يلتحف السماء راجيًا رزقًا حلالاً، راضيًا بما قسمه الله له، سترٌ يعينه على تربية أولاده الأربعة المعاقين، حتى إقترب عمره من السبعين، وهو يحسب العمر الذي ركب قطار الحياة دون سابق إنذار.
سمير عبد المعطى محمد عبد المعطى الجمسى، أو "الجد سمير" كما يحلو لأهالي مدينة الإسماعيلية أن ينادوه، عجوز يشعر بحالة إنكسار يطارد اليأس عندما يتخلل خلسة إلى تفكيره، في محاولة لخلق واقع إفتراضي لنفسه، يعتمد في ذلك على بضع جنيهات هي إيراد يومه من بيع الشاي والمناديل وبعض قطع البسكويت، داخل كوخ صغير مغطى بالبلاستيك على أحد أرصفة الإسماعيلية.
يعدُّ الأيام وهي تجري والزبائن وهم ينحدرون إلى كوخه، بعضهم عاطفًا على حالته وآخرين رزق ساقه الله للعجوز الذي إحتل الشيب رأسه، عله يحفظ من أمر نفسه ما يعطيه قدرة على مواجهة مصاعب الحياة.
"الجد سمير" الذي يتخذ من كوخه مصدر رزق وبيت في آن معًا، يسدل ستار البلاستيك آخر الليل لينام ساعات داخل، خوفًا من سرقة محتوياته، قبل أن يشرق صبح جديد ومعه أمل آخر في رزق أوسع.
الحياة إختبارات، أحدها أن رزق الله سمير 7 أبناء بينهم 4 من ذوي الإحتياجات الخاصة، وقد وضع أمام تحديات الإنفاق عليهم وتربيتهم، فكانت كل أحلامه محدودة، برمزيتها، ثقيلة بحقيقتها، أمام رجل جعل الله رزقه كما الطيور معلق بين السماء والأرض يأتيه يوم بيوم رفقة من ساقهم الله إليه، حيث رزق الجد "سمير"، بثلاثة أولاد هم عبد المعطى 23 عامًا، يعانى من كهرباء فى المخ، وقام بتركيب 27 مسمار في رجله، وجمال 19 عامًا، يفقد الذاكرة بإستمرار، وأشرف 18 عامًا، يعانى من كهرباء زائدة في المخ، ويتعرض للإغماء بإستمرار، و4 بنات، وهم هدير 24 عامًل، متزوجة وتوفى زوجها وعادت لتعيش معه، وتحتاج كل 3 أشهر 6 أكياس دم، وسيدة 16 عامًا، تعانى من أنيما حادة، وهبوط، كما تعانى من صداع بإستمرار، وهبة الله، 13 عامًا، بكماء، وجنة 8 سنوات.
هذا الإختبار ليس الوحيد للجد سمير، حيث واجه دائمًا مواقف قاسية من قبيل طرده من المنزل الذي يستأجره، لعدم دفع الإيجار، إضطر خلال مراحل عمره أن يعمل سائقًا وعاملًا في شركات خاصة، وهو ما لم يسد حاجته.
حلم العجوز الآن بات مُلحًا، أكثر من أي وقت مضى، بيتٌ يأويه وأولاده، بعدما سُدت أمامه كل الأبواب، إذ قد إبتلاه الله بإختبارات أخرى وهو في سن متقدمة، بعدما زوج إبنته الكبيرة وتوفى زوجها فعادت لتعيش معه في البيت.
الجد سمير الذي يحمل هم الإنفاق على هذه الأسرة الكبيرة، أمام إختبار آخر لتجهيز الابنة الثانية التي تقترب من الزواج، فضلًا عن هموم الأبناء الأربعة المعاقين.
صرخة العجوز تحاول أن تجد صدى لدى المسؤولين لتوفير سكن لأسرة يستر بناته، وكشك، وأهالي الخير لإيجاد أي مصدر دخل ثابت يسد بها إحتياجات باتت ثقيلة على الكهل.
الجد سمير داخل كوخ فى شوارح الإسماعيلية
الجد سمير قصة كفاح أمام كوخه فى شوارح الإسماعيلية
الجد سمير قصة كفاح فى شوارح الإسماعيلية
الجد سمير قصة كفاح فى شوارع الإسماعيلية (1)
الجد سمير قصة كفاح فى شوارع الإسماعيلية (2)
الجد سمير قصة كفاح فى شوارع الإسماعيلية (4)
الجد سمير قصة كفاح فى شوارع الإسماعيلية (5)
الجد سمير قصة كفاح فى شوارع الإسماعيلية (6)
الجد سمير والاولاد (1)
الجد سميروأولاده (2)
اكوخ الجد سمير
كوخ الجد سمير
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة