ظلت بريطانيا من أكثر دول اوربا التي تمنح إقامة لإرهابيين ومتطرفين بعضهم متهم ومدان في ارتكاب عمليات إرهابية. الأمر الذي يخرجه من سياق إنساني، ويدخله في الغاز العلاقات بين أجهزة أمن واستخبارات اوربية مع تنظيمات إرهابية ومتطرفين.
وبالتالي يحمل حكم محكمة بريطانية بمنح اللجوء السياسي للإرهابي ياسر السري، الكثير من علامات الاستفهام، في وقت واجهت بريطانيا هجمات إرهابية. السري مدان في تفجير عام 1993، لاغتيال رئيس الوزراء الأسبق عاطف صدقي، نجا منه ولقيت الطفلة «شيماء» مصرعها، من الانفجار، وأصيب 14 آخرون من زملائها بالمدرسة والمارة في الشارع. كما اشترك السرى وزملائه في واحدة من أكثر موجات الإرهاب التي نتج عنها مئات القتلى والجرحى خلال التسعينيات، لكن السرى حصل على حماية أجهزة الأمن البريطانية طوال 27 عامًا، حيث هرب إلى لندن عن طريق السودان، وطلب اللجوء عام 1994، و حظى بإقامة وحماية، بل أنه ادار ما سمى بالمرصد الإسلامي، أحد نقاط التواصل وتنسيق العمليات الإرهابية كان هذا تحت سمع وبصر أجهزة الأمن التي كان موقفها غامضا تجاه التعامل مع الإرهابيين والمتهمين بالإرهاب.
ولم يقتصر الامر على منح إقامة وحماية للإرهابيين، وانما السماح لهم بممارسة أنشطة سياسية وإعلامية لصالح الإرهاب، بل ولعبت هذه المنظمات المحمية دورا في الأحداث التي جرت وأدت الى حروب أهلية وموجهات إرهابية في سوريا والعراق من داعش وغيره. بل ان زعماء الإرهاب كانوا يظهرون في قنوات تركيا وقطر ولندن ليقدموا نظرياتهم في الديموقراطية. لكل هذا اثار حكم منح السرى حق اللجوء موجة من الجدل داخل بريطانيا، و كشف تقرير عن لجنة مكافحة التطرف) في المملكة المتحدة، عن ثغرات في القانون تسمح بتعزيز الإرهاب ونشر الكراهية، بجسب ما نشرته صحيفة الجارديان. داعيا الى حملة لمنع انتشار المزيد من العنف، وسن قوانين تواجه الجماعات المتهمة بنشر الكراهية.
وقبل شهر، سادت حالة من الاستياء داخل دوائر لندن السياسية والإعلامية بعد عودة عادل عبد الباري، الناطق السابق باسم أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة إلى لندن، بعد الإفراج عنه في أمريكا عقب قضاء عقوبة الحبس بتهمة التحريض، ورفض تسليه بالرغم من انه متهم بالتخطيط لاغتيالات وتفجيرات في مصر. بما يعنى وجود ازدواجية في التعامل من قبل أجهزة الامن، التي تتسامح مع متهمين بالإرهاب في مصر ودول عربية، بينما تتعامل بحسم مع أي اتهامات تتعلق بالغرب. وكان نموذج عمر عبد الرحمن مفتى الإرهاب دليلا على هذا، فقد منحته الولايات المتحدة اللجوء السياسي بالرغم من ضلوعه في فتاوى وتحريض على القتل والإرهاب في مصر، وبمجرد الاشتباه في تحريض عمر عبد الرحمن على الإرهاب في أمريكا تم القبض عليه وحكم عليه بالسجن مدى الحياة حتى وفاته بالسجون الأمريكية.
كل هذا يشير الى العلاقات الغامضة، للأجهزة الأوربية مع الإرهابيين، وفى بريطانيا ماتزال العلاقات مع السرى وامثاله، في مصر وسوريا تمثل لغزا مستمرا ، ويطرح تساؤلا عن علاقات تحتيه تساهم في منح قبلات حياة للإرهابيين ومنتجي الكراهية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة