قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
(تخللوا فإنه من النظافة، والنظافة من الإيمان، والإيمان وصاحبه في الجنة)
واستكمالاً للحديث الغير منقطع عن مسألة النظافة التي لابد و أن نتحد معاً جميعاً كمصريين لتطبيقها و تفعيل العمل بها طواعية و كرهاً إن استلزم الأمر ،
و كما ذكرت من قبل في مقالات سابقة عن بعض التجارب الناجحة لعدة دول في مسألة النظافة و ضرورة استخدام كافة وسائل التحفيز و التشجيع أحياناً و كذلك الغرامة المادية القاسية و العقاب الفوري القاطع أحياناً أخري لتحقيق الهدف ،
ذلك إلي جانب التوعية المستمرة عن طريق كافة المنابر الإعلامية و الدينية و التعليمية ، كما علينا أن نلتفت إلي أهمية التكرار و الإلحاح و التذكرة .
و في هذا الشأن هناك عدة أسئلة ذات إجابات محبِطة ' علي سبيل المثال :
*هل ما زالت هناك مسابقات بالمدارس لأجمل و أكثر الفصول نظافة بمجهودات الطلاب الذاتية المتواضعة ؟ للأسف لم يعد
*هل يكلف السادة رؤساء الأحياء خاطرهم بالنزول في جولات دورية في كل شارع رئيسي أو فرعي لتفقد حالة النظافة و تفعيل الغرامة التي لم يتم تفعيلها بعد ؟
*هل يوبخ الأب أبنائه أو الأم أبنائها عندما يرونهم يلقون بأي قمامة في الطريق العام ليكون هناك حدوداً واضحة فاصلة بين الخطأ و الصواب و الذي لابد من ترسيخه في كثير من الأحيان بالعقاب ؟ غالباً ما لا يحدث
"فإذا كان رب البيت بالدف ضارباً.. فشيمة أهل البيت كلهم الرقص "
فهل تتصورن معي أن أجيالاً بعينها لا تعرف أولي أبجديات التربية التي تعلمناها بالبيوت و المدارس و حثت عليها الديانات السماوية و غير السماوية مثل ( النظافة )
ألم تقتحم أبصارنا منذ الصغر كل يوم في كل مكان اللافته المكتوب عليها
( النظافة من الايمان ) ؟
ألم نتعلم أنه لا يجب أن نلقي القمامة بالشوارع و الأماكن العامة و نحافظ علي نظافتها و نقوم أيضاً بتنظيفها إن كانت المدرسة أو الفصل أو المنزل !
للأسف الشديد أعزائي فقد انشغلت الأسرة المصرية جداً لدرجة أنها لم تعد تجد الوقت الكافي لتعلم تلك العادات و القيم و السلوكيات التي تربت عليها لأبنائها منذ الصغر !
فقد صدمتني مشاهد لم أكن أراها قبل تلك السنوات الثقال لأسر تبدو محترمة بداخل سياراتها الفارهة ، ثم فجأة و في الطريق العام إذ بأحدهم يفتح النافذة ليلقي بكيس ممتلئ بالزبالة و قشور الفاكهة و غيرها دون أي شعور بالذنب أو الخجل !
حتي أنني في إحدي المرات لم أتمالك أعصابي من هول المنظر و سارعت لألحق بهذه السيارة لربما أُثني هؤلاء عن ارتكاب تلك الجرائم من وجهة نظري ،
و بالفعل اقتربت و ناديت علي من بالداخل أن لا داعي لهذا التصرف و مددت يدي بأحد الأكياس الفارغة من سيارتي لهم كي يستعملونه كبديل للرمي السريع ،
فكانت المفاجأة أن قاموا هم بتوبيخي و التطاول عليّ بالنظرات و الألفاظ التي هي لغة العصر كجزاء فوري لرغبتي في إزاحة الأذي عن الطريق ،
هل هناك من ما زال يذكر أنه علينا إزاحة الأذي عن الطريق ؟
نهاية :
فإن اعتادت أعيننا رؤية النظافة بكل مكان و كل شئ ، سترتقي أذواقنا و تتطهر أرواحنا و يتهذب سلوكنا ، و لن نعد نقبل مجدداً مستويات أقل من تلك التي تعودناها ، كما لن تعود أبداً عقارب الساعة للخلف .
عن سعد بن المسيب إنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال:
“إن اللهَ طيّبٌ يحبّ الطيبَ، نظيفٌ يحبُّ النظافةَ، كريمٌ يحبُ الكرمَ، جوادٌ يحب الجودَ؛ فنظفُوا أفنيتكُم؛ ولا تشبّهوا باليهودِ”.
إلي لقاءٍ قريب مع حديث غير منقطع عن النظافة