بعد وفاة والده منذ بضع سنوات وجد الطفل أحمد البالغ من العمر 14 عام نفسه يتحول لـ"راجل البيت" - على حد وصفه، ليتحمل المسئولية مع والدته، ليبدأ سويا فى إنشاء فكرة كبداية لإطلاق مشروعهم ذو الإمكانيات البسيطة، ليساعدها فى إعداد وبيع الوجبات المنزلية على المارة بالشارع، حتى يستطيعا معا بالدخل الذى يتراوح ما بين "40 لـ 50 جنيه"، للإنفاق على المنزل وشراء احتياجات أشقائه.
ويقول الطفل أحمد محمد فى حديث لـ" اليوم السابع": "منذ وفاة والدي وأنا ووالدتي وأشقائي وحيدين، ولا أحد يسأل علينا، مما دفعني لمساعدتها كونى الأبن الأكبر فيهم، وبدأنا فكرة بيع الطعام المنزلى الجاهز - مكرونة بشاميل وبانيه ومحشي"، للمارة بميدان الجيزة، حتي نستطيع توفير بعض المبالغ المالية للإنفاق على وأشقائي الثلاثة وشراء احتياجاتنا من ملابس وسداد المصروفات الخاصة بتعليمنا".
وتابع:" يومي يبدأ من الساعة 12 في أيام الاجازة التي لا أذهب فيها إلى المدرسة، وذلك بذهابي لشراء الطعام الذى ستعده والدتي من المحال القريبة من منزلنا، والعودة لمساعدتها في الطهي وإخراج الطعام من الفرن وتحضير البانيه، أما في الأيام التي أذهب بها للمدرسة فأكتفى فقط ببيع الطعام على المارة، ووالدتى تقوم بإعداد الوجبات وشراء المتطلبات اللازمة من السوق".
وأكمل أحمد:" وبالرغم من مساعدتى لوالدتى وشعورى بأنه يجب على أن أساعدها حتى لا يصبح الحمل عليها بمفردها – حاجة جوايا تقعد تقولى أنت جدع وأنا ببيع الأكل ومتسبش ماما وبقى مبسوط -، إلا أننى متفوق فى دراستى، وأحاول التوفيق بين مساعدتها ومذاكراتى، وأقوم دائما بالإسراع فى بيع الوجبات للعودة للمذاكرة برفقة أشقائى، بخلاف حبى للعب كرة القدم، وعشقى لمحمد صلاح ورؤيتى للمباريات التى يشارك بها، مرددا: حلمى أشوف صلاح وأسلم عليه.
وعن الصعوبات التى يوجهها الطفل أحمد فقال فى حديثه:" أقوم ببيع 20 وجبة، عندي قيامي بيع الوجبات بعض المارة يطالبونى بتقليل السعر، وأحيانا أضطر لبيعها لهم بذلك السعر الذى يقترحوه، رغم الخسارة التى تقع على بسبب مكسبى الذى لا يتعدي 2 جنيه بالوجبة الواحدة، حتى أستطيع العودة للمنزل بسرعة لمذاكرة دروسى، وحتى لا أضطر للعودة بها مرة أخرى للمنزل".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة