نقرأ معًا اليوم كتاب "ما تقوله النساء للرجال" لـ عادة محمود، والذى تقول "غادة" إن فكته تنطلق من: لماذا نخفى على الرجال الكثير من الأسرار؟ ربما لأننا نخفيها عن أنفسنا فى البداية، نحن وُلِدنا فى مجتمع يتغير بطريقة أسرع من تخيلات الجميع.
حاول الأهل استيعابنا بالقدر الكافى، لكن الكثير من الحيرة والتشتت وربما "اللخبطة" كانت هى شعار المرحلة، علاقات مشوهة، أحلام تقف فى منتصف الطريق، وتصورات مشوشة عن أنفسنا، وبالتالى عن الرجل.، لذلك ربما نحتاج لإعادة اكتشاف الذات، ومصارحة أنفسنا بأسرارنا الخاصة والاستشفاء منها، ربما فى تلك اللحظة يمكننا أن نخبر الجميع بكل شىء.
يقول الكتاب:
هل تمنيت يومًا أن تضع يدك على قلبك وتعلم ما يؤلمك؟ فأنا تمنيت أن يفهَمنى أحدُهم من المرة الأولى، أن يشعر بما أشعرُ به، أن يضع نفسه مكانى مرةً، لكن كل شخص يرى الصورة من الخارج لا يعرف كم تُعانى من التفاصيل الصغيرة، وكم مرةً تمنيتَ أن يدلَّك أحدهم على الطريق لتخرج من ظلمة قلبك إلى النور!
كُنت أحاول دائمًا فى كتاباتى أن أكتب عما بداخل البشر من مشاعر يعجزون عن البوح بها، موهبة شعرت بها بفضل الألم، فالإنسان عندما يتألم يصمت، لكن أنا لم أستطع الصمت، وتوجهت إلى الورقة والقلم، وأصبحت الكتابة هى رفيقتى منذ تلك اللحظة، لست خبيرةً فى العلاقات، لكننى كبرت بفضل الانكسارات الصغيرة.
تعلمت أن رقم عمرك لا أهمية له، بقدر شخصيتك التى تتغير فى التجارب، فـعقلى منذ عام، غير عقلى الآن، غير عقلى بعد خمس سنوات… فتجربة واحدة يمكنها أن تجعلك تكبر مائة عام، كبرت أحلامي، وتصوراتى، أزلت الستار عن عيني، وأصبحت أرى كل شيء بوضوحٍ الآن، كبرت قدرتى على تحليل الأمور، فالطفلة الصغيرة التى تمنت أن تكون من الكبار، قد أصبحت منهم.
إنه لأمرٌ صعب أن تكون داخل عقل امرأة، فنحن صندوقٌ أسود مغلق، كتاب لا يمكنك معرفة ما بداخله بغير أن تقرأه من البداية، نهتم بالتفاصيل وتؤلمنا الأشياء الصغيرة التى لا ينتبه لها أحد، فـبداخلنا أحلام، وإنجازات صغيرة، وانكسارات، وخذلان، وفرحة، وحُزن، وخليط كبير من المشاعر.
نتمنى أن نُحَب كما نُحِب، جميعنا ندور فى الدائرة نفسِها، لكن الفرق بينى وبينهُن هو أننى اخترت أن أحكي، وهن لا يستطعن البوح، أو لا يجدن من يستمع إليهن، أولا يجدن العبارات التى تسرد ما بداخلهن.
يتألمن ويتجاوزن كل شيء وحدهن فى صمت.. تخرج إحداهُنَّ فى صورتها القوية كل صباح، وفى آخر اليوم تبكى وحدها على وسادتها، تقرأ كتابًا أو تشاهد فيلمًا، أو تستمع لأغنية؛ لعلها تجد عبارة تصف ما بداخلها.
هذا الكتاب عن الحُب، والتفاصيل، والوجع، والوحدة، وعن البدايات، والنهايات، وعن كل تجربة مررنا بها وتمنينا أن نرى نهايتها من البداية كى نهرب بعيدًا، عن الأهل، وعن كل ما كان بداخلى من اعترافات، والمواقف التى لا تُنسى وأصبحت ندبةً فى القلب.
ليس كل ما فى الكتاب عني، فقد خرج هذا الكتاب للنور بفضل أشخاص، منهم من أعرفه وهو قريب مني، ومنهم من لا أعرفه لكن جمعنى بهم حوار عابر وإحساس بالأمان جعله يحكى لى ألمه، أشخاص رأَوْا فى صديقةً جيدةً تستطيع أن تُحبهم وتستمع إلى مشاكلهم الصغيرة بلا أحكام ولا تقليل من مشاعرهم، صديقة تُشبه المرآة؛ تضعُهم أمام الحقيقة حتى وإن كانت مؤلمة.
«قبل ما أكتب كُنت خايفة من التجربة، باكتب من 2011 وكل سنة باقول هاخد الخطوة دي، لكن الخوف… الخوف أكتر شيء ممكن يضيع منك حاجات بتحبها، بس حسيت إنى لازم أعترف، أشارك الناس إحساسهم، أقول لهم إنتم مش لوحدكم.. كُل سطر فى الكتاب ده حسيته، لقيته فى ناس كتير حواليَّ، هتلاقى نفسك قُدام مليون شخصية يمكن، القوية والضعيفة، الحكيمة، واللى محتاجة حد ينصحها، اللى بتحلم وخايفة من الفشل، اللى بتخاف من التعلق بشيء بس بتتعلق وتحب من قلبها، اللى لما بتكره ما بتقدرش ترجع تانى زى الأول، اللى بتسمع كلمة حلوة بس بتخاف تصدقها، مش مهم تحدد أنا مين… لأنى كُل دول، ولسه كل يوم باكتشف نفسى وانتم بتكتشفوا نفسكم أكتر.. المهم إنك تحب نفسك مهما كانت شخصيتك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة