توجد فى التاريخ الإسلامى حكايات كثيرة لم تحظ بشهرة عالية، منها سرية بنى فزارة التى وقعت فى العام السابع من الهجرة، فما الذى يقوله التراث الإسلامى فى ذلك؟
يقول كتاب البداية والنهاية لـ الحافظ ابن كثير تحت عنوان "سرية أبى بكر الصديق إلى بنى فزارة":
قال الإمام أحمد: حدثنا بهز، ثنا عكرمة بن عمار، ثنا أياس بن سلمة، حدثنى أبى قال: خرجنا مع أبى بكر بن أبى قحافة وأمَّره رسول الله ﷺ علينا، فغزونا بنى فزارة، فلما دنونا من الماء أمرنا أبو بكر فعرَّسنا، فلما صلينا الصبح أمرنا أبو بكر فشننا الغارة فقتلنا على الماء من مر قبلنا.
قال سلمة: ثم نظرت إلى عنق من الناس، فيه من الذرية والنساء نحو الجبل، وأنا أعدو فى آثارهم فخشيت أن يسبقونى إلى الجبل فرميت بسهم فوقع بينهم وبين الجبل.
قال: فجئت بهم أسوقهم إلى أبى بكر حتى أتيته على الماء، وفيهم امرأة من فزارة عليها قشع من أدم، ومعها ابنة لها من أحسن العرب.
قال: فنفلنى أبو بكر بنتها.
قال: فما كشفت لها ثوبا حتى قدمت المدينة، ثم بت فلم أكشف لها ثوبا.
قال: فلقينى رسول الله ﷺ فى السوق، فقال لي: «يا سلمة هب لى المرأة».
قال: فقلت والله يا رسول الله لقد أعجبتني، وما كشفت لها ثوبا.
قال: فسكت رسول الله ﷺ وتركني، حتى إذا كان من الغد لقينى رسول الله ﷺ فى السوق فقال: «يا سلمة هب لى المرأة».
قال: فقلت يا رسول الله والله لقد أعجبتني، وما كشفت لها ثوبا.
قال: فسكت رسول الله ﷺ وتركني، حتى إذا كان من الغد لقينى رسول الله ﷺ فى السوق: «فقال يا سلمة هب لى المرأة لله أبوك».
قال: قلت يا رسول الله والله ما كشفت لها ثوبا وهى لك يا رسول الله.
قال: بعث بها رسول الله ﷺ إلى أهل مكة، وفى أيديهم أسارى من المسلمين، ففداهم رسول الله ﷺ بتلك المرأة.
وقد رواه مسلم، والبيهقي، من حديث عكرمة بن عمار به.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة