قالت الدكتورة دينا محمد عبده، الأستاذ بكلية الألسن، إن الأديب الروسى الراحل فيودور دوستويفسكى كان شخصا انطوائيا فى بداية حياته، وإن أصدقاءه كانوا يرونه أكثر ثقافة من أدباء عصره، مشيرة إلى أنه روايته "المزدوج" أثارت مشاعر سلبية ناحيته، وانتقده النقاد، وبدوا يشككون فيما قدمه، وأضافت دينا محمد عبده، خلال محاضراتها بعنوان "فيودور دوستويفسكى.. إطلالة على الفكر والأدب" التى أقيمت بمركز القاهرة للدراسات الاستراتيجية، أن انضمام دوستويفسكى لأحد الجماعات السياسية جعله يطلع للمرة الأولى على أفكار مثل ضرورة إلغاء الرقابة على الأعمال الأدبية، وإلغاء الرق، وبدأ يعرف الأفكار الاشتراكية الناتجة عن الثورة الفرنسية، قبل أن يقبض عليه ويحكم عليه بالإعدام، لكن المدعى العام خفف الحكم لثمان سنوات، ثم أربعة سنوات مع الأشغال الشاقة فى سيبيريا.
وتابعت الدكتورة دينا محمد عبده، أن سنوات سجن ديستوفيسكى كانت قاسية، وأصيب فيها بالصرع، وعند خروجه ظل تحت الرقابة والحظر الشرطى، ولكن بعد وفاة نيقولا الأول، ومجئ القيصر إلكسندر الثانى، تم رفع الحظر عن عدد كبير من الأدباء منهم دوستويفسكى.
وأوضحت دينا عبده أن رواية "المقامر" كانت رواية معبرة عن فترة حياة دوستويفسكى فى أوروبا، وهى فترة التحرر لديه سواء على المستوى الدينى أو السياسى والفكرى، لافتة إلى أن "مذكرات من البيت الميت"، يحكى فيها فترة المعتقل، والنقاد أشادوا بها، لأنه لم يتحدث أديب من قبل عن فترة الاعتقال مثلما كتب ديستوفيسكى، حيث وثق فيها كل أحوال المعتقلين.
وأكدت الدكتورة دينا عبده، أن دوستويفسكى توقع وفاته وكان يرى أنه لن يمر عليه شتاء عام 1881م، وذلك بعدما أصيب بالسل، إذ تشاجر مع شقيقته التى طلبت منه التنازل لها عن ميراثه، وبعد يومين توفى، ووجدوه ميتا وعلى وجهه ابتسامة.
وتابعت دينا محمد عبده، أن النقاد اتفقوا أن روايته "الجريمة والعقاب، الشيطان، المقامر، الأخوة كرامازوف" هم أعظم أعماله الروائية على الإطلاق، لافته إلى أن ديستوفيسكى كتب روايته الجريمة والعقاب فى 26 يوما فقط.
واختتمت "عبده" أن ديستوفيسكى كان يسير على النهج الليبرالى الإصلاحى وكان ضد فكرة الإصلاح بالثورة، رغم إيمانه بأفكار الثورة الفرنسية، لكنها تغيرت تماما بعد فترة اعتقاله، ولذلك فإن لينين وستالين كانوا ضد أفكار ديستوفيسكى، ولم يقبلانه ككاتب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة