فى حياة الفنان الكبير يوسف شعبان الكثير من الذكريات والحكايات التى لا يعرفها عن الكثيرون، فالفنان الكبير صاحب تاريخ طويل وأدوار قوية وضعته فى مصاف مبدعى وعمالقة الفن الذين صنعوا أشهر وأجمل الروائع، وكان لهم دور كبير فى صناعة أهم الأعمال الدرامية فى عصرها الذهبى.
تنظر إلى تعبيرات وجهه وقوة شخصيته فترى ذكاء وحكمة الحاج درويش فى مسلسل "الوتد"، ورزانة وقوة اللواء محسن ممتاز فى "رأفت الهجان"، تستعيد مع حديثه أمجاد روائع الدراما فى عصرها الذهبى، تتذكر حافظ رضوان فى "الشهد والدموع"، والحاج سلامة فراويلة فى "المال والبنون"، وأمجد هاشم فى "ضمير أبلة حكمت"، والمعلم سيد أبو ليلة فى ليالى الحلمية، ورزق الهلالى فى السيرة الهلالية، والأستاذ إلهامى فى "امرأة من زمن الحب"، ووهبى السوالمة فى الضوء الشارد، والأستاذ يوسف فى الحقيقة والسراب، والأسطى سيد فى عيلة الدوغرى، وليلة القبض على فاطمة وغيرها عشرات الأدوار والشخصيات الراسخة فى ذاكرة الفن والجمهور.
ورغم أن مشاركته فى السينما لم تكن بكثافة أعماله االدرامية إلا أنه شارك فى العديد من روائع السينما مع كبار نجومها من عمالقة الفن، فمن ينسى جلال العريس فى "أم العروسة"، وسلامة فى "بياعة الجرايد"، وفرج فى "زقاق المدق"، ورؤف فى "حمام الملاطيلى"، وعصام فى "الثلاثة يحبونها"، وعباس فى "الرصاصة لا تزال فى جيبى"، والوزير أحمد ثابت فى "هدى ومعالى الوزير"، وطلعت الحلوانى فى "كشف المستور"، ويوسف فى "قضية سميحة بدران" والعقيد مدحت فى "ليلة القبض على بكيزة وزغلول"، وغيرها عشرات الأدوار المتنوعة.
وفى حوار لليوم السابع كشف الفنان الكبير يوسف شعبان عن أسرار بداية مشواره الفنى وعلاقته بعمالقة الفن، وقال الفنان يوسف شعبان: "بعد تخرجى من المعهد شاركت فى فيلم المعجزة أمام شادية وفاتن حمامة وإخراج حسن الإمام وكنت عامل دور رئيس نشالين بيحب شادية، واقتنع بى المخرج الكبير حسن الإمام وآمن بموهبتى، وكان يستعين بى فى معظم أفلامه، ورشحنى بعد هذا الدور لفيلم زقاق المدق، وبعدها توالت أدوارى فى السينما".
يحكى الفنان الكبير عن مشاركته فى فيلم معبودة الجماهير أمام شادية وعبدالحليم حافظ "بعدما قدمت عددا من الأدوار كتبت عنى الصحف أننى أستطيع أن أخطف الكاميرا من الفنان الذى يقف أمامى، ووقتها أراد عبدالحليم أن يكون الممثل الأول فى العالم العربى بعد أن أصبح المطرب الأول، واعترض حليم على مشاركتى فى الفيلم لكن شادية أصرت أن أؤدى الدور، لأننى كنت تعاونت معها فى أكثر من عمل، وأصر كل منهما على رأيه وظل الديكور لمدة 3 أسابيع دون تصوير بسبب خلاف شادية وعبد الحليم".
وعن كيفية مشاركته فى الفيلم بعد خلاف شادية وحليم حوله قال الفنان يوسف شعبان: "تفتق ذهن المنتج والمخرج حلمى رفلة أن يسأل كاتب القصة الكاتب الصحفى مصطفى أمين عن من يرشحه للقيام بالشخصية فرشحنى أيضا، فلم يعترض حليم".
يشير يوسف شعبان إلى أن العندليب تعامل معه بشكل جيد أثناء تصوير الفيلم: "عبدالحليم قال لى اوعى تكون اتضايقت منى؟ فضحكت وقلت له "إنت طماع ياحليم عاوز تبقى أحسن مطرب وأحسن ممثل".
وتابع: "لم نلتق بعد انتهاء تصوير الفيلم وحتى قبل سفر حليم الأخير إلى لندن، لكن قبل سفره طلب العندليب مقابلتى، وكلمنى الحاج وحيد فريد مدير التصوير وقال لى: عاوزك ضرورى وبعدها قال لى تعالى نزور عبدالحليم وعرفت أن حليم قال له عاوز أطيب خاطر يوسف شعبان، وذلك بعدما مرت سنوات طويلة على هذا الموقف".
وبتأثر يقول يوسف شعبان: "شوفى شفافية الفنان وأخلاقه ونقاء قلبه مش عاوز حد يزعل منه، وعندما ذهبت وجدت حليم فى السرير وأخذته بالحضن، فقال لى يعنى إنت مش زعلان منى، فأقسمت بأولادى أننى أحبه ولا أحمل له سوى كل تقدير، وضحكنا معا وبعدها سافر العندليب وتوفى فى لندن".
وكشف الفنان الكبير أن المخرج حلمى رفلة رشحه للبطولة فى فيلم المعجزة أمام فاتن حمامة، ولكنها لم تكن شاهدته فى أى دور وطلبت صوره وعندما رأته قالت: "أنا فى الفيلم باسيبه وامشى وده شكله لو سبته ومشيت هياكلنى قلمين"، ورشحت بدلا منه الوجه الجديد عمرو الترجمان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة