أكرم القصاص - علا الشافعي

إيناس عبد الدايم والثقافة فى مصر.. كيف استطاعت الوزيرة مواجهة كورونا؟..افتتاحات وفعاليات ومبادرات أثبتت نجاحها.. و"خليك فى البيت الثقافة بين إيديك"دليل قوى على تعديل الاستراتيجيات مع الواقع.. والأرقام خير دليل

الأربعاء، 03 فبراير 2021 11:46 ص
إيناس عبد الدايم والثقافة فى مصر.. كيف استطاعت الوزيرة مواجهة كورونا؟..افتتاحات وفعاليات ومبادرات أثبتت نجاحها.. و"خليك فى البيت الثقافة بين إيديك"دليل قوى على تعديل الاستراتيجيات مع الواقع.. والأرقام خير دليل إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما الذى يطلبه الناس من المؤسسات الثقافية؟ الاجابة عن هذا السؤال ليست سهلة ولا هينة، لأنها تتطلب أن نعرف أولا ما المقصود بالثقافة وما دورها فى المجتمع وما المتاح لها من إمكانيات؟ ولفهم ذلك دعونا نتخذ من تجربة الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة الحالية نموذجا نعرف من خلاله الأمر.
يمكن أن نبدأ من مشهد البرلمان الأخير – فى الأسبوع الماضى - حيث قدمت الوزيرة بيانا عن وزارة الثقافة أمام البرلمان فى تشكيله الجديد، كان البيان مصحوبا بالأرقام، واحتوى العديد من النقاط المهمة، وألقينا نظرة على البيان وقد نشرناه كاملا على صفحات اليوم السابع ويحتوى على  أمور جيدة تتعلق بما قامت به وزارة الثقافة فى زمن كورونا، وهو وقت صعب كما نعرف.
 
 
فعلى الرغم من القيود التى فرضتها الجائحة على العالم أجمع، فقد سعت وزارة الثقافة بقيادة إيناس عبد الدايم، جاهدة للتواصل مع المواطنين، وخلال هذه الفترة افتتحت الوزارة وأعادت تطوير وتحديث نحو  19 صرحاً ثقافية وتعليميا ما بين قصور وبيوت ومكتبات ومسارح ومبان إدارية شملت (مبنى الرقابة على المصنفات الفنية بشارع القصر العيني، منفذ بيع إصدارات هيئة الكتاب بمساكن عين شمس، قصر ثقافة توشكى بأسوان، قصر ثقافة حاجر العديسات بالأقصر، مسرح ليسيه الحرية بالإسكندرية، مكتبة مصر العامة بفاقوس فى الشرقية، تطوير وتحديث متحف الفن الحديث بساحة الأوبرا، تحديث وتطوير سينما ومسرح السادات الشتوى فى المنوفية، وافتتاح قصر ثقافة وادى النطرون بالبحيرة).
 
 كما تمت إعادة افتتاح معهد الموسيقى العربية بعد عمليات الإحلال والتجديد والتطوير على أحدث النظم، وافتتاح متحف الفنون الشعبية، وافتتاح مدرسة الفنون ومدرسة أكاديمية الفنون للتكنولوجيا التطبيقية الأولى من نوعها فى مصر وذلك بتكلفة إجمالية بلغت 495 مليونا و 488 ألف جنيه.
 
وأقامت وزارة الثقافة من خلال دار الأوبرا، أول عرض بتقنية الهولوجرام على المسرح الكبير والذى تضمن حفلاً لكوكب الشرق أم كلثوم وشهد نجاحاً جماهيرياً ضخماً، كما نظمت قطاعات وزارة الثقافة المختلفة 84 ألف نشاط إلكترونى وفعلى فى محافظات مصر خلال عام2020 استفاد منه 6 ملايين و300 ألف مواطن.
 
وبعد إعلان تعليق الأنشطة فى الربع الأول من العام، أطلقت الوزارة المبادرة الإلكترونية "خليك فى البيت الثقافة بين إيديك" لتمكن الجميع من مشاهدة ما تملكه الوزارة من روائع وكنوز فنية وثقافية (أون لاين) على شبكة الإنترنت من خلال قناة وزارة الثقافة على اليوتيوب أو المنصات الرقمية التابعة لقطاعاتها على وسائل التواصل الاجتماعى المتعددة، كما أتاحت عددا ضخما من إصداراتها على الموقع الإلكترونى للوزارة على الإنترنت وذلك للاطلاع والتحميل مجاناً.
 
 
وبلغ عدد الأنشطة الفعلية التى قدمتها قطاعات الوزارة 35 ألف نشاط خلال الربع الأول من العام وبعد العودة التدريجية لإقامة الأنشطة فى الأماكن المفتوحة وفق الإجراءات الاحترازية فى يوليو استفاد منها مليون و300 ألف شخص، كما تم تقديم ( 49) ألف نشاط ما بين مسرحيات وندوات وأمسيات فنية وفكرية وأفلام تسجيلية وعروض المبادرات شاهدها 5 ملايين مواطن فى مصر والعالم.
 
وأولت الوزارة اهتماماً كى يصل الكتاب والمعرفة إلى كافة المواطنين وخاصة فى المحافظات ويكون دعما لصناعة النشر فى ظل جائحة كورونا وتحقيقاً للعدالة الثقافية كمحور من محاوراستراتيجية التنمية المستدامة مصر 2030، حيث نظمت الوزارة من خلال قطاعاتها أكثر من 100 معرض للكتاب على رأسها الدورة 51 من معرض القاهرة الدولى للكتاب بمركز مصر للمعارض الدولية بمشاركة 900 دار نشر عربى ومصرى وأجنبى من 40 دولة حول العالم شغلوا 808 أجنحة، وتخطى عدد زواره 3.8 مليون زائرواختيرت السنغال ضيف شرف الدورة، وجمال حمدان شخصيته.
 
وتتابعت معارض الكتب على مستوى الجمهورية حيث تنوع توزيعها ما بين الجامعات مثل الأزهر، الإسكندرية، الوادى الجديد، أسيوط، سوهاج وبنى سويف ومدن ومراكز المحافظات مثل المنصورة وقنا والأقصر ولأول مرة منذ فترة طويلة تم تنظيم معرض للكتاب بساحة دار الأوبرا، كما وصلت معارض الكتب لأول مرة إلى (24) قرية فى الصعيد مقسمة على (4) محافظات بواقع (5 ) قرى بأسيوط فى مركز شباب قرية التمساحية، ديروط الشريف، مركز شباب الشيخ نجيب، ابنوب، النخيلة.
 
 
كما شملت (6 ) قرى بالمنيا هى : منشأة زعفرانة، أطسا البلد، بردنوها، أبوقرقاص، أبوان ودهمرو، و( 6) قرى بسوهاج هى بندار الكرمانية، الصلعا، طهطا، شطورة، طما وأم دومة، و (7) قرى بالوادى الجديد هى المنيرة، مدرسة الراشدة الثانوية، المعصرة، بيت ثقافة القصر، بولاق وشرق بولاق، إلى جانب عشرات المعارض الثابتة لقصور الثقافة بمقراتها فى محافظات الصعيد أو التى تُنظم بالتوازى مع الأنشطة الثقافية والفنية التى تقام على مدار العام وتشارك بها أيضاً هيئة الكتاب، كما شاركت الوزارة فى 4 معارض دولية هى نيودلهي، الدار البيضاء، مسقط والشارقة.
 
وكانت أكبر التحديات، هى كيفية وصول المنتج الثقافى والفنى والفكرى إلى المواطنين فى الوقت الذى طبقت فيه الدولة الإجراءات الاحترازية لمنع انتشار فيروس كورونا فجاءت فكرة مبادرة "خليك فى البيت الثقافة بين أيديك"، ليصل عدد المشتركين بقناتها على اليوتيوب إلى قرابة 109 آلاف شخص واستطاعت جذب أكثر من 34 مليون زائر من 28 دولة حول العالم من خلال بث 354 محتوى إبداعيا، وبلغ عدد ساعات المشاهدة قرابة 310 ألاف ساعة.
كما أتاحت الوزارة، إصداراتها على الموقع الرسمى لها للاطلاع والتحميل بالمجان حيث بلغ عدد قراء الكتب 325 ألفا و 756 قارئا فى حين حققت الجولات الافتراضية لمتاحف الفنون التشكيلية 110 ألاف و 215 زائرا منذ انطلاق المبادرة.
 
كما قامت وزارة الثقافة بتنفيذ 10 مبادرات ومشاريع فكرية وفنية وفقاً للتوجهات الاستراتيجية للدولة المصرية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وإلى الرؤية العامة لبرنامج الحكومة الذى يتضمن مساراً خاصاً ببناء الإنسان وإعادة تشكيل الوعى وتطوير المجتمع إلى جانب ترسيخ الهوية الثقافية والحضارية وتعزيز قيم المواطنة.
 
 
ومن أهم هذه المبادرات، مبادرة "صنايعية مصر" للتدريب المهنى، فقد تم إطلاقها تفعيلا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية انطلاقاً من الدور الوطنى الهادف إلى صون الهوية والحفاظ على ملامحها المتفردة وبهدف إعادة الحرف التقليدية والتراثية المصرية إلى دائرة الضوء، وتعمل على إحياء وتأهيل جيل جديد من المبدعين فى هذا المجال حيث يقوم بتنفيذها صندوق التنمية الثقافية فى مركز الفسطاط للحرف التقليدية.
 
وتقدم للمشاركة فى المبادرة 430 شخصا، تم اختيار 43 فنانا وحرفيا منهم تراوحت أعمارهم بين 18 و40 سنة وتم تدريبهم وتخريجهم كدفعة أولى بالمبادرة على مجالات (الخزف، النحاس، التطعيم بالصدف، الخيامية، قشرة الخشب وفنون الحلى)، بعد المقابلة الشخصية اللازمة وأشرف على تأهيلهم نخبة من كبار المتخصصين بكليات الفنون المختلفة، والحرفيين المتميزين بمركز الحرف التقليدية بالفسطاط، كما تم تعميمها فى المحافظات من خلال قصور الثقافة شملت المرحلة الأولى منها 13 محافظة حيث تم تنظيم 26 ورشة تدريبية بواقع ورشتين فى كل محافظة.
 
وبالنسبة لمبادرة الورش المسرحية "ابدأ حلمك"، والتى تقيمها فرقة مسرح الشباب بالبيت الفنى للمسرح بالمجان، فتأتى فى إطار تنفيذ خطة دعم واكتشاف المواهب الفنية التمثيلية الشابة الجديدة من خلال اختبارات القبول للمتقدمين، وذلك ضمن استراتيجية وزارة الثقافة لضخ دماء جديدة شابة من الفنانين حيث تخرج منها 3 دفعات ونتج عنها 230 فنانا.
 
وتم إطلاق المشروع من خلال الهيئة العامة لقصور الثقافة فى الأقاليم وتم تخريج الدفعة الأولى من الورشة بأسيوط حيث تقدم للاشتراك فيها 700 شاب وفتاة وقع الاختيار على 53 متدربا بواقع 24 فتاة و29 شابا ويجرى العمل على تخريج الدفعة الأولى من الورشة من ابناء محافظتى الشرقية والفيوم. 
 
 
وحول مبادرة (ذاكرة المدينة)، التى تهدف إلى توثيق الهوية المعمارية للمناطق التراثية فى مصر وترصد الأحوال الاجتماعية لأبنائها فى الماضى، من خلال الجهاز القومى للتنسيق الحضاري، فبدأت بمنطقة جزيرة الزمالك التى تحمل قيمة تاريخية مميزة مع توالى اختيار ما بعدها من مناطق ذات طبيعة مماثلة، ومشروع حكاية شارع الذى يقوم عليه أيضاً الجهاز القومى للتنسيق الحضارى ويهدف إلى توثيق حكاية أسماء الشوارع من خلال لوحات تذكارية توضع فى بداية الشارع وتم الانتهاء من تركيب 150 لوحة.
 
ومبادرة (عاش هنا) وهى إحدى مبادرات الجهاز القومى للتنسيق الحضارى التى تهدف إلى التعريف بالرموز الوطنية والأماكن التى عاشوا بها وتم الانتهاء من تركيب 430 لوحة وتم إدراج أسماء أبطالنا من شهداء القوات المسلحة والشرطة المصرية فى المبادرة تقديرا لبطولاتهم وتضحياتهم المشرفة، وكذلك مبادرة المؤلف مصرى وتهدف إلى إنتاج عروض مسرحية مصرية خالصة لم يسبق تقديمها لدعم وإثراء المسرح المصرى بما يساهم فى ترسيخ الهوية الوطنية حيث تم إنتاج 10 عروض مسرحية قصيرة وتصويرها بشكل احترافي.
 
ومبادرة (مسابقة الصوت الذهبي) وتحويلها إلى مشروع قومى لاكتشاف المواهب، فقد تم تحويل مسابقة الصوت الذهبى إلى مشروع قومى لاكتشاف المواهب يبرز إستراتيجية تحقيق العدالة الثقافية حيث تجسد التكامل بين القطاعات بزيادة قيمة جوائز المسابقة وتحويلها إلى مشروع ثقافى قومى لاكتشاف وصقل المواهب الواعدة فى مختلف مجالات الإبداع يطوف محافظات مصر بالتعاون بين كل من صندوق التنمية الثقافية ودار الأوبرا المصرية والهيئة العامة لقصور الثقافة وتهدف إلى اكتشاف ورعاية شباب الموهوبين فى مجال الغناء حتى سن 30 سنة .
 
هذا جانب فقط مما قامت به الوزارة يتعلق بشكل مباشر مع الجمهور في كل مصر، وبالطبع نطلب المزيد، لأن مصر تستحق الكثير والكثير.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة