أحمد التايب

تحدى التحدى

الثلاثاء، 23 فبراير 2021 09:06 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"تحدى التحدى" شعار رفعته الدولة المصرية فور إطلاق المشروع الأضخم فى التاريخ، ألا وهو مشروع تطوير القرى المصرية ضمن مبادرة حياة كريمة الرئاسية، فمن منا كان يتخيل يوما أن أزمة مثل أزمة الصرف الصحى فى القرى والنجوع فى طريقها للحل، تلك الكارثة التى كانت يطلق عليها أم الكوارث، والتى عانى منها المصريون سنوات طوال، حتى أصبح حلم كل ريفى أن يدخل الصرف الصحى قريته، ليتمكن من العيش فى بيئة نظيفة، دون حشرات تنقل الأمراض، أو روائح كريهة تزكم أنفه، وليتمكن أيضا من المشى فى شوارع نظيفة ليس مستنقعات أو برك من مياه "المجارى"، وأن يسكن فى بيت لا تهدده المياه الجوفية بالغرق.

 

لدرجة وصلت أنه كان المطلب الرئيسى لأى مواطن ريفى عندما يقابل أى مسئول، يا فندم لا نريد إلا صرف صحى، بل أصبح صكا لأى عضو مجلس نواب يريد حصد أصوات قرية أن يعدهم بإدخال الصرف الصحى لقريتهم حال فوزه، ولهذا يعد هذا المشروع بمثابة أمن قومى بل تحدى التحدى نفسه، لأن عدم توفير شبكات الصرف الصحى للفقراء ليس من أجل خلق بيئة نظيفة بل حمايتهم من الأمراض والأوبئة، لاضطرار الأهالى للصرف على البحيرات والنيل، وتعود لتشرب من تلك البحيرات مرة أخرى، مما يخلق أزمات صحية تشبه الأوبئة، مثلما حدث فى أزمة فيروس سى.

 

وهنا قبلت القيادة السياسية التحدى، ليطلق الرئيس يناير 2019، لتحسين مستوى الحياة للفئات المجتمعية الأكثر احتياجاً على مستوى الدولة، من خلال تطبيق سياسة التدخل العاجل لتحسين جودة الحياة لمواطنى الريف المصرى، من خلال تطوير 4584 قرية يمثلون نسبة 58% من إجمالى سكان الجمهورية، بتكلفة تقديرية 500  مليار جنيه، معلنا حياة أفضل لأكثر من 85 مليون مصرى خلال 3 سنوات، مهما كانت التحديات ومهما كانت الصعوبات سواء فى التنفيذ أو فى تدبير الاعتمادات المالية الضخمة التى يحتاجها المشروع.

 

لتعلن مصر خوض معركة التنمية الشاملة بكل قوة وحسم، فتعقد اللجان بكافة الوزارات والجهات، وتكثف الأعمال وتصطف المعدات، وتوضع الخطط فى كل الجبهات ويتشارك الجميع من مؤسسات أهلية وقيادات شعبية، فى منظر يسوده الحفر والبناء والتشييد فى كل بقعة من بقاع القرى المستهدفة، وسط فرحة من الأهالى، وحاصة أنهم فى أمس الحاجة إلى هذه المشروعات، وعلى رأسها الصرف الصحى، لأن القرى التى تخدمها شبكات الصرف الصحى ذات محطات المعالجة لا تتجاوز 20%.

 

وأخيرا.. فإن الهدف من قبول هذا التحدى هو العمل على صياغة معنى الحياة من جديد فى كل ربوع الدولة المصرية، كاستجابة واقعية واعية لضرورة التأقلم مع التقدم التكنولوجى المذهل فى كل مناحى الحياة، للانطلاق نحو مستقبل أفضل، من خلال إنجاز تاريخى تشهده الأراضى المصرية الآن، فأى مكان تذهب إليه، تجد قوى الإصلاح ومعدات التنمية تعمل على قدم وساق ليل نهار، فها هو حفر من أجل إدخال شبكة صرف صحى، وها هو كوبرى جديد يربط بين مدينة كذا وذاك، وتلك صبات خرسانية فوقها رجال يشيدون مشروعات تعليمية وصحية، وهذه مدينة حديثة تمت على أنقاض عشوائيات، وتلك عمارات سكنية فى كل الصحارى تتلألأ، وهذه ترع تم تبطينها، وما زال التحدى مستمرا من أجل جودة أفضل لحياة المواطنين وتحسين مستوى المعيشة للمصريين.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة