جامع الأقمر الذى يقع فى شارع المعز الذى يضم عددا كبيرا من المبانى الأثرية الإسلامية المهمة، وقد تمير الجامع بواجهة هندسية مختلفة ليعد أول جامع بنى فى القاهرة بهذا الأسلوب، ولهذا تأثر الفنان التشكيلى راغب عياد بالجذور المشتركة التى تجمع المصريين، صمم واجهة المتحف القبطى بنفس واجهة جامع الأقمر، الذى يرجع للقرن الـ12 ميلاديًا، مع إضافة بعض الرموز المسيحية، حيث يتميز مدخل الجامع بالعقد المعشق الذى يعلوه العقد الفارسى وهو على هيئة مروحة تتوسطها دائرة فى مركزه صدفة تحمل لفظ الجلالة، وفى المتحف القبطى حل محلها الصليب الملطى، فما هى حكاية الجامع؟.
الجامع أحد مساجد القاهرة الفاطمية بناه الوزير المأمون بن البطايحى بأمر مباشر من الخليفة الآمر بأحكام الله أبى على منصور عام 519هـ ـ 1125م.
تتمتع واجهة الجامع بزخارف ونقوش فريدة، حيث تتمتع الواجهة معمارية من دلايات ونقوش خطية ونباتية محفورة بالحجر، فالدوائر الزخرفية التى تبدو كالشمس الساطعة تحمل فى ثناياها الداخلية اسم الإمام على بن أبى طالب "كرم الله وجهه".
جامع الأقمر
والزخارف الشمسية على واجهة الجامع، قال عنها الدكتور أحمد فكرى، أستاذ الحضارة الإسلامية فى كتابه "مساجد القاهرة وآثارها"، إن الظاهرة الأولى للزخرفة فى واجهة مسجد الأقمر هى الإشعاعات الصادرة عن مركز يمثل الشمس فى أغلب الأحيان، وإذا ما اتجهت الأنظار إلى الطاقة الكبرى التى تعلو الباب سنلاحظ أنه يتوسطها فى دائرة صغيرة نقش لاسم سيدنا محمد، صلى الله وعليه وسلم، وعلى بن أبى طالب، رضى الله عنه، تحيط بها ثلاث حلقات، نقش على الحلقة الوسطى منها بالخط الكوفى ما نصه بسم الله الرحمن الرحيم "إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً"، وكأنما أريد بهذه الشموس المضيئة أن تعبر عن قوله تعالى "جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُوراً".
الأقمر
ويكمل الدكتور أحمد فكرى، أستاذ الحضارة الإسلامية، وتتزين واجهة الأقمر، وحدها بسبعة أشكال لشموس مختلفة الأحجام، تشارك جامعى الجيوشى والحاكم بأمر الله، فى بروز واجهة المسجد خارج جدرانه، وإن كان هذا البروز يبدو واضحًا أكثر فى جامع الحاكم بأمر الله، إذ يتخذ هيئة برجين يتوسطهما ممر يؤدى إلى الباب، لكن البرجين فى الأقمر قد روعى فى تصميمهما أن يصغر حجمهما ليتناسق مظهرهما مع الواجهة.
الجامع مكون من صحن صغير مربع مساحته عشرة أمتار مربعة تقريبا يحيط به رواق واحد من ثلاثة جوانب وثلاثة أروقة في الجانب الجنوبي الشرقي أى في ايوان القبلة وعقود الأورقة محلاة بكتابات كوفية مزخرفة ومحمولة على أعمدة رخامية قديمة ذات قواعد مصبوبة وتيجان مختلفة.