سلامة موسى عرف عنه اهتمامه الواسع بالثقافة، واقتناعه الراسخ بالفكر كضامن للتقدم والرخاء، واليوم تمر ذكرى ميلاده، إذ ولد فى مثل هذا اليوم 4 فبراير من عام 1886م، وكان للمفكر الكبير مجموعة من المؤلفات التى لها تأثير إيجابى وكأنه خبير فى التنمية البشرية، ولهذا نستعرض عبرالسطور المقبلة بعضًا من هذه الكتب وماذا قال بها؟.
فى كتابه "الإنسان قمة التطور"، يقول سلامة موسى : نعنى بكلمة الفلسفة أننا حاولنا أن نتعمق بهذه المعارف، كى نصل منها إلى تعيين الأسلوب وفهم الدلالة وتحديد الهدف فى التطور، ومجهودنا هنا أقرب إلى البصيرة والرؤيا منه إلى التحقيق العلمى والرؤية، ولا بد من البصيرة حتى للمفكر العلمى.
وفى كتاب "وهو فن الحياة" يقول : لكن جميع الأمم المتمدنة تحتوى طبقات من الشعب تعيش الحياة الإيجابية؛ إذ هى قد اطمأنت من ناحيتى الجوع والمرض، بل هى قد استبعدت الموت إلى ما بعد السبعين أو الثمانين من العمر، وهى تجد فى كفاية العيش ما يتيح لها الاستمتاع الروحى والمادي. وهذه الطبقات تمثل فى عصرنا طلائع البشرية القادمة؛ حيث يعيش جميع الأفراد — جميعهم بلا تمييز — على المستوى الفنى الكمالي؛ لأن الضروريات تتوافر إلى الحد الذى لا يحسب لها حساب، ولا تكون سببًا للهموم والاهتمامات، وليس هذا العصر بعيدًا، بل هو أقرب إلينا مما نتخيل.
والإنسان فى كفاحه الاجتماعى ينشد الضروريات أولًا، حتى إذا توافرت طلب الكماليات، ثم تعود هذه الكماليات ضروريات الأجيال القادمة؛ فهى ترف أولًا يقتصر على أفراد معدودين، ثم رفاهية ثانيًا تشمل طبقة كبيرة، وأخيرًا ضرورة لجميع أفراد الشعب المتمدن المثقف.
أما فى كتاب "المرأة ليست لعبة الرجل" قال سلامة موسى: إنى أدعوك، أيتها المرأة المصرية، إلى أن تثبتى وجودك الإنسانى والاجتماعى فى الدنيا بالعمل والإقدام، وأن تختارى حياتك واختباراتك، أدعوك إلى أن تدربى ذكاءك، وتربى شخصيتك، وتستقلى فى تعيين سلوكك، وتزدادى فهمًا وخيرًا ونضجًا بالسنين، لا تكونى لعبة نلعب بك نحن الرجال، للذتنا نشترى لك الملابس الزاهية، والجواهر المشخشخة، ونطالبك بتنعيم بشرتك، وتزيين شعرك، وكأن ليس لك فى هذه الدنيا من سبب للحياة سوى أنك لعبتنا نلعب بك ونلهو.
وفى كتابه "حرية الفكر وأبطالها فى التاريخ": كل منا يعرف إن فى الإفضاء والبوح منفرجا للصدور وإن همومنا تخف إذا شاركنا غيرنا فيها والخواطر العلمية أو الفلسفية تؤذى صاحبها وتعذبه إذا لم يجد لها منصرفا بالبوح بها إلى الناس، لأنها تبقى فى نفسه كالهم الرابض لا يستريح منه حتى يفضى به إلى الناس فحرية الفكر إذن حرية البوح بالقول.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة