قرأت لك.. "الآثار المصرية فى الأدب العربى" كيف تحدث عنها الشعراء العرب

الجمعة، 26 فبراير 2021 07:00 ص
قرأت لك.. "الآثار المصرية فى الأدب العربى" كيف تحدث عنها الشعراء العرب غلاف الكتاب
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الحضارة الفرعونية القديمة، هى مصدر إلهام لشعوب العالم، وفخر للمصريين على مر العصور، وكما كانت آثار هذه الحضارة العظيمة ملهمة للمصريين والبشر فى مختلف بقاع الأرض، كانت ملهمة أيضا للشعراء والأدباء، وكان لها صداها فى الأدب العربى منذ القدم، خاصة الأهرام، الحظ الأكبر مما قيل فى الآثار المصرية من قصائد الشعر العربى الرائعة التى كتبها العديد من الشعراء والأدباء البارزين، ومن الكتب التى تناولت وجود الآثار المصرية فى الأدب العربى، كان كتاب "الآثار المصرية فى الأدب العربى" للكتاب أحمد أحمد بدوى.
 
وبحسب الكتاب لعل الأهرام صاحبة الحظ الأوفر مما قيل فى الآثار من الشعر العربي، ولعل هذا الشعر من أول ما قيل فى الأهرام، لأنه يتحدث عن ملاستها، والغالب أن يكون ذلك قبل أن يحاول المأمون فتح باب فيها عند زيارته لمصر، والشعر ينبئ عن حيرة للعقول يومئذٍ فى الأهرام، وما وقع فى نفس الشاعر لها من الإكبار والإجلال، والبيت الأخير يدل على بعض ما كان يدور حول الأهرام من آراء.
 
كما كان لأبو الهول تواجدًا فى الأدب العربى، إذ أن الشعراء يعدونه من العجائب، ورأينا بعضهم يتخيله كأنه رقيب على حبيبين يركبان هودجين، وهو خيال مجدب لا يحرك النفس، ولا يثير وجدانها؛ لأن هذا الجسد الضخم لأسدٍ رأسه رأس إنسان أكبر من أن يقف عند حدِّ رقيب على عاشقَين. فهو خيال مصنوع دفع إليه الشبه البصرى بين الهودج والهرم، والذى يركب فى الهودج إنما هى المرأة، فلتكن عاشقة، وليكن أبو الهول رقيبًا على العاشقين.
 
وتخيله البارودى كأنه مشتاق إلى مطلع الفجر. وإذا كان الشاعر يرمز بذلك إلى مطلع فجر المجد للوطن كان الإحساس عميقًا، ولعل خير قصيدة أنشئت فى أبى الهول هى تلك التى أنشأها فيه أحمد شوقي، وقد قسمها الشاعر فقرات، كل فقرة تدور حول معنى، فجعل الفقرة الأولى تتحدث عن طول بقاء أبى الهول، حتى جعله الشاعر قد ولد مع الدهر، وبرغم بلوغه فى الأرض أقصى العمر، وما مر عليه من عصور متطاولة، لا يزال أبو الهول كما كان فى أول العهد به حدثًا صغير السن.
 
واسترعت معابد مصر المقامة على ضفتى الوادى أنظار بعض الشعراء، وبخاصة إسماعيل صبرى وشوقي، أما إسماعيل صبرى فيرى تلك الهياكل المقامة فى المدن المصرية تشهد بما للمصريين من سبق فى المدنية، ومبالغة فى إتقان العمل، ويرى أن مجد إقامتها وما تدل عليه من الحول والمقدرة يتقاسم الفخر فيه فرعون وقومه المصريون، والشاعر بذلك يرد الفضل إلى أصحابه، ولا يبخس الذين شادوا تلك الهياكل بسواعدهم حقهم من الثناء والتبجيل.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة