الحوثيين عن لوائح الإرهاب بالإفراج عن الحكومة اللبنانية المصادرة، وإن واشنطن ستسلم الملف اللبناني لفرنسا، وستقبل بما يمكن أن يتوصل إليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عبر مبادرته.
وتطل في الأفق كذلك مبادرة لموسكو عرضها ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي، للخروج من الانسداد السياسي في لبنان، تلاقي الدور الفرنسي في خطوطه العريضة.
وعلى الرغم من أن سلة المعلومات والتسريبات هذه تتوافق مع ما رُشّح من توجهات لإدارة جو بايدن في ملف الإقليم، يصعب بخاصة فهم المغزى السياس الأمريكي وراء إزالة الحوثيين عن لوائح الإرهاب. كما يصعب بعامة فهم مغزى العودة إلى مربع "السذاجة الأوبامية" الأول في التعامل مع طهران بحصرها المشكلة مع إيران في الشق النووي وتصديقها ثانياً أن إيران تفي بالتزاماتها، وأنها قد تقدم تنازلات في أي ملف قد تهدد أسس هيمنتها في المنطقة.
أيمن سمير: أمريكا والصين... تنافس أم صراع
قال الكاتب في مقاله بصحيفة البيان الإماراتية، إن المكالمة التليفونية التي استمرت ساعتين بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الصيني شي جين بينج لم تنجح في نزع فتيل الخلافات بين البلدين، فقبل أن ينقضي الشهر الأول للرئيس الأمريكي في البيت الأبيض تصدر الحذر من الصين أولويات الإدارة الجديدة، خصوصاً تلك التصريحات التي جاءت في خطاب بايدن أمام مؤتمر ميونخ للأمن الذي رحب فيه بايدن بالمنافسة مع الصين بشرط الشفافية واحترام الملكية الفكرية، فهل نحن أمام تنافس أم صراع بين قوة تستعد للصعود لقمة العالم، وأخرى تصر على البقاء في المقدمة حتى نهاية "القرن الأمريكي"؟
الملف الوحيد الذي كان فيه اتفاق كامل بين الرئيس السابق دونالد ترامب والحالي جو بايدن هو الصين، والاختلاف بين الرئيسين قد يحدث فيما يتعلق بالوسائل وليس بالأهداف، فترامب أعلن أن الصين وروسيا منافستان للولايات المتحدة على الساحة الدولية في استراتيجية الأمن القومي التي أعلنها في ديسمبر 2017، أما بايدن وخلال لقائه مع مجموعة من أعضاء الكونجرس أعاد القول إن "الصين تأكل غذاءنا"، وهو أكبر تأكيد على ما تمثله الصين من خطر على الولايات المتحدة سياسياً واقتصادياً وعسكرياً.
أكمل عبدالحكيم: التطعيم للجميع ومبادرة مشاركة التطعيمات
قال الكاتب في مقاله بصحيفة الاتحاد الإماراتية، إن دعت مديرة منظمة التجارة العالمية رئيس الوزراء البريطاني، للتبرع بالتطعيمات ضد فيروس كوفيد19، فوراً والآن، وعدم الانتظار لحين توفر فائض من التطعيمات لدى البريطانيين. وتأتي هذه الدعوة، والتي تمت بشكل علني من خلال وسائل الإعلام، بعد ساعات قليلة من إعلان رئيس الوزراء البريطاني، عن عزم بريطانيا التبرع بالفائض المتوفر من التطعيمات لديها، خلال قمة مجموعة السبع والتي عقد بتقنية الاتصال عن بعد، يوم الجمعة الماضي. وخلال هذه القمة تعهد قادة الدول السبع بزيادة مساهمتهم في مبادرة مشاركة التطعيمات، المعروفة باسم "كوفاكس"، التي تهدف إلى إيصال 1.3 مليار جرعة تطعيم لشعوب ومجتمعات الدول الفقيرة.
ولكن المشكلة ليس في حجم التبرعات، بل في توقيتها، أو بالأحرى تأجيلها لحين توفر فائض. فمن خصائص الفيروسات المعروفة والثابتة، قدرتها على التحور والتغير من خلال طفرات جينية وراثية. وكلما سُمح للفيروس بالانتشار، زادت فرص تحوره، وتسارعت وتيرة تغيره. ولذا، إذا تأخرت الدول الفقيرة عن تطعيم سكانها، سنحت وزادت فرصة تحورات الفيروس، لُينتج سلالات جديدة، لا تجدي معها أنواع التطعيمات المتوفرة. وساعتها لن تحقق حملات التطعيم التي قامت بها الدول الغنية هدفها المنشود، عندما تصل النسخ الجديدة من الفيروس إلى شواطئها وأراضيها. بمعنى آخر، لا أحد آمناً، إلا عندما يكون الجميع آمنين.