هل من المبكر الإشادة باللاعب المصرى مصطفى محمد فى تجربته الجديدة فى "جالطة سراى"، فهو حتى الآن لم يشارك إلا فى مباراتين فقط؟ لا أظن ذلك، فأنا لن أتحدث هنا عن فنيات وتطورات فى المستوى ولكن سأتحدث عن تصديق الحلم.
خاض مصطفى محمد قبل سفره تحديًا مع نادى الزمالك، وكانت لديه رغبة عارمة فى تجربة الاحتراف، وقد تابعنا ذلك على المواقع الإخبارية والبرامج الرياضية، يومها لفت نظرى "إصراره" على خوض التجربة، بما يعنى أنه كان يرى نفسه فى منطقة معينة، يعرف أنه فى بداية العشرينيات من عمره وهى السنوات المناسبة للاحتراف، وبعدها سوى تتراجع الفرص وسيرضى بالمقسوم والمقدر، لذا لم يكن إصرار مصطفى محمد عبثا.
ومن هنا فأولا علينا الإعجاب بهذا الإصرار، الذى يدل حتى الآن على الوعى، والرغبة فى تطوير الذات، وهو ما نحتاج إليه بشدة فى حياتنا جميعا.
بعد ذلك جاءت المرحلة الثانية، وهى المشاركة فى المبارايات، كان أمام مصطفى محمد أمران لا ثالث لهما، الأول أن يكتفى بدخوله تجربة الاحتراف، وينتشى بوجوده فى دورى آخر غير الدورى المصرى، والثانى أن يصنع بصمة حقيقية ويعلى من قدره وقيمته، وقد اختار مصطفى محمد الأمر الثانى.
ربما كانت المفاجأة لنا جميعا هى سرعة التنفيذ، لم يضيع مصطفى محمد وقتا، منذ اللحظة الأولى أثبت نفسه، وفى اللحظة الثانية أكد أن الأمر ليس مصادفة، وبعيدًا عن الأهداف، لقد ظهر مصطفى مهما مشاغبا فى الملعب وراغبا فى صناعة اسمه.
ونحن نفرح بهذه التجارب، لأنها تكشف عن معدن مصرى حقيقى، لديه رغبه فى العمل والمنافسة وسعى لتحقيق الأحلام، وفى رأيى إن عيون مصطفى محمد تنظر بعيدا، تتطلع إلى تجارب أخرى أكثر حماسا وقوة وتحقيقا للذات.