عرفت مصر الكثير من الدول التى حكمتها ومنها الدولة الإخشيدية التى ظهرت فى القرن الرابع الهجرى الموافق للعاشر الميلادى، الدولة الإخشيدية من سنة 323- 258 هجرية -934- 968 ميلادية) فكيف حكمت مصر ومن أشهر رجالها؟ يقول كتاب "تاريخ مصر الحديث: من الفتح الإسلامى إلى الآن" لـ جرجى زيدان
محمد الإخشيد
لما رأى أبو بكر محمد بن طغج أمير مصر ما كان من انحلال الدولة العباسية، وانقسام الدولة الإسلامية على ما تقدم طلب نصيبه من تلك القسمة، فصرح باستقلاله فى مصر سنة 324 ﻫ فاضطر الخليفة إلى تثبيته، وملكه فوق ذلك سوريا مع أنها لم تكن بيده، وفى 327 ﻫ لقبه بالإخشيد، وكان ذلك لقب ملوك فرغانة، وهو من أولادهم، ومفاد هذه اللفظة فى لغتهم: ملك الملوك، وكان كل من ملك فرغانة لقبوه بالإخشيد، كما يلقب الفرس ملكهم كسرى، والروم قيصر، والترك خاقان، واليمن تبع، والحبشة النجاشى … ، ومن سلالة أبى بكر هذا جاءت الدولة الإخشيدية، وفى تلك السنة أمر الإخشيد بنقل دار الصناعة من الجيزة إلى ساحل النيل فنقلت.
أنوجور بن الإخشيد
وتولى بعد محمد الإخشيد ابنه أبو القسم محمد الملقب بأنوجور، وكان صغير السن ضعيف الرأى فعهد بتدبير الأحكام إلى كافور وزير أبيه.
أبو الحسن على بن الإخشيد
وحكم أبو الحسن على مصر سنتين وشهرين ويومين كان كافور مع على كما كان مع أخيه أنوجور، وفى سنة ٣٥١ﻫ لم يرتفع ماء النيل الارتفاع اللازم للري، وكان فى السنة التالية أقل ارتفاعًا، ثم هبط بغتة، والأرض لم ترتو؛ فحصل فى مصر جوع شديد، تعاقب القحط بعده ٩ سنوات رافقه اضطراب آلَ إلى الانشقاق بين أبى الحسن وكافور.كافور الإخشيدى
وفى محرم سنة 355 هجرية توفى أبو الحسن على فخلفه كافور، وتلقب بالإخشيدي، وطلب من الخليفة المطيع لله أن يثبته فى مصر ففعل، وهكذا عادت سلطة العباسيين إلى مصر، وكان يدعى لكافور على المنابر بمكة، والحجاز جميعه، والديار المصرية، وبلاد الشام من دمشق وحلب وأنطاكية وطرسوس … وغيرها.
أحمد أبو الفوارس بن على
فخلف كافورًا أحمد أبو الفوارس بن أبى الحسن على بن محمد الإخشيد، ولم يكن لأبى الفوارس من العمر أكثر من إحدى عشرة سنة فلم يثبته الخليفة فى الحكم. أما سوريا وغيرها من البلاد الخاضعة للإخشيديين فبايعت حسينًا الإخشيدى إلا أنه ما لبث أن استتب له المقام حتى جاءه القرامطة، وأخذوا البلاد من يده ففرَّ إلى مصر قاصدًا اغتيالها من أحمد أبى الفوارس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة