تحفل يوميات مسعفى شمال سيناء بحكايات غير مكررة فى أى مكان آخر فى مصر والعالم، يفخر بذكرها رجال الإسعاف وهم يرونها عادية من كثر مشاهداتهم ومعايشتهم أحداثا متوالية.
من بين هذه الحكايات إشادة رسمية من السلطات الروسية بقوة أداء مرفق إسعاف شمال سيناء، بعد سرعة إجلاء ونقل جثامين وأشلاء ضحايا الطائرة الروسية، وتغلب مسعفى شمال سيناء بالتعاون مع مسعفى 4 محافظات فى نقل 500 مصاب وشهيد فى حادث مسجد الروضة وغيرها من الحكايات.
مدير مرفق اسعاف شمال سيناء
وكشف الدكتور محمود عامر، مدير مرفق إسعاف شمال سيناء، لـ"اليوم السابع" مدى قوة المرفق إسعاف المحافظة فى الوقت الحالي، بعد أن جهزته الدولة بأسطول سيارات يضم 96 سيارة تغطى مختلف أنحاء المحافظة بمدن وقرى ومناطق العريش والشيخ زويد ورفح وبئر العبد ومناطق الحسنة ونخل بوسط سيناء وامتدادات الطرق والمنافذ.
وأشار عامر، إلى أن من بين مكونات أسطول إسعاف شمال سيناء 20 سيارة إسعاف عناية مركزة مجهزة لنقل مرضى الغيبوبة وتوصيلهم للمستشفيات فى أى مكان، و4 سيارات مخصصة للكوارث لنقل 4 مصابين فى توقيت واحد، حيث كل سيارة مكونة من 4 أسِرة مجهزة ومتكاملة والأجهزة والخدمة الصحية تنقل كل حالة بأمان كامل من موقع الحادث لأقرب مستشفى.
وأضاف مدير مرفق إسعاف سيناء، أن خدمات الإسعاف فى شمال سيناء تقدم أيضا خدمة نقل الأطفال المبسترين، وتنقل الطفل بحضانة كاملة من محافظة لأخرى، أو بين المستشفيات حسب متطلبات كل حالة والمكان المقرر أن توجه له لتلقى الخدمة الطبية المقررة، بأمان كامل بنسبة 100.
وأوضح الدكتور محمود عامر، أن نقاط الإسعاف المنتشرة بالمحافظة وصل عددها لـ 55 نقطة، تغطى الرقعة الجغرافية لشمال سيناء بالكامل، إضافة للطرق والمسافات بين كل نقطة إسعاف وأخرى 20 كيلو بالمناطق السكانية و30 كيلو بالمناطق الصحراوية، وكل نقطة إسعاف تضم ما بين سيارة أو سيارتين إسعاف، تستطيع أن تتحرك للوصول للمصاب فى مدة لا تزيد عن 8 دقائق، ومن خلال تلقى الطلب عن طريق خط الإسعاف الموحد 123 يمكن التواصل به من أى مكان بالمحافظة وتتولى الرد غرفة العمليات واللاسلكى، تتلقى البلاغ وتقوم بتوجيه اقرب سيارة للمكان عن طريق شبكات اللاسلكى أو التليفونات الأرضية والمحمولة.
وكشف مدير مرفق إسعاف شمال سيناء، أن منظومة عمل مرفق إسعاف شمال سيناء تتكامل بتعاون مع مرفق الإسعاف بكل محافظة مجاورة بخطط معدة مسبقة لتلقى مساندتهم أثناء أى أزمة طارئة، وكذلك قيام مرفق إسعاف شمال سيناء بمساندتهم فى حالة أى احتياج من جانبهم، حيث يتم وضع أى أسطول إسعاف من أى محافظة جوار فى خدمة شمال سيناء فى حالة وجود أى طارئ يحتاج لمضاعفة عدد سيارات الإسعاف.
وأشار عامر، إلى أن هذا التعاون كان واضحا وتم تطبيقه فى شمال سيناء على أرض الواقع خلال حادث مسجد الروضة عندما تطلب الأمر نقل نحو 500 ما بين شهيد ومصاب لمستشفيات داخل المحافظة والمحافظات المجاورة، واحتاج لتدخل وتعاون من اسعاف المحافظات المجاورة نظرا لأن العدد يفوق قدرة مرفق إسعاف المحافظة، وتمت الاستعانة بأكثر من 80 سيارة إسعاف من محافظات مجاورة وهى الإسماعيلية والشرقية وبورسعيد والسويس، ودعموا 75 سيارة إسعاف كانت تعمل فى ذلك الوقت بشمال سيناء حتى تم السيطرة وإجلاء كافة المصابين وتوصيلهم لكل المستشفيات، وهى خطط يتم تطبيقها فى أقصى سرعة خلال فترات ما بين 2 إلى 3 ساعة.
وقال مدير مرفق إسعاف شمال سيناء، أن خدمة الإزاحة الداخلية للمصابين بالحوادث تتم عبر 4 قطاعات وهى " نخل " و" الحسنة " و" العريش " و" الساحل ويشمل بئر العبد "، ولكل قطاع عدد مخصص من السيارات وفى حالة الاحتياج لأخرى يتم على الفور التدخل، بإزاحات من الأقرب للأقرب، وهذا كان واضحا فى حادث سقوط الطائرة الروسية فى الحسنة، حيث تم تدخل سيارات الإسعاف بقطاع الحسنة ودعمها بسيارات قطاعى نخل والعريش، وتم إخلاء 200 جثة وإشلاء من وفيات الطائرة فى وقتها وتم تحقيق رقم زمن قياسى من الساعة 9 صباحا حتى 6 مساء، حتى أنه وصلت لمرفق إسعاف شمال سيناء إشادة من السلطات الروسية نفسها.
وتابع مدير مرفق إسعاف شمال سيناء، أن المسعف فى شمال سيناء يختلف عن أى مسعف بأى مكان فى مصر، فكل مسعف عايش وشاهد صدمات منذ بداية سيول العريش العارمة فى 2010 ثم الأحداث المتوالية، ولديهم خبرات ميدانية فى مجال عملهم ومتراكمة حتى أصبح من أقوى المسعفين خبرة فى العالم وهدوء وقوة أعصاب، حيث تعامل مع كافة أشكال الحوادث والكوارث التى يمكن أن تقع فى أى مكان فى العالم، على سبيل المثال أحداث السيول فى 2010 التى تم خلالها إخلاء مستشفى العريش وتحويل جميع مصابيها ومرضاها للمستشفيات الأخرى، ومستشفيات الإسماعيلية، ثم أحداث ثورة يناير وما تلاها من أحداث متعاقبة على أرض شمال سيناء، خلفت مصابين ووفيات لا يستهان بها، كان لرجال الإسعاف فى التعامل معها بطولات خارقة.
وأردف مدير مرفق إسعاف شمال سيناء، أن ما شهدنا من أحداث يؤكد أن رجل الإسعاف إذا احتسب عمله لوجه الله سيدخل الجنة بلا حساب "، وأن أول من يصل لكل حادث هى سيارة الإسعاف، ويصبح كل ما يملكه المصاب أمانة فى عنق رجل الاسعاف ولديهم أمانة شديدة جدا، وفور تأمين المصاب وإسعافه، يقوم بتأمين المتعلقات الخاصة بالمصاب، إذا كانت أموال أو ذهب أو منقولات ويحملها فى سيارة الاسعاف ويقوم بتسليمها لرجال الشرطة المتواجدة فى المستشفى التى ينقل المصاب لها بمحضر رسمى.
وقال عامر، أنه على سبيل المثال كان هناك حادث طريق على الطريق الأوسط بسيناء عن وصول الإسعاف واستلم المسعف مبلغ يزيد عن 200 ألف جنيه كان مع المصاب وهو فى غيبوبة، إضافة لمنقولات وتم تسليمها فى محضر رسمى فى قسم الشرطة بمركز نخل، وتم تكريم المسعفين بالهيئة بالقاهرة وبالعريش.