حملة أمنية تقودها السلطات الألمانية لملاحقة الكيانات والتنظيمات التي تتخذ من العمل الخيري ستاراً لنشر التطرف والتحريض علي الأعمال الإرهابية، والتي تتلقي تمويلات تركية وقطرية علي حد سواء حيث قالت مصادر أمنية ألمانية إن الشرطة الألمانية نفذت أمس الخميس، حملة مداهمات في برلين وبراندنبورغ على مقرات يشتبه بعلاقتها مع جماعات متطرفة، تخضع لإشراف وتمويل تركي في ضربة جديدة لمخططات نظام الرئيس رجب طيب أردوغان.
وأضافت المصادر إن عملية المداهمة جاءت بعد أقل من يوم على إصدار محكمة ألمانية، حكما بالسجن 10 سنوات ونصف السنة على عراقي يدعي بـ"أبو ولاء"، جرى وصفه بـ"العقل المدبر" لتنظيم داعش الإرهابي في ألمانيا.
وأضافت أن "الشرطة تشن في العديد من مقاطعات برلين وفي براندنبورج مداهمات ضد متطرفين"، موضحة أن "حوالي 800 من عناصر القوات الخاصة في الشرطة قاموا بتفتيش أهداف منذ صباح اليوم".
وتتعلق المداهمات بتنفيذ أمر حظر ضد جمعية تركية عربية، تشتبه السلطات في أنها قريبة من تنظيم داعش المتطرف.
من جانبها، أعلنت وزارة الشؤون الداخلية فى برلين أنها "حظرت الجمعية المعروفة باسم جامعات برلين أو توحيد برلين".
وتابعت "هناك مداهمات مستمرة أيضا في العديد من المناطق التي ما زالت تنفذها الشرطة فى برلين وبراندنبورغ".
وتعتمد تركيا علي شبكة من الجواسيس داخل دول أوروبية عبر بوابة إيفاد الأئمة وإنشاء جمعيات خيرية، فقبل عام كشفت تقارير صحفية في مناسبات عدة كيفية استخدام أردوغان للأئمة الأتراك، المبتعثين في العديد من دول أوروبا للتجسس على معارضية وعلى حكومات تلك الدول، ففى أكتوبر 2014، كشف عمر ألتى بارماك، الرئيس الأسبق لشعبة استخبارات الأمن فى تركيا، الذى تم اعتقاله فى العام نفسه بتهمة التنصت غير القانونى، عن تعليمات أصدرها النظام التركى لرجال الأمن للقيام بعمليات ضد منظمة اتحاد المجتمعات الكردية، والتى تعتبر البنية المدنية لحزب العمال الكردستانى.
قضية تجسس النظام التركى على حزب العمال الكردستانى الذى تحظر نشاطاته وتصنفه بالإرهابى، كانت بذرة لعمليات تجسس كبرى على أراضى دول أوروبية، كانت أبرزها فضيحة التجسس تحت العباءة، والتى كان أبطالها رجال دين وقد جرت تفاصيلها على الأراضى النمساوية فى فبراير عام 2017، عندما أثبتت سلطات النمسا تجسسهم على هيئات ومؤسسات تابعة للمعارض التركى فتح الله جولن.
وبعد دعم رموز الإرهاب وتمويل مليشيات العنف والدمار داخل دول الجوار، لجأ النظام التركى إلى حيلة جديدة وهى زرع جواسيس متسترين وراء عباءة الدين داخل الدول الأوروبية لاستهداف المعارضة التركية فى البلدان التى يقيمون فيها، ولتقديم تقارير دورية للسلطات التركية عبر سفاراتها بالخارج عن نشاطات مؤسسات وأنصار المعارض اللدود الداعية "فتح الله جولن"، وهو ما تسبب فى إحراج دولى لأنقرة، وقد يتسبب أيضا فى تشديد التوتر القائم بين تركيا وأوروبا، وعرقلة مفاوضات أنقرة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة