أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اليوم الأربعاء، أن روسيا بحاجة إلى استراتيجية مؤكدة لمكافحة الجرائم الإلكترونية، بناء على التنبؤ بالوضع، مع الأخذ بالاعتبار المخاطر المحتملة على المجتمع والدولة، موضحا أنه يتطلب الأمن السيبراني مناهج جديدة.
ووفقا لوكالة سبوتنيك الروسية، قال فلاديمير بوتين، خلال اجتماع للهيئة القيادية لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي، إنه أصبح الفضاء الرقمي العالمي بالفعل ميدانًا للمنافسة الجيوسياسية الشديدة، في العام الماضي فقط عدد ما يسمى بأخطر الهجمات على موارد المعلومات الروسية، بما في ذلك موارد الحكومة والإدارة، زادت ثلاث مرات ونصف تقريباً، في ظل هذه الظروف، نحتاج إلى استراتيجية عمل طويلة الأمد موثوق بها لحماية المصالح الوطنية في المجال الرقمي، بناء على التنبؤ بالوضع، مع الأخذ في الاعتبار المخاطر المحتملة على المجتمع والدولة، وبالطبع على أساس أحدث التقنيات والحلول التكنولوجية.
وأوضح الرئيس الروسي، أن بعض الدول لا تخفي موقفها غير الودي تجاه روسيا وتقوم بشن حملات إعلامية من منطلق نظرية المؤامرة، لافتا إلى أنهم لا يحاولون حتى إخفاء موقفهم غير الودي تجاه روسيا وعدد من مراكز التنمية العالمية ذات الاستقلالية والسيادة. لكن الأمر أبعد ما يكون عن مثل هذا الخطاب العدواني، ولكنه يتمثل في تصرفات عملية حقيقية. يتم شن حملات إعلامية ضدنا بشأن عدد من القضايا تتضمن اتهامات لا أساس لها.
وتابع فلاديمير بوتين، أنه يتم استخدام نظريات المؤامرة السخيفة، ومحاولات للتشكيك في إنجازات روسيا في مجال الطب ومكافحة فيروس كورونا، موضحا أن هناك حملة إعلامية تحصل ضدنا باتهامات لا أساس لها بشأن عدد من القضايا، تصل في بعض الأحيان إلى العبث، تستخدم خلالها جميع أنواع نظريات المؤامرة بطريقة فكاهية، محاولات للتشكيك، على سبيل المثال، خاصة في الآونة الأخيرة حول إنجازاتنا في مجال الطب بمكافحة فيروس كورونا، ومشيرا إلى أن هناك العديد من شركاء روسيا يقيمون بود كبير نتائج روسيا في مكافحة فيروس كورونا ومستعدون للتعاون، وموسكو ترحب بهذا الموقف.
وأوضح الرئيس الروسى، أنه من الممكن حل المشكلات العالمية فقط من خلال تضافر الجهود، متابعا: مع ذلك ، كما تعلمون، كان هناك الكثير من المحاولات، وما زالت، وأشكركم على المعلومات التي تنقلونها إلى القيادة السياسية للبلاد فيما يتعلق أيضا بأنه تخطط بعض الاستفزازات في هذا المجال، ومؤكدا أن التهديد الأخطر هو الإرهاب ومكافحته مستمرة على مسافات بعيدة وأبرزها في سوريا.
وقال فلاديمير بوتين، إنه قبل كل شيء تأتي محاربة الإرهاب، فهو التهديد الأشد والأكثر خطورة، ويتطلب الجهوزية الدائمة والإجراءات العملياتية الاستباقية، وفي الوقت نفسه، أود أن أشير إلى أنه تم منع 72 حادثا إرهابيا في عام 2020، أي أكثر بـ 25 % من العام الماضي حيث تم منع 57 حادث، مطالبا هيئة الأمن الفيدرالي الروسي أن تولى اهتمام خاص للكشف عن الاتصالات بين الإرهابيين وأجهزة المخابرات الأجنبية.
وقال فلاديمير بوتين مواجها حديثه إلى هيئة الأمن الفيدرالي الروسي: "أطلب منكم اهتماما خاصا لكشف الاتصالات بين الجماعات الإرهابية وأجهزة الأمن الأجنبية، وأنتم تعلمون جيداً أن كل شيء يتم استخدامه حتى الإرهابيين أيضا"، موضحا أن أجهزة مكافحة التجسس عملت بشكل فعال العام الماضي. ونتيجة لذلك، تم إحباط أنشطة 72 من الموظفين الحكوميين و423 من عملاء الاستخبارات الأجنبية، من المهم الاستمرار في رفع مستوى حماية المعلومات السرية.
واستطرد الرئيس الروسى: اعتمادا على القاعدة التي تم إنشاؤها بالفعل، وعلى القدرات والإمكانيات المتزايدة للدوائر الأمنية، من الضروري ضمان جودة جديدة للعمل في جميع الاتجاهات الرئيسية، ويجب أن تتوافق كفاءتها وفعاليتها مع طبيعة وديناميات التهديدات التي نواجهها، مؤكدا أن قضايا أمن الدولة، وحماية مواطنينا من التهديدات الداخلية والخارجية هي في صميم اهتمام قيادة البلاد، وستبقى دائمًا ذات أولوية، ومستوى التحديات العالمية مثل الإرهاب والجريمة العابرة للحدود والجرائم الإلكترونية لا يتناقص.